علل الحجّ
في كتب الشيخ الصدوق(1)
المقدّمة
لا يخفى أنّ مكتباتنا الإسلاميّة ـ العربيّة منها والفارسيّة والأردويّة والتركيّة وغيرها ـ تدفن في زواياها ثروات علميّة هائلة تمثّل تراثاً ضخماً ناصعاً ينتظر انتشاله بأيد مخلصة وفيّة لتراثها العبق ، وخلال مطالعة لعناوين ذخائر تراثنا نجدها قد حوت من العلوم والفنون ما يقف الإنسان أمامها منبهراً .
ومن تلك الدقائق الرائقة التي تناولها العلماء بالتأليف والتصنيف : موضوع «العلل» ، فكتبوا «علل الشرائع» ، و«علل الأشياء» ، «علل الأحكام» ، «الجامع في العلل» ، و . . . .
ومن المؤسف جدّاً أن نرى بعض هذه الآثار القيّمة قد انعدمت بمرور الزمان وعوادي الحدثان ، ونتيجة غفلة بعض مَن ليس له إلمام بما ينتج عن ضياعها من خسارة فادحة وعاقبة أليمة .
ولا يسعنا ـ والحال هذه ـ إلاّ أن نحمد الله على بقاء القسم الأعظم منها محفوظاً سالماً قد أخطأته يد الدهر ، وزاغت عنه أبصار الطواغيت .
هذا القسم الباقي من تراثنا العظيم كثير منه مخطوط في خزائن الكتب ، والاستفادة منه محدودة!
وقد ترك لنا الشيخ أبو جعفر بن بابويه الصدوق(رضي الله عنه) لوحده الكثير من المؤلَّفات والمصنَّفات النافعة والشيّقة كـ : «معاني الأخبار» ، «الخصال» ، «علل الشرائع» ، «من لا يحضره الفقيه» ، وغيرها .
وإضافة إلى ذلك فَقَد فُقِد العديد من كتبه المفيدة هذه ولم يصل إلينا منها شيء .
ومن هذه المؤلّفات المفقودة كتابه «جامع علل الحجّ» الذي ذكره الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ في الذريعة (الذريعة 5 : 63 رقم 245) قائلا :
«جامع علل الشرائع» للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن عليّ القمّي ، المتوفّى 381هـ ، ذكره النجاشيّ(رجال النجاشيّ : 389) .
ونتيجة لافتقار مكتبتنا الإسلاميّة لمثل هذا الكتاب بادرت لإحياء كتاب على غراره ، معتمداً في عملي هذا على مؤلّفات الصدوق نفسه ، وبالخصوص منها : «من لا يحضره الفقيه» و«علل الشرائع» ، وقد رغب البعض أن أسمّيه بنفس تسمية الصدوق ، أي : «جامع علل الحجّ» إلاّ أنّي امتنعت عن تلبية تلك الرغبة ، وذلك لما اعتقده من أنّ كتاب الصدوق هو بلا شكّ بترتيب آخر ، أي غير ما رتّبناه نحن هنا ، ولو أنّ غالب الظنّ أنّ ما أورده (رحمه الله) في كتابه لا يختلف كثيراً عمّا أوردناه هنا .
وفي الختام أحمده تعالى أن وفّقني لإنجاز عملي هذا ، وأسأله تعالى أن يمنّ عليّ مستقبلا بأن اُحيي أثراً آخر من آثار هؤلاء الجنابذة ، لاسيّما وأنّ في إحياء آثارهم حياة الدين والاُمّة ، وامتداداً لحياة القرآن الكريم والسنّة الشريفة وآثار المعصومين(عليهم السلام) .
أبواب علل الأسماء
1 ـ باب علّة تسمية مكّة
1 ـ عن محمد بن سنان : أنّ أبا الحسن الرضا(عليه السلام) كتب إليه في ما كتب من جواب مسائله : سمّيت مكّة مكّة ، لأنّ الناس كانوا يمكّون فيها ، وكان يقال لمن قصدها : قد مكا ، وذلك قول الله عزّوجلّ : } وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً{(1) فالمكاء : التصفير ، والتصدية : صفق اليدين(2) .
2 ـ وسئل أمير المؤمنين(عليه السلام) : لِمَ سمِّيت مكّة؟ قال(عليه السلام) : لأنّ الله تعالى مكّ الأرض من تحتها ـ أي دحاها ـ (3) .
2 ـ باب علّة تسمية بكّة
1 ـ عن العرزميّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّما سمّيت مكّة بكّة لأنّ الناس يتباكون فيها(4) .
2 ـ وسئل أمير المؤمنين(عليه السلام) : فلِمَ سمّيت بكّة؟ قال : لأنّها بكّت رقاب الجبّارين وأعناق المذنبين(5) .
3 ـ عن عبدالله بن سنان ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) : لِمَ سمّيت الكعبة بكّة؟
فقال : لبكاء الناس حولها وفيها(6) .
3 ـ عن سعيد بن عبدالله الأعرج ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : موضع البيت بكّة(7) ، والقرية مكّة(8) .(9)
4 ـ عن الفضيل ، عن أبي جعفر(عليه السلام) ، قال : إنّما سمّيت مكّة بكّة لأنّه يبكّ بها الرجال والنساء ، والمرأة تصلّي بين يديك وعن يمينك وعن شمالك وعن يسارك ومعك ، ولا بأس بذلك ، إنّما يكره في سائر البلدان(10) .
5 ـ عن عبيدالله بن عليّ الحلبيّ ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) : لِمَ سمّيت مكّة بكّة؟
قال : لأنّ الناس يبكّ بعضهم بعضاً فيها بالأيدي(11) .(12)
6 ـ عن جابر ، عن أبي جعفر(عليه السلام) ، قال : إنّ بكّة موضع البيت ، وإنّ مكّة الحرم ، وذلك قوله : } وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً{(13) .(14)
7 ـ عن جابر ، عن أبي جعفر(عليه السلام) ، قال : إنّ بكّة موضع البيت ، وإنّ مكّة جميع ما اكتنفه الحرم(15) .
