كيف لا يزهد الإمام ( عليه السلام ) و جَدُّه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كان زاهداً في جميع مباهج الحياة ؟ ، فأعرض عن بَهارِجها و زينتها ، فلم يتَّخذ الرياش في داره ، و إنما كان يفرش بمنزله حصيراً .
فنظر ( عليه السلام ) نظرة عميقة في جميع شؤون الحياة ، فزهد في ملاذِّها ، و اتجه نحو الله تعالى بقلب منيب .
يقول جابر بن يزيد الجعفي : قال لي محمد بن علي ( عليه السلام ) : ( يا جابر ، إنِّي لَمَحزون ، و إني لمشتغل القلب ) .
فانبرى إليه جابر قائلاً : ما حزنك ، و ما شغل قلبك ؟
فأجابه ( عليه السلام ) بما أحزنه و زهده في هذه الحياة قائلاً : ( جابر ، إنَّه من دخل قلبه صافي ، و يذكر الله عزَّ و جلَّ شغله عما سواه . يا جابر ، ما الدنيا ؟ ، و ما عسى أن تكون ، هل هي إلا مركب ركبته ، أو ثوب لبسته ، أو امرأة أصبتها ؟ ) .
و قد أثرت عنه ( عليه السلام ) كلمات كثيرة في الزهد و الإقبال على الله ، و التحذير من غرور الدنيا .
إنه ابن
العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، الذين أرسلهم الله تعالى لإرشاد الناس إلى الطريق الصحيح ، ليأمروا بالحق ، و لِيَنهوا عن الباطل ، و يعملوا في سبيل الخير و الصلاح .
الشاعر محمد علي اليعقوبي ، ينظم في مولد الإمام الباقر (عليه السلام)