حَتفَها تَحمِلُ ضَأنٌ بأظلافِها
(يُضرب لِمَنْ يوقع نفسه في هلكة)
أول مَنْ قاله حريث بن حسان الشيباني ، و أصله أنَّ رجلاً وجد شاة ، ولم يكن معه ما يذبحها به ، فضربت بأظلافها الأرض، فظهر سكين ، فذبحها بها.
و قد تمثَّل به حريث لقيلة التميمية ، التي حملها إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله- و سأله إقطاعَ الدهناء.
ففعل -صلى الله عليه وآله- ، فتكلمت فيه قيلة، فقال حريث ساعتئذ: كنت أنا و أنت ، كما قيل: حَتْفَها تَحمِلُ ضَأنٌ بأظلافِها.
و آنَ لمحبي الامثال العربية ، أنْ ينالوا نصيبهم مِنَ الروح و الريحان المعد لكرام المستمعين الاعزاء، فقد سألنا زميلنا الجزائري عن قولهم:« ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ لمن يضرب، و مَنْ أول قائل له، وما خبره؟» ، فقال:
قال الأديب أبو عبيد البكري و أمّا قولهم ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ، فساق أبوعبيد المثل على أنَّ أصله مخاطبة لامرأة.
و ليس كما قال.
و أول مَنْ نطق بهذا المثل الأخزر بن عوف العبدي.
و ذلك ، أنَّ الأخزر كانت عنده الماشِرِيَّة بنت نهس مِنْ بني بكر، فطلَّقها وهي نسءٌ بأشهُر، فتزوجها عجل بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
فقالت لعجل حين تزوجها: احفظ عليَّ ولدي.
قال: نعم.
وسمّاه سعداً، وشبَّ فخرج به عجل ليدفعه إلى الأخزر بن عوف أبيه، و أقبل حنيفة بن لجيم أخو عجل، فتلقاه بنو أخيه، فلم ير فيهم سعداً، فسألهم فقالوا: انطلق به أبونا الى أبيه.
فسار حنيفة في طلبه، فوجده راجعاً قد وضع الغلام في يد أبيه، فقال: ما صنعت يا عشمة؟ وهل للغلام أبٌ غيرك؟
و جمع إليه بني أخيه، و سار إلى الاخزر ليأخذ سعداً، فوجده مع أبيه و مولَىً له.
فاقتتلوا، فقال الأخزر لِسعد: يا بنيَّ ألا تعينني على حنيفة؟
فكعَّ الغلام عنه.
فقال الأخزر: ابنُكَ ابنُ بُوحِكَ الذي يَشربُ مِنْ صَبُوحِك.
فذهبت مثلاً.
و ضرب حنيفة الأخزر بالسيف، فجذمه، فسُمِّي جذيمة.
و ضرب الاخزر حنيفة على رجله، فحنفها، فسُمِّي حنيفة.
و كان اسمه أثال بن لُجَيم.
أخذ حنيفة سعداً، فرده إلى عِجل.
و بوح: اسم للذكر، قاله اللحياني.
و بوح ايضاً: اسم من أسماء الشمس، هكذا نقله يعقوب عن العرب.
و نقله كراع: يوح بالياء أُخت الواو.
تَتابعي بَقَر
لقد كُنْتُ وما يُقادُ بِيَ البعيرُ
بِسِلاحٍ ما يُقْتَلَنَّ القَتِيلُ