8 ـ عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : مكّة جملة القرية ، وبكّة موضع الحَجَر الذي يَبُكّ الناس بعضهم بعضاً(16) .
9 ـ سئل عليّ(عليه السلام) : أين بكّة من مكّة؟
قال عليّ(عليه السلام) : مكّة أكناف الحرم ، وبكّة موضع البيت(17) .
10 ـ عن معاوية بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) : أقوم اُصلّي والمرأة جالسة بين يديّ أو مارّة؟
فقال(عليه السلام) : لا بأس ، إنّما سمّيت بكّة ، لأنّه يبكّ فيها الرجال والنساء(81) .
11 ـ وكانت تسمّى بكّة; لأنّها تبكّ أعناق الباغين إذا بغوا فيها(91) .
12 ـ عن علي بن جعفر بن محمد ، عن أخيه موسى(عليه السلام) ، قال : سألته عن مكّة لِمَ سمّيت بكّة؟
قال : لأنّ الناس يبكّ بعضهم بعضاً بالأيدي ـ يعني يدفع بعضهم بعضاً بالأيدي في المسجد(20) حول الكعبة(21) .
3 ـ باب علّة تسمية اُمّ القرى
1 ـ سأل الشامي أمير المؤمنين(عليه السلام) : لِمَ سمّيت مكّة اُمّ القرى؟
قال(عليه السلام) : لأنّ الأرض دحيت من تحتها(22) .
2 ـ سمّيت مكّة اُمّ القرى; لأنّها أوّل بقعة خلقها الله من الأرض ، لقوله : } إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً{(23) .(24)
4 ـ باب علّة تسمية الباسّة أو البسّاسة
1 ـ وتسمّى بسّاسة كانوا إذا ظلموا فيها بسّتهم وأهلكتهم(25) .
2 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : أسماء مكّة خمسة : اُمّ القرى ، ومكّة ، وبكّة ، والبسّاسة ـ كانوا إذا ظلموا بها بسّتهم أي أخرجتهم وأهلكتهم ـ . . . .(26) .
3 ـ وفي حديث مجاهد : «من أسماء مكّة الباسّة» سمّيت بها لأنّها تحطِم من أخطأ فيها(27) .
5 ـ باب علّة تسمية الناسّة أو النسّاسة
1 ـ وكانت العرب تسمّي مكّة الناسّة ; لأنّ من بغى فيها أو أحدث حدثاً اُخرج منها ، فكأنّها ساقته ودفعته عنها(28) .
2 ـ الناسّة والنسّاسة : مكّة ; سمّيت لقلّة الماء بها إذ ذاك ، أو لأنّ من بغى فيها ساقته ـ أي اُخرج عنها ـ (29) .
6 ـ باب علّة تسمية اُمّ رُحْم
1 ـ وتسمّى اُمّ رُحْم كانوا إذا لزموها رُحِموا(30) .
2 ـ ومنه حديث مكّة ، هي اُمّ رحم ـ أي أصل الرحمة ـ (31) .
7 ـ باب علّة تسمية الكعبة
1 ـ عن الحسن بن عبدالله ، عن آبائه ، عن جدّه الحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) ، قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فسألوه عن أشياء; فكان فيما سألوه عنه أن قال له أحدهم : لأيّ شيء سمّيت الكعبة كعبة؟
فقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) : لأنّها وسط الدنيا(32) .(33)
2 ـ وروي عن الصادق(عليه السلام) أنّه سُئل : لِمَ سمّيت الكعبة كعبة؟
قال : لأنّها مربّعة .
فقيل له : ولِمَ صارت مربّعة؟
قال : لأنّها بحذاء البيت المعمور ، وهو مربّع .
فقيل له : ولِمَ صار البيت المعمور مربّعاً؟
قال : لأنّه بحذاء العرش ، وهو مربّع .
فقيل له : ولِمَ صار العرش مربّعاً؟
قال : لأنّ الكلمات التي بُني عليها الإسلام أربع; وهي : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلاّ الله ، والله أكبر(34) .(35)
3 ـ وفي حديث قَيْلة : «والله لا يزال كَعْبُكِ عالياً» هو دعاء لها بالشرف والعلوّ . والأصل فيه كعب القَناة ، وهو اُنبوبها وما بين كلّ عُقْدتين منها كعب . وكلّ شيء علا وارتفع فهو كعب . ومنه سمّيت الكعبة للبيت الحرام; وقيل : سمّيت به لتكعيبها ، أي تربيعها(36) .
8 ـ باب علّة تسمية بيت الله الحرام
1 ـ عن حنان ، قال : قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) : لِمَ سمّي بيت الله الحرام؟
قال : لأنّه حرِّم على المشركين أن يدخلوه(37) .(38)
9 ـ باب علّة تسمية البيت العتيق
1 ـ عن أبي خديجة(39) ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : قلت له : لِمَ سمّي البيت العتيق؟
قال : إنّ الله عزّوجلّ أنزل الحجر الأسود لآدم من الجنّة ، وكان البيت درّة بيضاء ، فرفعه الله إلى السماء وبقي اُسّه فهو بحيال هذا البيت ، يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يرجعون إليه أبداً ، فأمر الله إبراهيم وإسماعيل يبنيان البيت على القواعد ، وإنّما سمّي البيت العتيق; لأنّه اُعتق من الغرق(40) .(41)
2 ـ عن أبي حمزة الثماليّ ، قال : قلت لأبي جعفر(عليه السلام) في المسجد الحرام : لأيّ شيء سمّـاه الله العتيق؟
قال : ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض إلاّ له ربّ وسكّان يسكنونه غير هذا البيت ، فإنّه لا يسكنه أحد ولا ربّ له إلاّ الله وهو الحرام ، وقال : إنّ الله خلقه قبل الخلق ، ثمّ خلق الله الأرض من بعده فدحاها من تحته(42) .
