• عدد المراجعات :
  • 935
  • 6/7/2011
  • تاريخ :

أثر العبادة في التربية

 

 القرآن الکريم

أن الإنسان لو أراد أن يربي نفسه وأولاده أو الآخرين تربية إسلامية. فعليه أن يهتم بمسألة العبادة حقاً. وان العبادة بغض النظر عن أنها تربي في الإنسان إحساساً وشعوراً أصيلاً، فان لها تأثيراً كبيراً في سائر اتجاهات الإنسان. ولهذا يوصي العظماء دائماً. مهما كان لك من الأعمال. عليك أن تخصص ساعة في اليوم والليلة لنفسك. يمكن أن يقال: ليست كل ساعاتي هي لي، فكل أوقاتي هي لخدمة الآخرين لا، حتى لو كانت جميع ساعات الإنسان موقوفة لخدمة خلق الله، ففي الوقت ذاته هو غير مستغن عن تخصيص ساعة لنفسه، وتلك الساعات التي لغيره، مع أنها مفيدة وضرورية، لا يمكنها أن تحل محلها وتملأ فراغها. وان الساعة الواحدة هي الحد الأدنى، فعلى الإنسان أن يضع ساعة أو أكثر من اليوم والليلة لنفسه فعلاً. أي يعود إلى نفسه في تلك اللحظات. فيقطعها عن الخارج ويعود إلى باطنه وإلى ربه يتضرع ويناجي ويستغفر.

 فمعنى الاستغفار هو محاسبة النفس، ينظر في أنه ماذا فعل في هذه الأربع والعشرين ساعة؟ فيظهر له أن عمله الفلاني كان حسناً. فيشكر الله تعالى، وليته لم يفعل العمل الفلاني، فيصمم على تركه وعدم العودة إليه، ويستغفر الله تعالى. وكم اهتم القرآن بمسألة الاستغفار، ينقل في وصف أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "رهبان الليل وأسد النهار". ويقول القرآن: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارï´) آل عمران: 17. انظروا كيف يبين القرآن جميع الجوانب؟! فليس كمثل الصوفي الذي يتحدث عن الاستغفار والعبادة فقط. "الصابرين" فأينما يذكرهم القرآن يذكر معهم الحروب، في الحقيقة ان "الصابرين" تعني المتحملين والصبورين عند الحرب "والصادقين" هم الذين لم ينحرفوا عن الصدق قدر شعرة "والقانتين" أي الذين يقنتون لله بخضوع قلبي، ويحتمل أن يكون معناها حسب ما جاء في آية أخرى: ï´؟وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَï´¾ البقرة: 238. هو أنهم في تلك الحالة لا يكلمون أحد سوى الله، ويقطعون ارتباطهم بغيره (والمنفقين والمستغفرين بالأسحار) كل هذا يجب توفره إلى جانب تلك الأعمال دائماً.

طريق الاعتدال

إننا أناس مفرطون، أي لو ابتلينا بأمر نسينا كل شيء. تقول الآيات في آخر سورة الفتح:(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَï´) الفتح:29.

انها آية عجيبة. يقول: محمد رسول الله والذين معه، فليس النبي وحده، بل هو وأصحابه المتربّون على يديه، واول صفة يذكرها، أشداء على الكفار، رحماء بينهم. فهذان القسمان يرتبطان بالجانب الإيجابي والسلبي من المعاملات والروابط الاجتماعية مع الأعداء والأصدقاء، عن ملاك العدو والصديق، ليس العدو والصديق الشخصي، بل الديني أو الإنساني ثم يذكر العبادة مباشرة، ولو كان قد اكتفى بذلك القول فقط فانه سيكون كباقي مذاهب اليوم الاجتماعية. لكنه يذكر مباشرة (مستغفرين بالأسحار): تراهم ركعاً سجداً، فهؤلاء الأشداء على الكفار والذين هم أسود في ساحة الحرب رحماء وعطوفون في ميدان الأخلاق، تراهم في العبادة أيضاً راكعين، ساجدين داعين الله وطالبين منه الفضل والرحمة، ترى في وجوههم أثر السجود، يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، وقليل من هذا الرضوان أفضل من جميع الجنان. ثم تأتي مرتبتان لعملهم الاجتماعي: يذكر مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع يبدأ نموه من ورقة رقيقة لكنه ينمو تدريجياً ثم يستقيم على سوقه، ثم يصل إلى حال يعجب الزراع من سرعة نموه (يبين نمو واتساع المجتمع الإسلامي).

