التعقل في السُّنَّة
أعطيت للعقل والتعقل أهمية كبيرة في السنة الإسلامية وبالخصوص في الروايات الشيعية وإحدى مزايا الروايات الشيعية على غيرها اهتمامها الكبير بالعقل والاعتماد عليه. ولهذا السبب يعترف الكتابُ الاجتماعيون المعاصرون وحتى أهل السنة بأن العقل الشيعي كان أقوى من العقل السني في تاريخ الإسلام. لأحمد أمين كتاب معروف باسم "فجر الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"يوم الإسلام" ففجر الإسلام مجلد واحد، وضحى الإسلام ثلاثة مجلدات، وهو كتاب فني، ولكن فيه نقاط ضعف كثيرة من وجهة نظر الشيعة حتى إن البعض يعتبره كتاباً مخالفاً للشيعة. ولاشك أنه كتاب ذو محتوى جيد من الناحية العلمية. ومع أنه معروف بمخالفة الشيعة لكنه يعترف في هذا الكتاب بأن العقل الشيعي عقل استدلالي، وان العقل الشيعي في جميع المراحل أقوى استدلالاً. ويفسر سبب قوة العقل الشيعي باعتماد الشيعة على التأويل كثيراً. ولكن الحقيقة هي أن منشأ هذا الأمر هو أئمة الشيعة الذين دعوا الناس كثيراً إلى التعقل والتفكير. يقول في هذا الكتاب: ظهرت الفلسفة بين الشيعة ولم تظهر بين السنة في تاريخ الإسلام فلم تكن في مصر فلسفة إلى أن أصبحت شيعية. ولكن بعدما ذهب التشيع من مصر ضعفت الفلسفة فيها ولم تكن فيها فلسفة حتى القرن الأخير إلى أن جاء سيد شيعي "يعني جمال الدين" إلى مصر وروّج سوق الفكر مرة ثانية، ثم يعبر تعبيراً رائعاً فيقول: "والحق أن الفلسفة بالتشيع الصق فيها بالتسنن" وبشكل عام فإن العقل الشيعي أقوى استدلالاً.
إن أهل السنة مجموعتان منذ البداية، المعتزلة والأشاعرة، كانوا على اختلاف فيما بينهم،
وأساس ذلك هو أن السنة الشيعية اهتمت بهذا الموضوع أكثر من السنة السنية، إن أهل السنة مجموعتان منذ البداية، المعتزلة والأشاعرة، كانوا على اختلاف فيما بينهم، كان المعتزلة موافقين للعقل والأشاعرة موافقين للتعبد. كان الشيعة مع المعتزلة في الرأي، أي أن لهم بعض الاختلافات لكنهم يتفقون في الاُصول، ووجه الاشتراك بينهم هو أن الفريقين يحترمان العقل والاستدلال. هناك تعابير كثيرة في الروايات الشيعية حول العقل لا نجدها في كتب السنة. فكتب الشيعة أمثال "الكافي" و"البحار" وكتب الحديث الأخرى تبدأ بكتاب "العقل والجهل" ثم كتاب التوحيد وبعده كتاب النبوة، ثم كتاب الحجة و... فأول كتاب يفتتح به هو كتاب "العقل والجهل" طبعاً ان العقل يقف امام الجهل وهذا ما سأوضحه. فإننا نرى الروايات الشيعية تعطي احتراماً وقيمة عظيمة للعقل وحجته.
العقل والجهل في الروايات الإسلامية
يقول الإمام عليه السلام: إن لله حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة، الحجة الظاهرة هم الأنبياء والحجة الباطنة هي عقول الناس. هذا الحديث من مسلمات أحاديث الشيعة وهو مذكور في كتاب الكافي. والجهل المذكور هنا هو ما يقابل العقل، والعقل في الروايات الإسلامية هو القوة والقدرة على التحليل، وعندما ترى أن الإسلام يحتقر الجاهل في أغلب الأحيان فليس المراد بالجاهل الأمي المقابل للعالم. بل إن الجاهل هو ضد العاقل. فالعاقل هو الذي يملك فهماً وقدرة على التحليل. والجاهل الذي لا يملك هذه القدرة. نرى كثيراً من افراد البشر الذين هم علماء لكنهم جهلاء، علماء بمعنى أن لديهم كثيراً من المعلومات التي اكتسبوها من الخارج، تعلموا أشياء كثيرة، ولكن ذهنهم ليس إلا مخزناً فقط لا اجتهاد لهم ولا استنباط ولا تحليل للأمور. مثل هؤلاء جهلة في رأي الإسلام، أي أن عقولهم راكدة، فيمكن أن يكون علم الإنسان كثيراً لكن عقله جامد.
جاء في الحديث: "الحكمة ضالة المؤمن"، الحكمة دون شك هي العلم المحتوي على الحقيقة، العلم الذي له أساس واستحكام وليس خيالياً.
نحن لا نستطيع أن نصور هذه الأمور بدقة ونقوم باعمال المبلغين، وإلاّ فإن كل واحد من هذه يعتبر أمراً مثالياً ذا قيمة في التبليغ للإسلام، بان يقدس الدين الحكمة إلى هذا الحد ويقول: الحكمة ضالة المؤمن. ومعناه أن تكون حالة المؤمن كحالة من ضاع منه شيء نفيس فهو يبحث عنه دائماً. ولهذا الحديث تتمة وردت في أحاديث أخرى. ويمكن أن نرى هذا المضمون في عشرين موضعاً منها: "خذوا الحكمة ولو من أهل النفاق" "ولو من أهل الشرك" أي لو شعرت بأن ما عند ذلك الشخص هو حكمة وعلم صحيح، فلا تفكر بأنه كافر أو مشرك، نجس، وليس بمسلم، بل اذهب وخذها منه، فالحكمة لك وهي دين عنده وليست ملكاً له. "أينما وجدها فهو أحق بها".
التربية والتعليم في الاسلام،الشيخ مرتضى مطهري
الوجدان والغرائز قيادة الغرائز
المعرفة الفطرية
إنكار الفطرة
الدين والفطرة
مناظرة بين شيعي وسني
مناظرة الشيخ مغنية مع الشيخ عبد العزيز بن صالح