3 ـ عن أبان بن عثمان ، عمّن أخبره ، عن أبي جعفر(عليه السلام) ، قال : قلت له : لِمَ سمّي البيت العتيق؟
قال : لأنّه بيت حرّ عتيق من الناس ، ولم يملكه أحد(43) .
4 ـ عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّما سمّي البيت العتيق; لأنّه اُعتق من الغرق واُعتق الحرم معه ، كفّ عنه الماء(44) .
5 ـ عن ذريح بن يزيد المحاربيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال : إنّ الله عزّوجلّ أغرق الأرض كلّها يوم نوح(عليه السلام) إلاّ البيت ، فيومئذ سمّي العتيق; لأنّه اُعتق يومئذ من الغرق .
فقلت له : أصعد إلى السماء؟
فقال : لا ، لم يصل إليه الماء ورفع عنه(45) .
10 ـ باب علّة تسمية الحطيم
1 ـ عن معاوية بن عمّار ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن الحطيم ، فقال : هو ما بين الحجر الأسود وباب البيت .
قال : وسألته : لِمَ سمّي الحطيم؟
قال : لأنّ الناس يحطم بعضهم بعضاً هنالك(46) .
2 ـ وفي حديث تَوبة كعب بن مالك : «إذن يحطمكم الناس» : أي يدوسونكم ويزدحمون عليكم .
ومنه سمّي حطيم مكّة ، وهو ما بين الركن والباب .
وقيل : هو الحجر الُمخرج منها ، سمّي به ; لأنّ البيت رُفع وتُرك هو محطوماً .
وقيل : لأنّ العرب كانت تطرَح فيه ما طافت به من الثياب فتبقى حتّى تَنْحَطِم بطول الزمان . . .(47) .
11 ـ باب علّة تسمية الحجّ(48)
1 ـ عن أبان بن عثمان ، عمّن أخبره ، عن أبي جعفر(عليه السلام) ، قال : قلت له : لِمَ سمّي الحجّ حجّاً؟
قال : الحجّ الفلاَح .
يقال : حجّ فلان أي أفلح فلان(49) .
12 ـ باب علّة تسمية الصفا والمروة
1 ـ عن عبد الحميد بن أبي ديلم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : سمّي الصفا صفا; لأنّ المصطفى آدم(عليه السلام) هبط عليه ، فقطع(50) للجبل اسم من اسم آدم(عليه السلام) ، يقول الله تعالى : } إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ{(51)وهبطت حوّاء على المروة ، وإنّما سمّيت المروة; لأنّ المرأة هبطت عليها ، فقطع للجبل اسم من اسم المرأة(52) .
13 ـ باب علّة تسمية يوم التروية
1 ـ عن عبيدالله بن عليّ الحلبيّ ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : سألته : لِمَ سمّي يوم التروية يوم التروية؟
قال : لأنّه لم يكن بعرفات ماء ، وكانوا يستقون من مكّة من الماء لريّهم ، وكان يقول بعضهم لبعض : تروّيتم تروّيتم ، فسمّي يوم التروية لذلك(53) .
2 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : سمّيت التروية ; لأنّ جبرئيل(عليه السلام) أتى إبراهيم(عليه السلام) يوم التروية ، فقال : يا إبراهيم ، ارتو من الماء ولأهلك ، ولم يكن بين مكّة وعرفات ماء . . .(54) .
3 ـ في حديث ابن عمر : «كان يلبِّي بالحجّ يوم التروية» هو اليوم الثامن من ذي الحجّة ، سمِّي به; لأنّهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعده : أي يَسْقون ويَسْتَقون(55) .
14 ـ باب علّة تسمية مِنى
1 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّ جبرئيل أتى إبراهيم(عليه السلام) ، فقال : تمنّ ، يا إبراهيم . فكانت تسمّى منى ، فسمّـاها الناس مِنى(56) .
2 ـ عن محمد بن سنان أنّ أبا الحسن الرضا(عليه السلام) كتب إليه العلّة التي من أجلها سمّيت منى منى أنّ جبرئيل (عليه السلام) قال هناك : يا إبراهيم ، تمنّ على ربّك ما شئت ، فتمنّى إبراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشاً يأمره بذبحه فداءً له ، فاُعطي مناه(57) .
3 ـ مِنىً بمكّة . . . سمّيت بذلك لما يُمنَى فيها من الدماء أي يُراق ، وقال ثعلب : هو من قولهم : مَنَى الله عليه الموت أي قدّره ، لأنّ الهَدْي يُنحر هنالك . . . قال ابن شميل : سمّي مِنىً لأنّ الكبش مُنِيَ به أي ذُبح . وقال ابن عيينة : اُخذ من المنايا(58) .
4 ـ ابن عبّاس : لأنّ جبرئيل(عليه السلام) لمّا أراد أن يُفارق آدم قال له : تمنّ .
قال : أتمنّى الجنّة ، فسمّيت مِنىً لاُمنيّة آدم(59) .
5 ـ ومِنى مكّة سمّيت; لأنّها تتّسع للناس ، وقيل : لأنّها يُمنى فيها للأضاحي الذَّبح : أي يُقدَّر(60) .
15 ـ باب علّة تسمية عرفات
1 ـ عن معاوية بن عمّار ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن عرفات لِمَ سمّيت عرفات؟
فقال : إنّ جبرئيل(عليه السلام) خرج بإبراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة ، فلمّا زالت الشمس ، قال له جبرئيل : يا إبراهيم ، اعترف بذنبك واعرف مناسكك ، فسمّيت عرفات لقول جبرئيل (عليه السلام) : اعترف ، فاعترف(61) .
