مكانة الكليني في العالم الإسلامي
ولد ثقة الإسلام الكليني في عصر الإمام
الحسن العسكري عليه السلام، و كان معاصراً
للسفراء الأربعة ، و
الوكلاء الخاصين بالإمام المهدي عليه السلام - و الذين كانوا طيلة
الغيبة الصغرى ، حلقة الوصل بين
الشيعة و إمام الزمان عليه السلام - .
رغم أن هؤلاء الأربعة ، كانوا من الفقهاء و المحدثين الكبار للشيعة ، و كان الشيعة يعرفونهم بجلالة القدر، إلا أن الكليني كان أشهر شخصية عالية القدر ، كانت تعيش في ذلك العصر محاطة بالاحترام بين السنة و الشيعة ، و كانت تبذل الجهود البارزة من أجل الترويج للمذهب الحق ، و نشر معارف أهل البيت عليهم السلام ، و فضائلهم.
و كانت كافة الطبقات ، تثني عليه بصدق القول و العمل و الإحاطة الكاملة بالأحاديث و الأخبار؛ حتى ذُكر أن الشيعة و السنة كليهما ، كانوا يرجعون إليه في استفتاءاتهم ، وكان في هذا المجال موضع ثقة كلا الفرقتين و اعتمادهما. ولذلك لقببثقة الإسلام ، و هو أول عالم مسلم ، عرف بهذا اللقب ، وكان حقاً يستحق هذا اللقب الكبير[1].
كان الكليني ، عديم النظير في الإمانة و العدالة و التقوى و الفضيلة ، و ضبط الأحاديث ، و هي كلها من شروط المحدث الموثق الجامع للشرط - ، و على حد قول العلامة محمد تقي المجلسي:
«كان منقطع النظير بين جميع علمائنا ، و أولئك الذين رووا عنه، و كذلك في نظم و ترتيب كتابه الكافي، و هذه المزايا دليل على أنه كان يحظى بتأييدات خاصة من جانب الله تعالى» [2].
-----------------------------------------------------------
الهوامش:
[1] - من المؤسف أن لقب «ثقة الإسلام» كان في ذلك العصر ، يعني العالم الموثوق به ، و موضع ثقة الإسلام و المسلمين، و كانت له من الأهمية ، بحيث نسب إليه ، ولأول مرة الكليني ، الذي كان إمام علماء الشيعة ، و فقهائهم و محدثيهم، و اليوم فإن الألفاظ و الأسامي و الألقاب، فقدت قيمتها إلى درجة ، بحيث أصبح هذا اللقب ، يطلق لقب «ثقة الإسلام» على كل من هب و دب!
[2] - شرح مشيخة من لا يحضره الفقيه، ص 267
ثقة الإسلام الكليني رحمه الله الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ( قدس سره ) ،( القرن الثالث – 329 هـ )
الروضة
تلامذة الكليني و مؤلفاته
الكليني في رأي علماء العامة
اصول الکافي