العلويّون الذين قُتلوا في الريّ
لاحَقَ حكّام الريّ، منذ القرن الثالث الهجريّ فصاعداً، العلويّين الذين عُرفوا بالتشيّع الزيدي، ولم يتورّعوا عن قتلهم وإراقة دمائهم. ومن العلويّين الذين قُتلوا في الريّ:
ـ محمّد بن الحسين بن عليّ بن محمّد بن الإمام الصادق عليه السّلام؛ قُتل في الريّ على يد مأموري المعتضد العبّاسيّ (1).
ـ جعفر بن محمّد بن جعفر، من أحفاد عمر بن عليّ عليه السّلام، قتله عبدالله بن عمر عامل عبدالله بن طاهر في منطقة « ستاردك » ودُفن هناك (2).
ـ يحيى بن عليّ بن عبدالرحمن بن قاسم، من وُلد جعفر بن أبي طالب، قتله أصحاب عبدالله بن عزيز في إحدى قرى الريّ، وقبره هناك معروف (3).
ـ محمّد بن عبدالله بن إسماعيل من وُلد جعفر بن أبي طالب أيضاً، قتله عبدالله بن عزيز في الريّ، وقبره هناك (4).
ـ محمّد بن عبدالله بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السّلام، قتله عبدالله بن عزيز، وقبره في وسط الطريق بين الريّ وقزوين (5).
ـ أحمد بن القاسم بن محمّد الرسّيّ، قُتل في نواحي الريّ، وكان قد قصدها تلبيةً لدعوة أهل « أبِيوَرْد » (6).
ـ عليّ بن موسى بن إسماعيل، من أحفاد الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام، وكان مقيماً في الريّ، فأُخذ في أيّام المعتزّ وحُبس فمات في الحبس (7).
ـ محمّد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن عليّ بن الحسين، من أصحاب الحسن بن زيد، وكان قد ثار في الريّ لمناصرة الحسن سنة 251 هـ، فاعتقله عبدالله بن طاهر وحبسه في نيسابور، فمات فيها (8).
ومن الذين خرجوا في الريّ ولم يُقتلوا:
ـ عبدالله بن إسماعيل بن محمّد.
ـ أحمد بن عيسى بن عليّ، ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين عليه السّلام.
ـ حسين بن أحمد بن محمد، المشهور بالكوكبيّ، من وُلد الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السّلام (9).
ولقد كان وجود قبر أحد أولاد الأئمّة عليهم السّلام في منطقةٍ ما سبباً من الأسباب التي تُفضي إلى تجمّع الشيعة في تلك المنطقة، وعلى الأخص إذا كان صاحب ذلك القبر قد استُشهد على يد الحكّام.
وقد أشار الحاكم النيسابوري إلى أحد السادة العلويّين في نيسابور، واسمه أبو يَعلى الزيديّ، ووصفه بأنّه كان « نجم أهل بيت النبوّة » في ذلك العصر، وأثنى عليه ثناءً بالغاً، وذكر بأنّه هاجر إلى الريّ سنة 337 هـ فاجتمع عليه أهلها وبايعوه، فامتنع عن الخروج، لكنّ حاكم الريّ ـ واسمه أبو عليّ ـ أمر به فاعتُقل، ثمّ أخرجه إلى بُخارى. وقد توفّي السيّد المذكور سنة 346 هـ ودُفن في قزوين (10).
وكان أهل الريّ يكنّون محبّةً واحتراماً كبيرين تجاه السادة العلويّين، وهو أمرٌ لا يُستثنى منه حتّى أهل السنّة منهم، ولهذا كانوا إذا خرج أحد العلويّين على الحاكم التفّوا حوله وتابعوه.
ونلاحظ أنّ محمّد بن القاسم لمّا ثار في خراسان في أواخر القرن الثاني من الهجرة واعتُقل فيها، صدر الأمر إلى حرّاسه أن يعمدوا إلى إخفاء أمره حين يمرّون به على الريّ؛ لكي لا يعلم به أحد من أهل الريّ، خوفاً من أن يعمدوا إلى تخليصه من أيدي أولئك الحرّاس (11).وينبغي الالتفات إلى أنّ منطقة الجبال كانت تُعدّ منطقة مناسبة للطوائف الثلاثة: الإماميّة، والإسماعيليّة، والزيديّة؛ وأنّ أغلب الثورات التي نشبت في هذه المنطقة خلال الفترة ما بين القرن الثالث والقرن الخامس للهجرة كانت بفعل رجال الزيدية؛ وأنّ أغلب الثورات خلال الفترة ما بين القرن الخامس إلى حملة المغول كانت من قِبل رجال الطائفة الإسماعيليّة. أمّا الطائفة الإماميّة فلم يُعهَد مَن رجالها ثورات خاصّة، وكان علماء الشيعة وفقهاؤهم يتحاشَون القيام بأعمال مسلحة ممّا تمخّض عنه امتداد الشيعة الإماميّة في الريّ وتعمّق نفوذهم فيها، ودلّل على المنطق العقلائيّ الذي انتهجه علماء الشيعة وفقهاؤهم في هذا الخصوص.
ويتّضح بذلك أنّ هذه الأسرة الشيعيّة الأصيلة ذات الجذور العربيّة العريقة قد استوطنت نيشابور، ثمّ حطّت الرحال في الريّ.
----------------------------------------------------------
الهوامش:
1- لباب النساب للبيهقي
2- 3- 4- مقاتل الطالبين لابي الفرج الاصفهاني،لباب الانساب
5 -6- لباب النساب للبيهقي
7- مروج الذهب للمسعودي
8-9- مقاتل الطالبين لابي الفرج الاصفهاني
10- الانساب للسمعاني
11- مقاتل الطالبين لابي الفرج الاصفهاني
المصدر:شبکة الامام الرضاعليه السلام
علويّو الريّ خلال العصر السلجوقيّ
شيعة الريّ خلال العصر السلجوقيّ
شيعة الريّ وضغوط الغَزْنَويّين