2 ـ عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) : ـ في حديث طويل ـ قال : ثمّ انطلق به إلى عرفات فأقامه على العرف ، وقال له : إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم(عليه السلام) ، ولذلك سمّي المعرف لأنّ; آدم اعترف عليه بذنبه(62) .
3 ـ سمّيت لأنّ آدم وحوّاء(عليهما السلام) تعارفا بها .
أو لقول جبرئيل لإبراهيم(عليهما السلام) لما علّمه المناسك : أعرفت؟ قال : عرفتُ .
أو لأنّها مقدّسة معظّمة كأنّها عُرِفَت أي طُيِّبت(63) .
4 ـ عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ـ في حديث يأتي(64)ـ قال : . . . ثمّ انطلق به(65) إلى عرفات فأقامه على العرفة ، وقال له : إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرّات ، ففعل ذلك آدم(عليه السلام) ; ولذلك سمّي العرفة; لأنّ آدم(عليه السلام)اعترف عليه بذنبه ، فجعل ذلك سنّة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم ، ويسألون الله عزّوجلّ التوبة كما سألها أبوهم آدم(عليه السلام) (66) .
16 ـ باب علّة تسمية الخَيْف
(67)
1 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : قلت له : لِمَ سمّي الخيف خيفاً؟
قال : إنّما سمّي الخيف; لأنّه مرتفع عن الوادي ، وكلّ ما ارتفع عن الوادي سمّي خيفاً(68) .
17-باب علّة تسمية المُزْدَلِفَة
1 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : في حديث إبراهيم(عليه السلام) : إنّ جبرئيل(عليه السلام) انتهى به إلى الموقف ، فأقام به حتّى غربت الشمس ، ثمّ أفاض به ، فقال : يا إبراهيم ، ازدلف إلى المشعر الحرام ، فسمّيت مزدلفة(69) .
2 ـ عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : إنّما سمّيت مزدلفة; لأنّهم ازدلفوا إليها من عرفات(70) .
3 ـ والمزدلفة موضع بين عرفات ومنًى; لأنّه يتقرّب فيها إلى الله تعالى(71) .
أو لاقتراب الناس إلى منًى بعد الإفاضة(72) .
أو لمجيء الناس إليها في زلف من الليل .
أو لأنّها أرض مستوية مكنوسة ، وهذا أقرب(73) .
18 ـ باب علّة تسمية المزدلفة «جَمْعاً»
1 ـ عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : سمّيت المزدلفة جمعاً; لأنّ آدم(عليه السلام) جمع فيها بين الصلاتين : المغرب والعشاء(74) .
2 ـ قال الصدوق : قال أبي(رضي الله عنه) في رسالته إليَّ : إنّما سمّيت المزدلفة جمعاً; لأنّه يجمع فيها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين .
3 ـ ويقال أيضاً للمزدلفة : جَمعٌ ، لاجتماع الناس فيها(75) .
4 ـ جَمْع : عَلَم للمزدلفة ، سمّيت به لأنّ آدم وحوّاء(عليهما السلام) اجتمعا بها(76) .
5 ـ عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) في حديث يأتي(77) ـ قال : ثمّ انتهى به(78) إلى جمع ثلث الليل فجمع فيها بين صلاة المغرب وبين صلاة العشاء الآخرة ; فلذلك سمّي جمعاً; لأنّ آدم جمع فيها بين صلاتين ، فوقت العتمة في تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع(79) .
19 ـ باب علّة تسمية الحجّ الأكبر
1 ـ عن حفص بن غياث النخعيّ القاضيّ ، قال : سألت أبا عبدالله(عليه السلام) عن قول الله تعالى : } وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الاَْكْبَرِ{(80) فقال : قال أمير المؤمنين(عليه السلام) : كنت أنا الأذان(81) في الناس .
قلت : فما معنى هذه اللفظة «الحجّ الأكبر»؟
قال : إنّما سمّي الأكبر; لأنّها كانت سنة حجّ فيها المسلمون والمشركون ولم يحجّ المشركون بعد تلك السنة(82) .
20 ـ باب علّة تسمية الطائف
1 ـ عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ، بإسناده ، قال : قال أبو الحسن(عليه السلام) في الطائف : أتدري لِمَ سُمّي الطائف؟
قلت : لا .
فقال : إنّ إبراهيم(عليه السلام) دعا ربّه عزّوجلّ أن يرزق أهله من كلّ الثمرات فقطع لهم قطعة من الاُردن ، فأقبلت حتّى طافت بالبيت سبعاً ، ثمّ أقرّها الله تعالى في موضعها ، فإنّما سمّيت الطائف للطواف بالبيت(83) .
2 ـ عن أحمد بن محمد ، قال : قال الرضا(عليه السلام) : أتدري لِمَ سُمّيت الطائف طائفاً؟
قلت : لا .
قال : لأنّ الله تعالى لمّا دعاه إبراهيم(عليه السلام) أن يرزق أهله من كلّ الثمرات أمر بقطعة من الاُردن ، فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت ، ثمّ أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الذي سمّي الطائف ، فلذلك سمّي الطائف(84) .
21 ـ باب علّة تسمية الأبطح
1 ـ عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) ، قال : سُمّي الأبطح أبطح; لأنّ آدم(عليه السلام) اُمر أن ينبطح(85) في بطحاء جَمْع ، فانبطح حتّى انفجر الصبح ، ثمّ اُمر أن يصعد جبل جمع ، واُمر إذا طلعت عليه الشمس أن يعترف بذنبه ، ففعل ذلك آدم(86)(عليه السلام) ، فأرسل الله تعالى ناراً من السماء فقبضت قربان آدم(عليه السلام)(87) .
