الفقر و الانحراف الجنسي
إن مناقشة ظاهرة الانحراف الجنسي ، أو البحث في أسبابها ، و تداعياتها كآفة اجتماعية سلبية تستحق منا ، و من كل إنسان ، يعتز بإنسانيته ، و بأخلاق الآباء و الأجداد ، أن لا نقف منها موقف متفرج ، بل يجب التصدي لها قدر الإمكان ، و ان نتبع الرسول الأمة (ص) حيث يقول "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فان لم يستطع ، فبلسانه ، فان لم يستطع فبقلبه ، و ذلك اضعف الإيمان".
لذا إن إظهار أسبابها ، و مسبباتها ، و دوافعها ، و تداعياتها ، و خاصة إفرازاتها الضارة الكبيرة على مستوى المجتمعات أو حتى الدول ، تستدعي دراستها دراسة مستفيضة لما لهذه القضية الأثر الضار على بنية المجتمع ، و تماسكه بشرائحه و طبقاته المتدرجة ، إلى جانب كل هذا ، فإنها تقوم على تخريب الحالة الاجتماعية من أساسها ، لأنها آفة خطيرة كما لها تشعباتها الكثيرة ، فهي تتغلغل لتفعل فعلتها ، و خاصة بتفكيك الأسرة ، و أواصرها الودية و الروحية و الدينية و الإنسانية، من ثم تقودها إلى الانزلاقات الأخلاقية المشينة ، حتى تسقط به إلى الدرك الأسفل من الانحطاط الإنساني و الديني، ليتعرى من جميع القيم و الأخلاقيات النبيلة.
1- تعريف الانحراف الجنسي ( الدعارة ):
الجنس (بالكسر): الضرب من الشئ ، و هو اعم من النوع . فالحيوان جنس ، و الإنسان نوع و النوع البشري مميز بالذكورة أو الأنوثة. و الجنس اتصال شهواني بين الذكور و الإناث.
أما الانحراف الجنسي ، فهو " ضروب من الممارسة الجنسية، يخرج فيه أصحابها عن سبل الاتصال الجنسي الطبيعي و المألوفة".
كما يعرف الانحراف الجنسي على انه ، " التمتع الجنسي بطرق ، ترفضها القيم الأخلاقية و الدينية ، و تدينها الأعراف و التقاليد و القوانين الاجتماعية ، أو فقد الشخص السيطرة على توازنه بسبب اضطراب نفسي ما، و يتأكد ارتباط الانحراف الجنسي بالاضطراب النفسي ". كما نعني بالانحراف الجنسي كل شذوذ فردي أو جماعي ، يؤدي إما لعدم إشباع أو كبت للغريزة الجنسية لدى البالغ ، أو أية ممارسة غير شرعية أو غير طبيعية لإشباع هاته الغريزة. كما يُقصد بالانحرافات الجنسية الحصول على الإشباع الجنسي بطريقة غير مشروعة من خلال تجارة الجنس ، و الدعارة في أسواق البغاء ، و الكباريهات ، و النوادي الليلية ، و سائر الأماكن ، التي تقدم الخدمات الجنسية في عالم الانحراف ، و المغامرات الجنسية المتواصلة غير المسئولة ، و الاستهتار و الاستسلام للجنس ، و الجنسية المثلية " اللواط و السحاق ".
كما يشير الانحراف الجنسي إلى " كل استعمال للجنس ، دون الوفاء بمواصفاته الإنسانية الأحدث أو في غير ما يؤدى وظيفته البشرية ". أما من الناحية الدينية ، فهو " الانحراف عن الطريق المحدد شرعا للممارسة الجنس ".
من خلال التعاريف المختلفة لظاهرة الانحراف الجنسي ، تبرز لنا أهم مظاهر الانحراف الجنسي ، التي لها الأثر البالغ في المجتمع ، ومن أهم هذه المظاهر: البغاء ، الزنى، اللواط السحاق ، العري و التبرج ، الممارسات الغير الطبيعية ، التحرش الجنسي ، مواقع الميوعة و الدعارة ، و غيرها.
و تعتبر الدعارة (البغاء) ، من اخطر أشكال الانحراف الجنسي على المجتمع ، وعليه يمكن تعريف الدعارة كالأتي: و الدعارة أو البٍغاء مصطلح له عدة تعاريف ، فالبعض يعتبر " الدعارة ببساطة ، بيع الخدمات الجنسية ، بدون أدنى إشارة إلى التمييز بين الدعارة القسرية و الدعارة الطوعية ". أو الدعارة " تعنى ضمنياً ممارسة الجنس إجباراً و قسراً، مهما كان مصدر هذا الإكراه أو القسر". و كلمة الدعارة ، "كلمة تدل على انحراف في سلوك الإنسان عن الطريق الصحيح للفطرة الإنسانية".
و الدعارة هي، "كل عمل أو سلوك ، يقصد به الجنس ، و ما يتعلق به من أفعال مثل الفجور الدعارة ، إذا كان بغرض المتاجرة به ، و تقاضي الأموال مقابلة ".
کما تعني ، "
الرذيلة أو الفسق الأخلاقي ، و هي مفهوم للدلالة على لذة أو غريزة جنسية غير مشروعة مقابل أجر مادي، وي شارك في هذه العلاقة طرفان الأول ، هو من يعطي هذه المتعة الجنسية غير المشروعة مقابل أجر مادي أو غير مادي ، أما الطرف الآخر ، فهو من يشتريها مقابل إعطاء هذا الأجر".
شهيب عادل
الفرق بين الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الحكم الشرعي للدعوة الإسلامية