ما أروعَ الحجَّ لو أصغيتُ مستمعاً |
وحيَ الإله نديّاً من فم الغارِ |
فمِن حِراءَ مَشَت في الأرضِ صيحتُهُ |
«اِقرأ وربُّكَ» قد خُطَّتْ بأنوارِ |
وقد تلا أحمدُ المختارُ سُورتَها |
حرفاً فحرفاً وترتيلاً مع القاري |
وهكذا قَرأ القرآنَ في كَبِدٍ نَشْوى |
وقَلب من الأشواقِ مِعطارِ |
وكان مِن قبلها يتلو صحائِفَهُ |
مِن غير إذن بإعلان لأسرارِ |
لكنّما الأمرُ قد حانتْ شرائطُهُ |
ودارَ دورتَهُ هَدياً لأعصارِ |
وقد توالتْ مِن الرَّحمن صادحةً |
«قُمْ» وانْفُضَنَّ دِثاراً تحتَ دَثَّارِ |
واصْدَحْ بتكبيرة هدَّتْ عُرووشَهُمُ |
وأنْذرِ الكُفْرَ طُرّاً أيَّ إِنذارِ |
وطهِّرِ الأرضَ من أرجاس ساستِها |
مِنْ بعدِ تطهير اثواب لأبرارِ |
فمنذُ ميلادِكَ الميمونِ قد خَمَدَتْ |
نارُ المجوس وأهلُ النَّار في النّار |
وقد تصدَّعَ إيوانً وأَرْوِقَةٌ |
هُدَّتْ لقيصرَ وانثالتْ كأحجارِ |
وغارَ ماءٌ بأرض لم تكن رُكزَتْ |
فيها إلى الحقِّ راياتٌ لقهّارِ |
فانهضْ لِتخفِقَ راياتٌ قد ارتفعتْ |
باسم الإله ورفَّت فوقَ أمصارِ |
وفي غدٍ من فِناءِ البيتِ يرفعها |
مهديُّكم ضارباً في حَدِّ بتَّارِ |