22 ـ باب علّة تسمية مسجد الفَضِيخ
(88)
1 ـ عن أبي بصير ليث المرادي ، قال : قلت لأبي عبدالله(عليه السلام) : لِمَ سُمّي مسجد الفضيخ مسجد الفضيخ؟
قال : النخل سمّي الفضيخ فلذلك سمّيه(89) .(90)
23 ـ باب علّة تسمية التلبية
1 ـ عن أبان بن عثمان ، عمّن أخبره ، عن أبي جعفر(عليه السلام) ، قال : قلت له : لِمَ سمّيت التلبية تلبية؟
قال(عليه السلام) : إجابة أجاب موسى(عليه السلام) ربّه عزّوجلّ(91) .
2 ـ وسمّيت التلبية إجابة; لأنّه أجاب موسى(عليه السلام) ربّه عزّوجلّ وقال : لبّيك(92) .
فارس حسّون كريم
المصادر:
(1) سورة الأنفال : 35 .
(2) علل الشرائع : 397 ب136 ح1 ، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2 : 90 ، بحار الأنوار 99 : 77 ح6 .
(3) إرشاد القلوب : 377 ، المحتضر : 88 ، مشارق أنوار اليقين : 84 ، بحار الأنوار 10 : 127 ضمن ح6 ، و57 : 64 ح37 وص232 وص337 ضمن ح27 ، و99 : 85 ح45 .
(4) علل الشرائع : 397 ب137 ح1 ، بحار الأنوار 99 : 78 ح7 ، تفسير البرهان 1 : 657 ح10 .
(5) المحتضر : 88 ، مشارق أنوار اليقين : 84 ، إرشاد القلوب : 377 ، بحار الأنوار 10 : 127 ضمن ح6 ، و57 : 232 وص337 ضمن ح27 ، و99 : 85 ح45 .
(6) من لا يحضره الفقيه 2 : 193 ح2119 ، علل الشرائع : 397 ب137 ح2 ، روضة المتّقين 4 : 17 ، بحار الأنوار 99 : 78 ح8 ، تفسير البرهان 1 : 657 ح11 .
(7) ويؤيّده قوله تعالى في سورة آل عمران : 96 } انّ أوّل بيت وضع للناس للذي ببكة{ .
(8) روى الكليني في الكافي 4 : 210 ح17 و211 ح18 عنه بحار الأنوار 15 : 170 ح97 بالإسناد إلى أبي بصير ، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : لم يزل بنو إسماعيل ولاة البيت ، يقيمون للناس حجّهم وأمر دينهم ، يتوارثونه كابر عن كابر حتّى كان زمن عدنان بن اُدد ، فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وأفسدوا وأحدثوا في دينهم ، وأخرج بعضهم بعضاً ، فمنهم من خرج في طلب المعيشة ، ومنهم من خرج كراهية القتال وفي أيديهم أشياء كثيرة من الحنيفيّة من تحريم الاُمّهات والبنات ، وما حرّم الله في النكاح ، إلاّ أنّهم كانوا يستحلّون امرأة الأب وابنة الاُخت والجمع بين الاُختين ، وكان في أيديهم الحجّ والتلبية والغسل من الجنابة ، إلاّ ما أحدثوا في تلبيتهم وفي حجّهم من الشرك ، وكان فيما بين إسماعيل وعدنان بن اُدد موسى (عليه السلام) .
وروي أنّ معد بن عدنان خاف أن يدرس الحرم فوضع أنصابه ، وكان أوّل من وضعها ، ثمّ غلبت جُرهُم على ولاية البيت ، فكان يلي منهم كابر عن كابر حتّى بغت جرهم بمكّة ، واستحلّوا حرمتها ، وأكلوا مال الكعبة ، وظلموا من دخل مكّة ، وعتوا وبغوا ، وكانت مكّة في الجاهلية لا يظلم ولا يبغي فيها ولا يستحلّ حرمتها ملك إلاّ هلك مكانه . . . .
فلمّا بغت جرهم واستحلّوا فيها بعث الله عزّوجلّ عليهم الرعاف والنمل وأفناهم ، فغلبت خزاعة واجتمعت ليجلوا من بقي من جرهم عن الحرم ورئيس خزاعة عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو ورئيس جرهم عمرو بن الحارث بن مصاص الجرهمي ، فهزمت خزاعة جرهم ، وخرج من بقي من جرهم إلى أرض من أرض جهينة ، فجاءهم سيل أتي فذهب بهم ، ووليت خزاعة البيت ، فلم يزل في أيديهم حتّى جاء قصيّ بن كلاب وأخرج خزاعة من الحرم وولي البيت وغلب عليه .
(9) من لا يحضره الفقيه 2 : 193 ضمن ح2119 ، علل الشرائع : 397 ح3 ، روضة المتّقين 4 : 17 ، بحار الأنوار 99 : 78 ح9 ، تفسير البرهان 1 : 657 ح12 .
(10) علل الشرائع : 397 ح4 ، بحار الأنوار 83 : 334 ح2 ، و99 : 78 ح13 ، تفسير البرهان 1 : 657 ح13 .
(11) أي يزدحم أو يدقّ أو يدفع بعضهم بعضاً بالأيدي .
(12) المحاسن للبرقي 2 : 66 ح113 ، تفسير العيّاشي 1 : 187 ح95 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 193 ح2118 ، علل الشرائع : 398 ح5 ، روضة المتّقين 4 : 17 ، بحار الأنوار 99 : 77 ح3 و4 وص79 ح14 ـ 16 ، تفسير البرهان 1 : 657 ح14 وص659 ح22 .
(13) سورة آل عمران : 97 .
(14) تفسير العيّاشي 1 : 187 ح94 ، بحار الأنوار 99 : 78 ح10 ، تفسير البرهان 1 : 659 ح21 .
(15) تفسير العيّاشي 1 : 187 ح96 ، بحار الأنوار 99 : 78 ح11 ، تفسير البرهان 1 : 659 ح23 .
