• عدد المراجعات :
  • 1254
  • 6/7/2011
  • تاريخ :

التحليل النفسي في الاسلام

 القرآن الکريم

لقد وجد في الاسلام بالاضافة إلى التفسيرات التي أدلى بها الأئمة عليهم السلام عن بعض الأحلام أحياناً، أفراد عاديون كانوا يستطيعون اكتشاف الضمير الباطن للأشخاص، والوصول إلى أسرارهم عن طريق تفسير أحلامهم. هؤلاء لم يكونوا ساحرين، ولا مدعين للعلم بالغيب، بل انهم كانوا أشخاصاً عاديين تماماً، ولكن أذكياء في نفس الوقت. وأن بعض نماذج تفسيرهم للأحلام مهمة وراقية إلى درجة أنه قلما نجد لها مثيلاً في جميع كتب علم النفس في العصر الحديث.

من الأشخاص الذين اشتهروا في تفسير الأحلام إبن سيرين لقد بدأ التحليل النفسي عن طريق الحلم قبل ثلاثة عشر قرناً، وأوضح الحقائق الغامضة الكثيرة عن هذا الطريق " إسمه محمد، وكان معاصراً للحسن البصري. وكان أبوه سيرين صفاراً"1.

وقبل أن نعرض لبعض النماذج عن تفسير الأحلام في الاسلام من وجهة التحليل النفسي، لا بد من أن نتطرق إلى نكتتين:

 

أ- ربط الحلم بالعواطف

إن العواطف الدينية والثقافة العامة تختلف في كل أمة عن غيرها من الأمم، فهناك فرق شائع بين مشاعر فرد مسلم متعرف على تعاليم القرآن الكريم، وبين ياباني بوذي... وطبيعي أن تكون أحلام المسلم ممتزجة بالعواطف الاسلامية والمشاعر القومية له، وأن تظهر أحلام الياباني البوذي في صور متناسبة مع اعتقاداته القومية والدينية.

والشخص المفسر للأحلام يستطيع أن يقوم بمهمته بصورة جيدة، متى ما كان عارفاً بالعواطف الدينية والثقافة القومية للشخص الحالم. ولهذا فان المفسرين الاسلاميين للأحلام، يستندون إلى الآيات القرآنية والأحاديث الدينية التي تستند إليها عواطف الناس ومشاعرهم.

"يعتقد فرويد أن الذين يكونون على مستوى واحد من الثقافة يستعملون إشارات وعلائم متشابهة في معالم الوجدان الباطن لهم، ويجب اكتشاف هذه الاشارات والرموز من خلال أحلامهم"2.

 

ب- الرموز والكنايات في الحلم

غالباً ما لا يسمح الادراك الوجداني للقبح، والنفور الاجتماعي، أو الأخلاق والآداب العامة في ظهور محتويات الضمير الباطن بالصورة الحقيقية في الحلم، لذلك فان الأفكار المخفية تظهر في صورة المظاهر المختلفة وعلى شكل رموز أو كتابات. فعلى المفسر أن يكون على جانب كبير من الفراسة والذكاء لكي يستطيع أن يكتشف من الصورة الظاهرية للحلم والتي ملئت رموزاً وكنايات، الحقيقة التي تكمن وراءها، ويفسر الحلم بذلك تفسيراً كاملاً.

"إن أسلوب الحديث في هذا العالم اللاشعوري لا بد وأن يختلف عن أسلوب الحديث في الحياة الظاهرية التي تعودناها اختلافاً بيناً. واننا لا نستطيع في بادئ الأمر أن ندرك المقصود من تلك الأحاديث فيجب في الوهلة الأولى أن نسعى لتفسير وتوجيه مظاهرها بحسب الالفباء المصطلحةعندنا. لأن لغة الأحلام تشبه اللغات البدائية كالمصرية، والكلدانية، والمكسيكية، في أنها مكونة من رموز وعلائم، ولا بد من تفسير هذه الرموز في كل مرة حسب الاصطلاح الجاري والمعمول به عندنا"3.

وقد جاء في الحديث: "للرؤيا كنى وأسماء، فكنوها واعتبروها بأسمائها"4.

"إن تبدل الشكل الباطن إلى الصورة الظاهرة نسميه بالحلم. والعمل المعاكس له أي تبديل الصورة الظاهرة بالباطن نسميه بالتحليل"5.

-----------------------------------------------------------------------------

المصادر:

1- قاموس دهخدا الفارسي ص:321 إبن سيرين.

2- انديشه هاى فرويد ص:38.

3- فرويد ص:39.

4- بحار الأنوار 14ص436.

5- تفسير الأحلام ص:18.


اهل البيت يفسرون بالاستقسام بالأزلام

التفأل بالقرآن

الكلمات الأربع

الإعراض عن اللغو

تربية العقل و تدبر العاقبة

المعرفة الفطرية

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)