الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (8)
وهكذا الأمر في مجال الإعلام، ينبغي أن ننظر من أين يريد العدو أن يهاجمنا؟!.. هذا أحد الموضوعات الضرورية جداً والتي ينبغي الإهتمام بها والعمل على طرحها ومعالجتها؛ وربما سيتم العمل - إن شاء الله - في هذاالإتجاه خلال أيام هذا المؤتمر، والمبادرة الى بحث هذا الموضوع.
على سبيل المثال، تُطرح في الوقت الحاضرإدعاءات ومزاعم تقول إن الإسلام ضد العلم!! وإن الإسلام يحتّم القضاء والقدر!! أي القول بمذهب الجبر لا التفويض وأن الإسلام لا يهتم بحقوق المرأة!! - وخصوصاً قضية تعدد الزوجات - وأن الإسلام يسبب أو يخلق الفقر!! وأن الإسلام عاجز عن إدارة الدولةوإعمارها!! وتبذل الجهود وتركز المساعي من قبل أعداء الإسلام على إبراز هذهالإدعاءات والمزاعم وتضخيمها.
قبل عامين تقريباً، أقيم معرض تحت عنوان "معرض الإسلام" وهو يعرض من أولهالى آخره فقر العالم الإسلامي وفاقته، بهدف التركيز على أن الإسلام ليس قادراً على توفير الرفاه المادي لأتباعه والمؤمنين به، وهذا هو أحد الأهدافالإستعمارية ضد الإسلام.
ومن بين ادعاءاتهم ومزاعمهم الأخرى أن الإسلام ذو منهج خرافي وبعيد عن المنطق!! وهذا ما يتم الترويج له والتركيز عليه أيضاً، وخصوصاً من قبل مروّجي النظرية الإشتراكية.
وفي أعياد رأس السنة الميلادية لعام 1988 بالذات، عرض التلفزيون السوفياتي في قناته الرئيسية برنامجاً تضمّن تمثيلية مستهجنة وقبيحة، توجه إساءة وطعناً للإسلام ومفاهيمه السامية، بزعم أنها تعكس نموذجاً من العالم الإسلامي ومن الأفكار الإسلامية.
إن علينا أن نبذل جهودنا ونوجه اهتمامنا لكي نوضح للشعوب أن الأمور ليست كما يصورها أعداء الإسلام. وفي الحقيقة إن هجمات أعداء الإسلام هي التي تحدد لنا اتجاه تحركنا لتفنيدها وكشف زيفها.
إن علينا أن نبذل جهودنا ونوجه اهتمامنا لكي نوضح للشعوب أن الأمور ليست كما يصورها أعداء الإسلام. وفي الحقيقة إن هجمات أعداء الإسلام هي التي تحدد لنا اتجاه تحركنا لتفنيدها وكشف زيفها.
إنني أعتقد أن هذه هي أولويات التبليغ في العالم الإسلامي، وبالطبع فإنني لا أدّعي أن أولويات التبليغ تقتصر عليها وحسب، ولا أحصر نطاقها في هذه الجوانب التي عرضتها عليكم، لكنني أعتقد أنها الأهم في هذا المضمار، لأنني أرى أن هذه هي الأمور المطروحة في الوقت الراهن.
ولا يفوتني - طبعاً - أن أشيرالى نقطة أخرى، وهي أننا حين نواجه هجمات الأعداء ينبغي أن لا نتصرف من موضع رد الفعل إزاء هجمات العدو، وقد مارسنا في الماضي القريب أمثال هذه المواقف الدفاعية والإنفعالية، وكمثال على هذه الحقيقة مسألة الجهاد. فلقد حاول الأوروبيون والغربيون - ولقرون عديدة - أن يصوروا الإسلام بأنه دين السيف وسفك الدماء، ويرسموا لرسول الله (ص) صورة رجل قاسٍ عنيف ذي حاجبين معقوفين متداخلين مع بعضهما، وهو يحمل سيفاً يقطر دماً... هكذا كانوا يرسمون صورة الرسول الأكرم (ص).
وحين يقارن المرء هذه الصورة المزعومة للإسلام ورسوله بمزاعم المسيحية وتبليغها، المبنية في معظمها على مفاهيم الحب والسلام والمودة والرحمة بكل العالم والدعاء لكل المخلوقات والكائنات، بل وحتى للشيطان نفسه، وطلب الهداية، وحسن العاقبة حتى للأعداء، فإن نتيجة هذه المقارنة تكون عبارة عن ردود أفعال سيئة جداً في أذهان الرأي العام المسيحي.
آية الله العظمى السيد علي الخامنئي
الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (7)
الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (6)
الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (5)
الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (4)
الفكر الأصيل- التبليغ والإعلام في الإسلام (3)