(16) تفسير العيّاشي 1 : 187 ح93 ، بحار الأنوار 99 : 78 ح12 ، تفسير البرهان 1 : 659 ح20 .
(17) إرشاد القلوب : 377 ، بحار الأنوار 99 : 85 ح45 .
(18) المحاسن 2 : 66 ح116 ، الكافي 4 : 526 ح7 ، بحار الأنوار 83 : 298 ح6 وص334 ح3 ، و99 : 83 ح40 ، تفسير البرهان 1 : 655 ح3 .
(19) الكافي 4 : 211 ضمن ح18 .
(20) في القرب : ولا يكون إلاّ في المسجد .
(21) قرب الإسناد : 237 ح929 ، تفسير العيّاشي 1 : 187 ح98 ، تفسير البرهان 1 : 659 ح25 .
(22) عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 1 : 241 ، علل الشرائع : 593 ح44 ، بحار الأنوار 10 : 76 ، و75 : 64 صدر ح36 ، و99 : 79 ح17 .
(23) سورة آل عمران : 96 .
(24) تفسير القمّي 2 : 268 ، بحار الأنوار 57 : 64 ح35 ، و99 : 76 ح1 .
(25) الكافي 4 : 211 ضمن ح18 .
(26) الخصال : 278 ح22 ، بحار الأنوار 99 : 77 ح5 .
(27) النهاية لابن الأثير 1 : 127 ـ بسس ـ ، لسان العرب 6 : 27 ـ بسس ـ .
وقال الفيروزآبادي في القاموس المحيط 2 : 201 : الباسّة والبسّاسة : مكّة شرّفها الله تعالى .
(28) النهاية لابن الأثير 5 : 47 ـ نسس ـ ، لسان العرب 6 : 231 ـ نسس ـ .
(29) القاموس المحيط 2 : 254 ـ نسس ـ .
وقال الصاحب بن عبّاد في المحيط في اللغة 8 : 251 : والنسّاسة من أسماء مكّة ، وهي الناسّة أيضاً .
وقال الجوهريّ في الصحاح 3 : 983 : ويقال لمكّة الناسّة لقلّة الماء بها .
وقال ابن منظور في لسان العرب 6 : 231 : الناسّة والنسّاسة ـ الأخيرة عن ثعلب ـ من أسماء مكّة لقلّة مائها.
(30) الكافي 4 : 211 ضمن ح18 ، الخصال : 278 ذ ح22 ، بحار الأنوار 99 : 77 ذ ح5 .
(31) النهاية لابن الأثير 2 : 210 ـ رحم ـ .
وقال ابن منظور في لسان العرب 12 : 232 : اُمّ رُحْم واُمّ الرُحْم : مكّة . . . والمرحومة : من أسماء مدينة سيّدنا رسول الله(صلى الله عليه وآله) .
وكذا قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط 4 : 118 ـ رحم ـ .
(32) أي مرتفعة شرفاً وصورة في وسطها بالنظر إلى المشرقيّ والمغربيّ .
(33) من لا يحضره الفقيه 2 : 190 ح2109 ، الأمالي للصدوق : 255 ضمن ح1 ، علل الشرائع : 398 ب138 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 3 ، بحار الأنوار 9 : 294 ح5 ، و99 : 57 ح8 .
(34) قال المولى محمد تقي المجلسي : . . . ويمكن أن يكون العرش هنا بمعنى العلم ، وتكون المحاذاة معنويّة كما يظهر من قوله(عليه السلام) : «صار العرش ـ إلى قوله : ـ أربع» لأنّ كلمة «سبحان الله!» تدلّ على الصفات التنزيهيّة الجلاليّة ، و«الحمد لله» تدلّ على الصفات الجماليّة ، لأنّه يدلّ على أنّ جميع المحامد والإثنيّة مختصّة به تعالى ، فيدلّ على أنّ جميع الكمالات له وهو مستحقّ لأن يعبد بجميع أنواع العبادات ، فيدلّ على جميع التكاليف ، وكلمة التوحيد تدلّ على أنّه واجب الوجود بالذات ، وعلى وحدته تعالى بل على جميع صفات الجلال والإكرام ، ومستحقّ لأن لا يشرك به أحد بالشرك الجليّ والخفيّ ، وكذا التكبير مع دلالته على أنّ ذاته تعالى أعلى وأرفع من أن تصل إليه العقول والأفهام ، فظهر أنّ جميع العلوم مندرجة فيها فتكون المحاذاة للعرش الذي بمعنى العلم من حيث الدلالة عليه .
(35) من لا يحضره الفقيه 2 : 190 ح2110 ، علل الشرائع : 398 ب138 ح2 ، روضة المتّقين 4 : 3 ، بحار الأنوار 58 : 5 ح2 ، و99 : 57 ح9 .
(36) الغريبين للهرويّ : 842 ـ كعب ـ ، النهاية لابن الأثير 4 : 179 ـ كعب ـ .
وقال الصاحب بن عبّاد في المحيط في اللغة 1 : 231 : ويقال : كعبة البيت الحرام : تربّع أعلاه .
(37) وقيل : لاحترامه وحرمة القتال في الأشهر الحرم لأجله .
(38) من لا يحضره الفقيه 2 : 191 ح2111 ، علل الشرائع : 398 ب139 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 4 ، بحار الأنوار 99 : 59 ج20 .
(39) هو : أبو سلمة سالم بن مكرم بن عبدالله ، مولى بني أسد . «رجال النجاشيّ : 188 رقم 501» .
(40) وذلك في طوفان نوح(عليه السلام) ولم يقربه الماء كما في حائر الحسين صلوات الله عليه .
