• عدد المراجعات :
  • 905
  • 6/11/2011
  • تاريخ :

إنكار الفطرة

الورد

لما كان الايمان بالله الأساس الأول للدين في علم الانسان، ولما كان الالهيون والعلماء مستجيبين لنداء فطرتهم وتوجيه عقولهم إلى الايمان بخالق الكون الذي أودع فيه هذا النظام الدقيق وهذا الانسجام الكامل، فقد بدأ فرويد في إنكار الفطرة التوحيدية وكانت الخطوة الثانية التي أعقبها في هذا المجال، التغافل عن المنطق الاستدلالي والعقلي للعلماء وتعريف الدين بسلسلة من العوامل النفسية تحت ستار من التحليل النفسي.

إن نظرية فرويد بالنسبة إلى الأديان معروفة في جميع الكتب التي تعرضت لبيان نظرياته، وللاستشهاد ننقل هنا بعض العبارات من كتابين بهذا الصدد:

يرى مذهب التحليل النفسي أن الاستنتاج الديني من الموجودات يرجع الى حالتنا الطفولية، إن الطفل يجد نفسه أمام عالم عظيم، وعلى الأم أن تؤمن مخاوف الطفل تجاه العالم كله وحمايته من الاضطرابات.

"لا يتفق أي دين مع دليل تام، فالدين توهم يتخذ قوته من نتيجة تلقي الميول الغريزية عندنا"1.

"

لا يقوم الدين بأصوله وتعاليمه بعمل من وجهة نظر البحث النفسي، غير إيضاح القلق والاضطراب عند الأشخاص. وبعبارة أخرى فان فرويد يعتقد أن سبب ظهور الدين يرجع إلى ظاهرتين:

أ- القلق والاضطراب الانساني في قبال الميول الغريزية.

ب- خوف الانسان من الطاقات المتغلبة في الطبيعة".

"وعلى هذا فان فرويد على خلاف (روناك) لا يرى دخلاً للعقل في تكوين المذهب، ويعتبره أمراً نفسانياً فقط"2.

"يرى مذهب التحليل النفسي أن الاستنتاج الديني من الموجودات يرجع الى حالتنا الطفولية، إن الطفل يجد نفسه أمام عالم عظيم، وعلى الأم أن تؤمن مخاوف الطفل تجاه العالم كله وحمايته من الاضطرابات. وبعد ذلك يلقى عبء هذه المهمة على الآباء، فيجب عليهم القيام بدورهم طوال مدة الطفولة".

"إن الخوف الناشئ في الطفولة يمتد حتى البلوغ أيضاً وان الفرد البالغ يستأنس بجميع الأخطار التي تهدد حياته إنه يحتاج كالطفل إلى حماية شبيهة للتي يحتاجها في الاعوام الاولى من حياته في قبال أخطار العالم ومشاكله ولذلك فهو يبدأ ينظر الى تلك القوة التي فوق البشر وتلك الألوهية كشيء ذي حقيقة".

هل كان فرويد جاهلا في الواقع، أو أنه تجاهل بسبب عقدة الحقارة التي يحس بها ضد الدين، لأخذ الثأر؟!.

هل إن الآف العلماء الآلهيين الذين آمنوا في الماضي والحاضر بالله كان اعتقادهم مبنياً على أساس البحوث النفسية لفرويد؟!

أفهل كان السبب في اعتقاد حملة راية العلوم، وقادة التقدم العلمي بالله في العصر الحديث هو الخوف من قوى الطبيعة الظالمة كما يقول فرويد؟!.

هل آمن (انشتاين) ذلك العالم الذائع الصيت لأجل القلق والاضطراب من الميول الغريزية أو الخوف من الزلازل؟.

هل إن اعتقاد (داروين) بالله كان خوفاً من رعيد السماء وبرقها ليلقي نفسه ـ كالطفل ـ في أحضان السماء؟!.

هل كان منشأ إيمان (بركسن) و(باستور) العالمين الفرنسيين هو الخوف من أمواج البحر، أو المواد البركانية التي ألقت بها فوهة بركان؟!.

هل كان إيمان العلماء الالهيين في أوربا وأمريكا في العصر الحديث والذين نالوا جوائز (نوبل) ناشئاً عن الخوف من الحوادث الطبيعية، وهل أن أساسهم النفسي هو الضعف في أيام الطفولة واللجوء إلى الأب السماوي الموهوم؟!.

بأي جرأة علمية يقول فرويد وأتباعه:"لا ينطبق الدين مع أي دليل"؟!.

كيف يدعي هؤلاء أن العقل لا يتدخل في البحث عن الدين؟!.

لماذا يعتبرون إيمان الألوف من العلماء كان خوفاً من القوى الطبيعية الظالمة ويستسهلون هذه التهمة تجاههم؟!.

لماذا هذه المغالطات تجاه الدين من رائد التحليل النفسي الذي يدعي الاستجابة لنداء الواقع دائماً؟!.

هذه أسئلة يجب أن يجيب عليها الأناس المثقفون الواعون.

الطفل بين الوراثة والتربية، محمد تقي فلسفي

--------------------------------------------------------------------------------

الهوامش:

1- فرويد وفرويد يسم ص:150.

2- انديشه هاى فرويد ص:86.


الماركسية واللاأخلاق

نشأة العرفان و التصوف عند المسلمين

طريقة إثبات الإسلام والشرائع السابقة

علم الكلام و رصد الحركات الإلحادية

ما هو الدّين؟

عقيدتنا في الإسلام

مفهوم الدين‏

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)