الاتحاد مهربنا...!
القرن الحادي و العشرين هو قرن الاتحاد. فبعد أن كان الاتحاد مطلبا في القرن العشرين ، صار مهربا لنا في القرن الجديد، فواقع الحياة فيه يستوجب، بل و يفرض الاتحاد علينا، و لن يكون خيارا من بين الخيارات ، و إنما الخيار الوحيد
الذي لا مفر منه ، لكي يتحقق التواصل و البقاء ، و إلا فأننا سنسعى في دروب الفناء ، و التداعي و الضياع الأكيد.
فالاتحاد أصبح مطلبا أساسيا، و قد أكدت الأحداث المتوالية ذلك التوجه ، و كشفت عن معايير السلوك في هذا القرن، الذي لا يمكن لأبناء المجتمع الواحد فيه ، أن يكونوا مجموعات ، يتم الانفراد بها الواحدة بعد الأخرى .
و اتضح بأن الكتل الكبيرة ، هي التي عليها ، أن تخوض معترك الحياة الجديدة، و لا يجوز لها ،أن تتشظى ، و تتحول إلى شراذم ضعيفة مناهضة لبعضها و مساندة للطامع فيها. و قد أيقظت فينا الحروب و الصراعات القائمة ، أننا مجتمع واحد برغم كل المسميات و الحدود و التقسيمات، و أن الزمن الجديد ، الذي أكد حرية الحركة و الاتصال ما بين أبناء الدنيا ، أظهر بأننا مجتمع لا يمكن تجزئته، و أن مسيرة القرن العشرين المضادة لخطوات الاتحاد، قد كشفت ضعف سلوك التفرقة ، و بينت بهتانه ، وعدم قيمته، و بأنه قد جلب علينا الكوارث و الذل و الهوان، و أكد بأننا لا يمكننا ، أن نعبر عن إرادتنا ، و دورنا الإنساني من غير ، أن نكون مجتمعين و متفاعلين على جميع المستويات ، و بلا قيود أو شروط ، و أن ننتهج طريقا جديدا للحياة ، بعيدا عن ضلالات القرن المنصرم و تداعياته ، التي أوصلتنا إلى أضعف الأحوال ، و أصعب المآل ، و جلبت علينا النوازل ، و أسرتنا بالاعتماد على غيرنا ، و مصادرة قوتنا ، و تبذير أموالنا ، و طاقاتنا ، و تهجير أبنائنا في كل الأصقاع.
لقد آن الأوان ، لننظر في شؤوننا ، و نؤسس اتحادنا الكبير فنساهم في تحقيق السلوك الحضاري المطلوب في القرن الجديد، فلا بد أن تذوب القيود و المعوقات ما بين دولنا، مثلما هو الحال في الاتحاد الأوربي و دول الأرض المتحدة.
و أن يكون اقتصادنا متفاعلا و ثقافتنا حرة، و شعوبنا تأنس بالديمقراطية و التفاعل الخلاق، لكي نكون قوة مؤثرة في الأرض، مثلما علينا ، أن نكون وفقا لمفردات وجودنا الاجتماعي ، و عناصر صيرورتنا عبر العصور.
إن حالتنا في القرن الماضي ، كانت حالة طارئة، لا بد لها أن تزول، و يتم التعافي من أوزارها، و التخلص من أضرارها ، و ما جلبته من مصائب الهوان و الامتهان.
فليس من المرجح ، أن نسير على ذات السياسات ، التي أرهقتنا ، و لا نتواكب مع عصرنا ، و ندرك المتغيرات الحاصلة من حولنا، و التي تدعو إلى التكتلات الكبيرة ، و التفاعلات الاجتماعية الواسعة ، و المساهمة في تنمية المجتمعات اقتصاديا و فكريا و ثقافيا و سياسيا، و منحها أسباب المنعة و القوة و حرية الخيار و إرادة تقرير المصير و اتخاذ القرار.
و مجتمعاتنا المتحدة ، ستكون كتلة سياسية لها شأن إنساني و حضاري و تأريخي مؤثر في حركة الحياة ، و سيحسب لها الكثير جدا، و سنكون أعزة أباة و أصحاب قوة ، ذات تأثير أساسي في اقتصاد الدول كافة.
و قد أصبحنا اليوم أمام هذا الخيار، أو المهرب الوحيد من حالة التداعي و التعثر و التشتت وا لضعف، و تبين لنا أن القوة ، هي بالتفاعل الجماعي الاتحادي ، الذي يجب أن نبتكر له العناصر و الآليات اللازمة لتفعيله و تأكيده، و تحويله إلى حقيقة واعدة ، تساهم في بناء المجتمع و سعادة الأجيال و رفعتها و قوتها و قدرتها على العطاء الأصيل. و بذلك نكون قوة كبرى لها دور أساسي في تقرير مسار الحياة، فنحن في تفرقنا لا قيمة لنا ، و لادور ، إلا تلقي الضربات ، و إحصاء الهزائم ، و السعي في مسيرات التأسي بالدموع و الأحزان.
نعم إنه الاتحاد ، و لامفر منه، و إلا فلن يطول المقام أمام الكتل الأرضية المتنامية.
فهيا للاتحاد و الحياة
فالاتحاد قوة و طاقة و فخر و بهاء.
"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " (الأنفال 46 ).
د. مراد الصوادقي .
قصة صينية
حكمة سقراط
حَتفَها تَحمِلُ ضَأنٌ بأظلافِها
السيف والقلم
لتطوير مهاراتك الكتابية
أقوال عظيمة
تعلّم فن المحادثة
تَمَرَّدَ ما رِدٌ وعَزَّ الأبلَقُ