(41) الكافي 4 : 188 ح2 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 191 ح2112 ، علل الشرائع : 398 ب140 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 4 ، بحار الأنوار 58 : 57 ح2 ، و99 : 58 ح12 ، مرآة العقول 17 : 10 ح2 .
(42) الكافي 4 : 189 ح5 ، علل الشرائع : 399 ح2 ، روضة المتّقين 4 : 4 ، بحار الأنوار 57 : 64 ح40 ، و99 : 58 ح13 ، مرآة العقول 17 : 11 ح5 .
(43) المحاسن 2 : 66 ح114 ، الكافي 4 : 189 ح6 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 191 ح2113 ، علل الشرائع : 399 ح3 ، روضة المتّقين 4 : 5 ، وسائل الشيعة 13 : 241 ح13 ، بحار الأنوار 99 : 58 ح16 وص59 ح17 ، مرآة العقول 17 : 12 ح6 .
(44) المحاسن 2 : 66 ح112 ، علل الشرائع : 399 ح4 ، بحار الأنوار 99 : 59 ح18 و 19 .
(45) علل الشرائع : 399 ح5 ، قصص الأنبياء للراوندي : 83 ح73 ، بحار الأنوار 11 : 325 ح43 ، و99 : 58 ح14 و 15 .
(46) الكافي 4 : 527 ح12 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 192 صدر ح2115 ، علل الشرائع : 400 ب141 ح1 ، تهذيب الأحكام 5 : 451 ح221 ، روضة المتّقين 4 : 13 ، وسائل الشيعة 5 : 274 ح6 ، بحار الأنوار 99 : 229 ح2 ، مرآة العقول 18 : 224 ح12 ، ملاذ الأخيار 8 : 489 ح221 .
(47) النهاية لابن الأثير 1 : 403 .
(48) لقد ذكر أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) الحجّ وفضله في إحدى خطبه في نهج البلاغة : 45 قائلا :
وفرضَ عليكم حجّ بيته الحرام ، الذي جعله قبلة للأنام ، يردونه ورود الأنعام ، ويأْلهون إليه وُلُوه الحمام ، وجعله سبحانه علامةً لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لعزّته ، واختار من خلقه سمّاعاً أجابوا إليه دعوته ، وصدّقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبّهوا بملائكته المطيفين بعرشه ، يُحرزون الأرباح في متجر عبادته ، ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى للإسلام عَلَماً ، وللعائذين حَرَماً ، فرض حقّه ، وأوجب حجّه ، وكتب عليكم وِفادته ، فقال سبحانه : } ولله على الناس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإنّ الله غني عن العالمين{]سورة آل عمران : 97[ .
(49) علل الشرائع : 411 ب148 ح1 ، معاني الأخبار : 170 ح1 ، بحار الأنوار 99 : 2 ح1 و2 .
(50) قال المولى محمد تقي المجلسي(رحمه الله) : قطع : أي اشتقّ . والمناسبة بين الصفا والمصطفى ظاهرة . وأمّا المناسبة بين المروة والمرأة يمكن أن تكون لفظيّة أو بإبدال الهمزة واواً ، والأوّل أظهر . والمروة لغة : حجر أبيض برّاق .
(51) سورة آل عمران: 33.
(52) المحاسن للبرقي 2 : 65 ح109 ، الكافي 4 : 190 ح1 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 195 ذ ح2121 ، علل الشرائع : 431 ب165 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 23 ، بحار الأنوار 11 : 194 ح48 وص205 ح6 ، و99 : 44 ضمن ح31 وص233 ح2 ، مرآة العقول 17 : 13 ح1 .
(53) المحاسن للبرقي 2 : 56 ذ ح93 وص65 ح111 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 196 صدر ح2125 ، علل الشرائع : 435 ب171 ح1 ، مستطرفات السرائر : 35 ح45 ، روضة المتّقين 4 : 27 ، بحار الأنوار 99 : 43 ذ ح29 وص254 ح19 و20 .
(54) المحاسن 2 : 65 ح110 ، بحار الأنوار 99 : 44 ح32 .
(55) النهاية لابن الأثير 2 : 280 .
(56) من لا يحضره الفقيه 2 : 197 ح2126 ، علل الشرائع : 435 ب172 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 28 ، بحار الأنوار 12 : 108 ح25 ، و99 : 271 ح1 .
(57) من لا يحضره الفقيه 2 : 197 ح2127 ، عيون أخبار الرضا(عليه السلام) 2 : 91 ، علل الشرائع : 435 ب172 ح2 ، روضة المتّقين 4 : 29 ، بحار الأنوار 6 : 97 ، و12 : 108 ح26 ، و99 : 272 ح4 .
(58) لسان العرب 15 : 293 ـ 294 ـ مني ـ .
(59) القاموس المحيط 4 : 392 ـ منى ـ .
(60) المحيط في اللغة 10 : 417 ـ منى ـ .
(61) المحاسن للبرقيّ 2 : 64 ح108 وص65 ضمن ح110 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 196 ضمن ح2125 ، علل الشرائع : 436 ب173 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 27 ، بحار الأنوار 12 : 108 ح27 ، و99 : 44 ضمن ح32 وص253 ح17 و18 .
(62) علل الشرائع : 400 ب142 ح1 .
ويأتي الحديث كاملا مع تخريجاته في أبواب 2 باب 5 ح1 .
(63) القاموس المحيط 3 : 173 ـ عرف ـ .
(64) يأتي في باب علّة وجوب الحجّ والطواف بالبيت وجميع المناسك .
(65) المراد أنّ جبرئيل انطلق بآدم (عليهما السلام) .
(66) علل الشرائع : 400 ب142 ضمن ح1 ، بحار الأنوار 11 : 167 ـ 168 ضمن ح15 ، و99 : 30 ضمن ح5 .
(67) هو الموضع الذي فيه المسجد .