يجب علينا أن لا ننسى أن الإسلام ككل مركب آخر، عندما تفقد أجزاؤه تعادلها وتوازنها، فانه سوف ينتهي، فنرى في تركيب جسم الإنسان والذي له كثير من الاحتياجات كالحاجة إلى الفيتامينات، عندما تقل أو يكثر أحدها سوف يفقد الإنسان سلامته.

يتحدث القرآن عن تمام الجوانب. أصيب مجتمعنا في زمن ما بمرض وهو أنهم كانوا يعرفون الإسلام في العبادة فقء كان ملاك المسلم كثرة الذهاب إلى المسجد وقراءة الأدعية. واصبح ذلك مرضاً. ولكن ظهرت علامات مرض أخرى في أوساطنا بالتدريج. فالذين اهتموا بالجوانب الاجتماعية في الإسلام، يريدون غض الطرف عن الجوانب المعنوية فيه. وهذا مرض أيضاً فلو حصل الإنسان على جانب ونسي الجانب الآخر، فانه مجتمع منحرف كما كان المجتمع القديم منحرفاً. فالمجتمع الذي أوجده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان مجتمعاً معتدلاً، فعند مطالعة التاريخ، نرى أنه لا مثيل لهؤلاء في الدنيا. فكان كل واحد من المسلمين يشترك في حروب إيران والروم. وكان قائماً بالليل، وصائماً بالنهار، وهو في الوقت ذاته ضارب بالسيف، فلو كان يقوم الليل ويصوم النهار فقء ولكنه لم يخرج من زاوية المسجد فهو ليس بمسلم. وان كان حاد السيف في ساحة الحرب فقء وليس له أي عمل آخر، فهو إنسان يمشي وراء طمعه كباقي المقاتلين وفاتحي الدول الذين يسعون وراء طمعهم.

يجب علينا أن لا ننسى أن الإسلام ككل مركب آخر، عندما تفقد أجزاؤه تعادلها وتوازنها، فانه سوف ينتهي، فنرى في تركيب جسم الإنسان والذي له كثير من الاحتياجات كالحاجة إلى الفيتامينات، عندما تقل أو يكثر أحدها سوف يفقد الإنسان سلامته.

إذن من جملة الأشياء التي يجب التوجه إليها وتربيتها في المرحلة الأولى في أنفسنا وفي أولادنا هي الشعور والإحساس بالعبادة بمعناها الحقيقي. فإن مجرد الانحناءات والقيام الشكلي في الصلاة، دون أن يفهم الإنسان ماذا يفعل، ودون أن يعي معنى المناجاة، وما هو التضرع والاعتراف وما معنى الانقطاع إلى الحق، وما معنى مرور لحظات على الإنسان ينسى فيها كل شيء غير الله، فهذه ليست عبادة. وأيضاً عندما يمسك الإنسان عن الطعام فقط من الصباح حتى الغروب طيلة شهر رمضان، فهي ليست عبادة أيضاً. فيجب تربية هذا الاحساس فينا ليحصل أحد أركان التربية الإسلامية.


الأحاديث والروايات الدالة علي مشروعية الاستخارة

الاستخارات المأثورة مظهراً من مظاهر الإيمان باللّه 

العقدة النفسية

التحليل النفسي في الاسلام

اهل البيت يفسرون بالاستقسام بالأزلام

التفأل بالقرآن

 الروح الضعيفة

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)