نماذج من الأحلام المعبرة
نعرض هنا بعض نماذج من الأحلام المعبرة من حيث التحليل النفسي في الاسلام:
1- "قال رجل لعلي بن الحسين عليه السلام: رأيت كأني أبول في يدي. قال: تحتك محرم. فنظروا فإذا بينه وبين امرأته رضاع"1. في هذا الحلم نجد أن اليد وهي عضو من أعضاء البدن كناية عن الأخت وهي عضو الأسرة والبول رمز للمني. والامام عليه السلام فسر البول في اليد بنكاح المحرم. فإن كان الرجل يعرف أن زوجته هي أخته في الحقيقة، فان تفسير الحلم يعتبر اختباراً نفسياً واكتشافاً للضمير الباطن للرجل. وإن لم يكن يعرف ذلك، فهو الالهام.
2- "أتى إلى أبي عبد الله عليه السلام رجل فقال: يابن رسول الله رأيت في منامي كأني خارج عن مدينة الكوفة في موضع أعرفه، وكأن شيخاً من خشب أو رجلاً منحوتاً من خشب على فرس من خشب يلوح بسيفه، وأنا أشاهده فزعاً مرعوباً. فقال له عليه السلام: أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته. فاتق الله الذي خلقك ثم يميتك. فقال الرجل: أشهد أنك قد أوتيت علماً واستنبطته من معدنه. أخبرك يابن رسول الله عما قد فسرت لي. إن رجلاً من جيراني جاءني وعرض علي ضيعة، فهممت أن أملكها بوكس كثير لما عرفت أنه ليس لها طالب غيري"2.
3- "جاءت امرأة إلى ابن سيرين فقالت له: رأيت كأني أضع البيض تحت الخشب فتخرج فراريج. فقال إبن سيرين: ويلك اتقي الله فانك امرأة توفقين بين الرجال والنساء فيما لا يحبه الله عز وجل، فقيل له من أين أخذت ذلك؟ قال: من قوله تعالى في النساء: "كأنهن بيض مكنون" وشبه المنافقين بالخشب: "كأنهم خشب مسندة". فالبيض النساء. والخشب: هم المفسدون، والفراريج: هم أولاد الزنا"3.
وكان الأمر كما ذكره إبن سيرين، وانكشف سر المرأة بتلك الرؤيا.
4- "روي عن إبن سيرين أنه أتاه رجل فقال: رأيت كأني أقشر بيضة وأرمي صفارها وآكل بياضها. فقال إبن سيرين: هذا رجل نباش للقبور، فقيل له: من أين أخذت هذا؟ فقال: البيضة: القبر. والصفار: الجسد. والبياض: الكفن. فيلقي الميت ويأكل ثمن الكفن وهو البياض"4.
لقد ظهرت الخيانة الخفية للرجل الذي كان يشق القبور ليلاً ويسرق الأكفان بصورة حلم، مع تغيير شكل الضمير الباطن. ولقد استطاع إبن سيرين العالم الحاذق، أن يفسر تلك الرؤيا ويكتشف ذلك السر.
5- جاء رجل إلى إبن سيرين ومعه جراب، فقال له: رأيت في النوم، كأني أسد الزقاق سداً وثيقاً شديداً فقال له: أنت رأيت هذا قال: نعم، فقال لمن حضره: ينبغي أن يكون هذا الرجل يخنق الصبيان وربما يكون في جرابه آلة الخنق، فوثبوا عليه، وفتشوا الجراب، فوجدوا فيه أوتاراً وحلقاً فسلموه إلى السلطان"5.
6- جاء رجل إلى إبن سيرين قائلاً: رأيت فيما يرى النائم أني أجامع فأرة، ويخرج من شرجها تمرة. فقال له إبن سيرين: هكذا أفهم أنك متزوج بامرأة زانية. قال: نعم. قال له: إنها حامل. وأبشرك بأنها تلد لك ولداً طاهراً شريفاً"6.
7- وجاءه رجل فقال له: رأيت كأني أسقي شجرة زيتون زيتاً، فاستوى جالساً، فقال: ما التي تحتك؟ قال: علجة إشتريتها. وفي رواية جارية وأنا أطؤها، فقال: أخاف أن تكون أمك، فكشف عنها فوجدها أمه"7.
يتضح من استعراضنا لهذه النماذج القليلة من تفسير الأحلام أن الاختبار النفسي والوصول إلى الضمائر الخفية للأفراد عن طريق تفسير أحلامهم ليس أمراً جديداً حتى يتصور أن فرويد أول من ابتكرها وتختص بمدرسته... وأن في الاسلام أفراداً أذكياء ونوابغ طرقوا هذا الباب قبله. ومنهم مفسر الأحلام الشرقي إبن سيرين حيث بدأ تجاربه وأعماله الرائعة قبل 13 قرناً.
الطفل بين الوراثة والتربية، محمد تقي فلسفي
---------------------------------------------------
المصادر:
1- تفسير الأحلام ص:18.
2- روضة الكافي ص:293. والاغتيال هنا بمعنى: الخديعة.
3- حياة الحيوان للدميري ج 1ص234 دجاج.
4- حياة الحيوان للدميري ج 1ص234 دجاج.
5- المستطرف ج 2ص88 مطبعة الاستقامة القاهرة 1383 هجرية
6- نامه دانشوران ج 2ص176.
7- المستطرف ج 2ص88.
الأحاديث والروايات الدالة علي مشروعية الاستخارة
الاستخارات المأثورة مظهراً من مظاهر الإيمان باللّه
العقدة النفسية
التحليل النفسي في الاسلام