قال ابن الأثير في النهاية 2 : 93 : الخيف : ما ارتفع عن مَجْرى السيل وانحدر عن غِلَظ الجبل . ومسجد منىً يسمّى مسجد الخيف; لأنّه في سفح جبلها .
(68) المحاسن للبرقي 2 : 71 ح128 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 197 ح2128 ، علل الشرائع : 436 ب174 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 29 ، بحار الأنوار 99 : 271 ح2 وص272 ح3 .
(69) من لا يحضره الفقيه 2 : 196 ضمن ح2125 ، علل الشرائع : 436 ب175 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 28 ، بحار الأنوار 99 : 266 ح1 .
(70) علل الشرائع : 436 ب175 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 28 ، بحار الأنوار 99 : 266 ح2 .
(71) النهاية لابن الأثير 2 : 310 ـ زلف ـ .
(72) المحيط في اللغة 9 : 56 ـ زلف ـ .
(73) القاموس المحيط 3 : 149 ـ زلف ـ .
(74) علل الشرائع : 437 ب176 ح1 ، بحار الأنوار 99 : 266 ح3 .
(75) الصحاح للجوهري 3 : 1198 ـ جمع ـ .
(76) النهاية لابن الأثير 1 : 296 ـ جمع ـ .
(77) يأتي في باب علّة وجوب الحجّ والطواف بالبيت وجميع المناسك ح1 .
(78) المراد أنّ جبرئيل انتهى بآدم(عليهما السلام) .
(79) علل الشرائع : 400 ب142 ح1 ، بحار الأنوار 11 : 168 ح15 ، و99 : 30 ح5 .
(80) سورة التوبة : 2 .
(81) أي المؤذّن لما بعثه رسول الله(صلى الله عليه وآله) خلف أبي بكر وأخذ سورة براءة منه ورجع أبو بكر وقال : هل نزل فيَّ شيء؟ فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : أمرني ربّي أن لا يبلغ عنّي إلاّ أنا أو رجل منّي .
اُنظر : مسند أحمد بن حنبل 1 : 3 و151 ، و2 : 299 .
(82) المحاسن للبرقي 2 : 52 ح82 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 198 ح2132 ، علل الشرائع : 442 ب188 ح1 ، معاني الأخبار : 296 ذ ح5 ، روضة المتّقين 4 : 32 ، تفسير البرهان 2 : 733 ذ ح27 وص735 ح33 ، بحار الأنوار 35 : 293 ح9 ، و99 : 322 ح7 وص323 ح8 .
(83) المحاسن 2 : 71 ح130 ، قرب الاسناد : 361 ح1291 ، تفسير العيّاشي 1 : 60 ح97 ، علل الشرائع : 442 ب189 ح1 ، بحار الأنوار 12 : 109 ح30 ، و99 : 79 ح18 ـ 20 وص80 ح21 .
(84) علل الشرائع : 442 ب189 ح2 ، بحار الأنوار 12 : 109 ح31 ، و99 : 80 ح22 .
(85) لعلّ المراد من الانبطاح هنا مطلق التمدّد للنوم وإن لم يكن على الوجه ، مع أنّه يحتمل أن لا يكون ذلك مكروهاً في شرعه(عليه السلام) .
وقيل : هو كناية عن الاستقرار على الأرض للدعاء لا للنوم .
وقيل : كناية عن طول الركوع والسجود في الصلاة .
(86) زاد في المحاسن : وإنّما جعله اعترافاً ليكون سنّة في ولده ، فقرَّب قرباناً .
(87) المحاسن للبرقي 2 : 65 ذ ح109 ، الكافي 4 : 193 ضمن ح2 ، من لا يحضره الفقيه 2 : 199 صدر ح2134 ، علل الشرائع : 444 ب194 ح1 ، روضة المتّقين 4 : 34 ـ 35 ، بحار الأنوار 11 : 166 ح12 ، و99 : 44 ضمن ح31 وص80 ح23 ، مرآة العقول 17 : 16 ضمن ح2 .
(88) قال الطريحي في مجمع البحرين 2 : 440 : هو مسجد من مساجد المدينة ، روي أنّ فيه رُدّت الشمس لأمير المؤمنين(عليه السلام) . . .
(89) قال المجلسي(رحمه الله) : الأشهر في وجه التسمية هو أنّ الفضخ الكسر ، والفضيخ شراب يتّخذ من بسر مفضوخ ، وكانوا في الجاهلية يفضخون فيه التمر لذلك فبه سمّي المسجد .
وأمّا الفضيخ بمعنى النخل فليس فيما عندنا من كتب اللغة ، ولا يبعد أن يكون اسماً لنخلة مخصوصة كانت فيه . ويؤيّده أنّ في الكافي : لنخل يسمّى الفضيخ .
(90) الكافي 4 : 561 ح5 ، علل الشرائع : 459 ب220 ح1 ، تهذيب الأحكام 6 : 18 ح20 ، بحار الأنوار 100 : 214 ح5 ، مرآة العقول 18 : 276 ح5 ، ملاذ الأخيار 9 : 46 ح20 .
(91) علل الشرائع : 418 ح4 ، وسائل الشيعة 12 : 376 ح4 ، بحار الأنوار 13 : 10 ح11 ، و99 : 185 ح12 .
(92) من لا يحضره الفقيه 2 : 235 ذ ح2284 ، روضة المتّقين 4 : 115 .
الإخلاص في الحج
أضواء، من أسرار الحج
عظمة الحج و منافعه
الحجُّ عبادة وحركة وسياسة
الحج والابداع السياسي عند الامام الخميني(قدس سره)
الحجّ في كلمات الإمام عليّ عليه السّلام
روء ي الامام الخميني (ره)في الحج الإبراهيمي .
الأهداف الاجتماعيّة للحجّ الإبراهيمي
دور الحجّ في ترسيخ السّلام في العلاقات الاجتماعيّة
الحجّ الإبراهيمي والحجّ الجاهلي