التوفيق بين أفلاطون وأرسطو
لقد ساء الفارابي أن يرى دارسي فلسفة كل من أفلاطون وتلميذه أرسطو ينتقدونهما، لما بينهما من وجوه الخلاف فقام بمحاولة التوفيق بين هذين الفيلسوفين العظيمين لحسبانه أن الخلاف ظاهري وحسب، أما جوهر فلسفتيهما فواحدة وأصولها تتشابه. وكذلك له هدف بعيد من محاولة التوفيق هذه ألا وهو رغبته في مواجهة الدين بفلسفة موحدة لتسهل عليه محاولة التوفيق بين الوحي والعقل بعد ذلك.
و الفارابي يرى في محاولة توفيقه بين الفيلسوفين، أن قول النقاد بقيام الخلاف بينهما لا يعدو حالات ثلاث فقط وهي:
أولاً: إما أن يكون الحد المبين عن ماهية الفلسفة غير صحيح.
وقد رد على هذا بقوله إن الفلسفة في نظر أفلاطون وأرسطو هي \"العلم بالموجودات بما هي موجود\" وهذا الحد صحيح لأنه يبين ذات المحدود ويدل على ماهيته ويطابق علم الفلسفة.
ثانياً: إما أن يكون رأي الجميع أو الأكثرين واعتقادهم في تفلسف هذين الرجلين سخيفاً ومدخولاً وهذا مردود بالطبع على قائليه فلا يمكن أن يتفق الناس على تقديم رجل أو رجلين إلا لأن عقولهم وأفهامهم أجمعت على حقيقة لا مراء فيها ولعظم مكانتهما وقولهما.
ثالثاً: وإما أن يكون في معرفة الظانين فيهما بأن بينهما خلافاً في هذه الأصول، تقصير.
وقام الفارابي باستعراض عدة مسائل فلسفية ومواقف حياتية لدى الفيلسوفين لينتهي من ذلك إلى إثبات اتفاق ما قالا به من الآراء(1).
لقد حاول الفارابي أن يوفق ويجمع بين الأمور التالية لدى الفيلسوفين اليونانيين:
1. طريقة معيشتهما، بالنظر إلى زهد أفلاطون ولذة أرسطو.
2. أسلوباهما في التأليف والتصنيف.
3. رأياهما في الأخلاق.
4. رأياهما في المثل, واختلافهما الصريح حول تلك النظرية.
5. رأياهما في قدم العالم.
6. نظرية المعرفة(2).
--------------------------------------------
الهوامش
1. الهاشم، جوزف: الفارابي، ط2، بيروت المكتب التجاري للطباعة والتوزيع والنشر، 1968.
2. عطوي، فوزي: الفارابي فيلسوف المدينة الفاضلة، دار الكاتب العربي، 1980.
فارابي "المعلم الثاني"
اخلاق الفارابي
فلسفة فارابي الاخلاقية و السياسية
الترابط بين أجزاء فلسفة الفارابي
المنهج العلمي عند الفارابي
فارابي و علماء الغرب