• عدد المراجعات :
  • 2014
  • 2/17/2009
  • تاريخ :

معركة مؤتة
محمد رسول الله

 

بعد استقرار الاَمن في الحجاز بين المسلمين وقريش والاَطراف المعادية الاَُخرى، وضعف نفوذ اليهود وسطوتهم، فكّر النبي الاَكرم(صلى الله عليه وآله) في أن يركز في دعوته على سكان مناطق الحدود عند الشام، فوجه لهذا الغرض(حارث بن عمير الاَزدي) يحمل كتاباً إلى أمير الغساسنة: الحارث بن أبي شمر الغساني، الذي حكم بصرى، فقبض على سفير النبي(صلى الله عليه وآله) في موَتة وقتله مخالفاً بذلك كلّ الاَعراف الإنسانية والبروتوكولية التي تقضي باحترام السفراء وحصانتهم، ممّا أغضب الرسول والمسلمين، فقرر الاقتصاص من قاتل سفيره.

وبالاِضافة إلى ذلك، فإنّ النبي(صلى الله عليه وآله) كان قد بعث في شهر ربيع الاَوّل من هذه السنة15 رجلاً إلى منطقة ذات أطلاح من أرض الشام خلف وادي القرى، لدعوة الناس إلى الاِسلام، إلاّ أنّ الاَهالي قتلوهم عن آخرهم حيث أثر أولئك الرجال عز الشهادة على ذل الاَسر، إلاّجريحاً منهم تمكن من الوصول إلى النبي(صلى الله عليه وآله) ليخبره بالحادث، وقد أثر هذان الحادثان على الوضع السياسي بين الجانبين، فأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله) بالخروج إلى الجهاد في شهر جمادى، ووجه جيشاً قوامه3 آلاف مقاتل لتأديب هوَلاء المخربين والغدرة، وعين القائد عليهم(جعفر بن أبي طالب) فإن قتل فزيد ابن حارثة، فإن أصيب، فعبد اللّه بن رواحة، فإن اصيب فليرتضي المسلمون بينهم رجلاً عليهم.

وقد خرج النبيّ(صلى الله عليه وآله) بنفسه مع جماعة من أصحابه مشيّعاً لهم وودّعهم قائلاً: (دفع اللّه عنكم وردكم سالمين غانمين صالحين).

ومن الموَكد أنّ القائد الاَوّل لهذا الجيش كان جعفراً ثم ّزيداً فعبد اللّه، فلا مجال لتغيير الوضع الذي ذهب إليه بعض الرواة والمحدّثين، الذين اختلقوا ترتيباً آخر، بوضع زيد كقائد ثمّ جعفر كمعاون له ثمّ ابن رواحة، إذ أنّ وضع هذا الترتيب بهذا الشكل أُقرّ لدوافع سياسية وأغراض أُخرى لا مجال لذكرها هنا،وتبعهم في ذلك كتاب السيرة دون تمحيص وتحقيق.

وفي الشام أعدّ الحاكم الحارث100 ألف فارس لاِيقاف تقدّم المسلمين، كما أعدّ القيصر100 ألف آخرين في البلقاء كقوّة احتياطيّة تتدخل عند اللزوم.

ومن الواضح أنّه لم يكن هناك أيّ تكافوَ بين الجيشين الاِسلامي والروماني، سواء في نوعية المعدات الحربية والاَجهزة القتالية أو وسائل النقل أو عدد الجنود، والاَرض وساحة المعركة الغريبة عن المسلمين، وقيامهم بدور الهجوم لا الدفاع الذي اتّخذه الروم ونفذوه في أرضهم وبلادهم.

وقد تواجه الجيشان في منطقة مشارف، ولكن المسلمين تراجعوا نحو موَتة، فبدأت المبارزات الفردية أوّلاً، فقُتل جعفر بعد مبارزة شجاعة، ثمّ قُتل زيد بن حارثة، وأيضاً ابن رواحة، فاختار الجنود خالد بن الوليد قائداً، فعمد إلى استخدام تكتيك عسكري لم يعرف من قبل، إذ أمر بالعسكر أن يحدث بعض التغييرات في صفوفه بالليل دون صوت، ويذهب عدد منهم إلى مكان بعيد ثمّ يلتحقوا بالمسلمين عند الصباح مكبرين، فيظن العدو بوصول إمدادات عسكرية بشرية جديدة إلى جانب المسلمين. ولذا تمكن المسلمون من مواجهتهم وقتالهم، وقتل أعداد كبيرة منهم، فهدأت الاَحوال، فرجع الجيش الاِسلامي مستفيداً من هذا التكتيك ونَجَوا بأنفسهم من خطر فناء ساحق وأكيد.

إلاّ أنّ المسلمين في المدينة رفضوا منطق الانسحاب من المعركة وفضلوا الاستشهاد في ساحة المعارك على الانسحاب، فهم كانوا يعدون الموت والشهادة في سبيل اللّه أفضل من الانسحاب.

وقد تأثر النبي(صلى الله عليه وآله) لشهادة جعفر وبكى بشدة، فكان كلّما تذكر جعفراً وزيداً وابن رواطة بكى.


دعوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى الله تعالى

معركة أحد

فتح مكة المكرمة

غزوة بني النَّضِير

غزوة بدر العظمى

غزوة حمراء الأسد

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)