اكتشاف مدينة شارستان الأثرية في موقع قبة السلطانية بإيران
معلم أثري في مدينة شارستان ، أعلن المدير التنفيذي لقاعدة قبة السلطانية للتراث العالمي الواقعة في محافظة زنجان الايرانية ، محمد رضا قربانزادة ، ان أعمال التنقيب الاثري التي جرت مؤخراً في موقع " جمعة مسجد " ، الذي يقع في منطقة قبة السلطانية المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي ، اسفرت عن العثور على مدينة تاريخية تدعى " شارستان " أو " ربض ".
و قال هذا الخبير في مجال الاثار ، ان قاعدة قبة السلطانية للتراث العالمي ، تواجه مشاكل في الحفاظ على هذا الموقع التاريخي ، لان قسماً منه ، يقع ضمن اراض تعد ممتلكات خاصة. و نظراً لما تضمه هذه الاراضي من اثار قديمة مدفونة تحت التراب ، ينبغي اتخاذ مايلزم لمنع بناء الابنية في هذه المنطقة.
و تابع قربانزادة حديثه قائلاً : ( من مواقع هذه المنطقة التي يجب الحفاظ عليها موقع جمعة مسجد ، الذي تبين خلال اعمال التنقيب الذي جرت عام 1991 احتواءه على آثار تاريخية ، تعد جزءاً من مدينة سلطانية ، ولكن نظراً لانعدام المعلومات و الوثائق الرسمية ، التي توثق تلك التنقيبات بادرنا للقيام بتنقيبات جديدة لاثبات هذا الامر ، و ذلك بهدف منع اعمال البناء و عرض الاثار ، وقد اسفرت هذه التنقيبات عن الحصول على نتائج مذهلة ) .
ان الاثار المستخرجة من تحت التراب ، تدل على ان هذا الموقع هو جزء من مدينة سلطانية التاريخية ، و من المحتمل ان تكون مدينة شارستان بالذات . و كان موقع جمعة مسجد خارج مبنى الحكومة الذي يسمى بالفارسية " ارك " ، و ربما كان مركز تجمع الوحدات الصناعية و التجارية و الدور السكنية و التجمعات الجماهيرية.
و قد ادت التنقيبات الاخيرة في الموقع الى العثور على شارستان / ربض ، التي تعد مدينة سلطانية التاريخية مع قسم من مسجد جمعة ، و هذه الاثار تم استخراجها جميعاً و لأول مرة من تحت التراب.
و حول هذا الموضوع صرح عبد الرضا مهاجري نجاد ، المشرف على عمليات التنقيب في موقع جمعة مسجد قائلاً : ( ان الموقع الذي يعرف بجمعة مسجد مساحته 85 هكتاراً و هو يعتبر من اهم المواقع التاريخية في موقع قبة سلطانية التراثي العالمي ، و قد برهنت التنقيبات التي جرت مؤخراً صحة هذا الامر ) .
ان الاثار المستخرجة من تحت التراب ، تدل على ان هذا الموقع هو جزء من مدينة سلطانية التاريخية ، و من المحتمل ان تكون مدينة شارستان بالذات . و كان موقع جمعة مسجد خارج مبنى الحكومة الذي يسمى بالفارسية " ارك " ، و ربما كان مركز تجمع الوحدات الصناعية و التجارية و الدور السكنية و التجمعات الجماهيرية.
و حول الاكتشافات الاثرية الجديدة في موقع جمعة مسجد قال مهاجري نجاد : ( من الاماكن التي شملها التنقيب جمعة مسجد نفسه ، حيث تم استخراج التصميم الظاهري له من تحت التراب ) .
و مما تم العثور عليه ايضاً ، ورش للصناعات الخزفية و الفلزية ، و كذلك مبان عامة و حكومية اخرى ،فان اكتشاف ورش الصناعات الخزفية ، يدل على ان مقداراً كبيراً من الخزف ، كان يصنع في موقع جمعة مسجد و الاراضي المحيطة به.
و تابع حديثه قائلاً : ( من الاجزاء التي تم العثور عليها ضمن التصميم الظاهري لجمعة مسجد مدخله المفروش بالحجر. كما تم العثور على سبعة انواع من الارضيات المفروشة منها ماهو مفروش بالآجر او الجص و غيرها. و من المثير ان نموذج الفرش بالحجر المستعمل في هذا الموقع ، كان شوهد من قبل في المسجد الجامع في سيراف ، و كذلك في موقع تخت سليمان الاثري ايضاً ) .
و قد استخدم في عمارة مسجد جمعة نوع من الحجر المصقول من نفس النوع ، الذي كان يستخدم في المباني الحكومية. كما تم التعرف في هذا المبنى على اربعة نماذج معمارية تعود لمراحل تاريخية مختلفة اقدمها يعود للعصر الايلخاني و احدثها للعصر الصفوي.
و مما تم العثور عليه ايضاً ، ورش للصناعات الخزفية و الفلزية ، و كذلك مبان عامة و حكومية اخرى ، حيث يقول مهاجري نجاد مضيفا في هذا الصدد: ( لقد تم العثور على كميات كبيرة من الخزفيات و ورش الصناعات الخزفية خلال هذه التنقيبات احدى هذه الورش ، كان كما يبدو لتركيب الجص مع الكلس . كما عثر بالقرب من احدى ورش الصناعا ت الفلزية على قطعة من الذهب ايضاً ) .
و حسب هذا الخبير في مجال علم الآثار ، فان اكتشاف ورش الصناعات الخزفية ، يدل على ان مقداراً كبيراً من الخزف ، كان يصنع في موقع جمعة مسجد و الاراضي المحيطة به.
و قد استخدم في بناء هذه المدينة اسلوب العمارة المدنية ، و هو أمر واضح المعالم في طرقاتها و ممراتها ، التي تم استخراجها من تحت التراب الان . كما تشير الادلة الى ان ايصال المياه في هذه المدينة ، كان يتم بواسطة القنوات الممتدة لما يقرب من 100 هكتار .