الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم(قدس سره)
نشأ الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم في أحضان والده السيد محسن الحكيم (قده) ، حيث العلم و التقوى و الصلاح، و درس النجف الأشرف، و عند بلوغه العاشرة من عمره ، درس المقدمات على يد الشيخ محمد تقي الفقيه ، و بعد انهائه للمقدمات درس السطوح في الفقه و الاصول والمنطق ، عند آية الله السيد محمد علي السيد أحمد الحكيم. و حضر البحث الخارج عند آية الله الشيخ حسين الحلي ، و آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي في الفقه الخارج، و كانت له علاقة وثيقة بالشهيد الصدر (قده)؛ فقد خصص له السيد الشهيد درساً في الأصول.
في بداية شبابه عرف عنه اهتمامه المبكر بالعمل الإسلامي. و قد مارس في سبيل ذلك الكثير من النشاطات الاجتماعية ، و اتصل في هذا المجال مع الكثير من الشخصيات الفكرية و المهتمين بالتحرك الإسلامي ، و على رأسهم السيد الشهيد الصدر (قده).
و في أوئل عام 1964م مثل والدَه في بغداد ، و قد مارس العمل التبليغي طيلة السنوات التي قضاها هناك، حيث كانت حافلة بالنشاط و العمل المتواصل؛ فقد شهدت مدينة بغداد و الكاظمية و المدن المحيطة بالعاصمة خلال تلك الفترة إحداث الكثير من المشاريع الإسلامية، و انتعاش الحركة الفكرية و السياسية الإسلامية، و بناء الحسينيات و المساجد...
و كان العلامة السيد محمد مهدي الحكيم (قده) ، عضواً فعالاً في هيئة جماعة العلماء في بغداد و الكاظمية ، التي كان لها دور كبير في نشر الوعي و مقاومة للأنظمة المشبوهة الحاكمة.
و عندما أدرك حزب العفالقة مقدار التأثير الاجتماعي و السياسي ، الذي يملكه العلامة السيد مهدي الحكيم في العراق عموماً ، و خطورة علاقاته الجهادية مع السياسيين ، افترى له مهمة الارتباط بالأجنبي من أجل إلقاء القبض عليه، و لتشويه سمعة المرجعية ، و كسر هيبتها.. و قد كانت المرجعية حينذاك ، تخوض صراعها المرير ضد النظام العفلقي، و قد جاء هذا الاتهام عبر الإذاعة في حزيران/ 1969م، اصدر النظام عليه فيما بعد الحكم بالإعدام ، و مصادرة أمواله المنقولة و غير المنقولة، هذا و قد خصص النظام العفلقي جائزة مالية آنذاك لمن يلقي القبض عليه ، أو يدلي بمعلومات عن مكان اختفائه.
بعد هذه الحادثة استطاع العلامة الحكيم (قده) ، أن يسافر بشكل سري إلى خارج العراق ، حيث ذهب إلى باكستان ، ثم توجه إلى دبي، و قام بتنفيذ مشاريع خيرية واسعة من أجل خدمة الإسلام و المسلمين، من جملتها بناء المساجد و الحسينيات و إلقاء المحاضرات و اهتمامه بالتحرك الواسع.
و قد نجح في تأسيس إدارة الأوقاف الجعفرية ، و المجلس الشرعي الجعفري ، فضلاً عن اهتماماته ، و تطلعاته الكبيرة لتطوير حركة الوعي الإسلامي فكرياً و سياسياً في البلدان الإسلامية.
وب عد ذلک طلب منه السيد الشهيد الصدر (قده) ، الذهاب إلى لندن ، و الاستقرار فيها من أجل إدارة العمل السياسي و الإسلامي هناك ، و توسيع رقعة المعارضة العراقية ضد النظام في الخارج ، و كان ذلك قبل اندلاع الحرب العراقية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
بعد وصوله إلى لندن ، و تصاعد حركة المعارضة العراقية على الصعيدين السياسي و العسكري أسس:
1 - حركة الأفواج الإسلامية : وكان الهدف منها جمع القوى في الساحة العراقية لمحاربة النظام العراقي.
2 - مركز أهل البيت: مركز ثقافي عقائدي ، هدفه خدمة قضايا العالم الإسلامي.
3 - كان له دور رئيس في تأسيس منظمة حقوق الإنسان في العراق.
4 - تأسيس لجنة رعاية المهجرين العراقيين : قامت هذه اللجنة بإرسال ممثلين عنها لزيارة معسكرات المهجرين العراقيين المقيمين في الجمهورية الإسلامية.
لدى حضوره مؤتمر الجبهة الوطنية الإسلامية الثاني في السودان، هاجمه أحد المجرمين من أزلام النظام الجائر ، و أطلق عليه ثلاث رصاصات غادرة، انتقل على أثرها إلى عالم الشهادة، حيث فاز بالدرجات الرفيعة في مقعد صدق عند مليك مقتدر، و كان ذلك عصر يوم الأحد.
المصدر : شبکة ارث العراق
آل الحکيم
السيد محسن الحكيم و مواقفه السياسية
أل الحكيم و حسد الفاشلين
الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره ) و مكانته العلمية
جهاد الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره )