• عدد المراجعات :
  • 3811
  • 8/12/2008
  • تاريخ :

الاعتدال في حب الصديق والثقة به
الحب

 ومن الحكمة أن يكون العاقل معتدلاً في محبة الأصدقاء والثقة بهم والركون إليهم دون إسراف أو مغالاة ، فلا يصح الإفراط في الاطمئنان إليهم واطلاعهم على ما يخشى إفشاءه من أسراره وخفاياه .

 فقد يرتد الصديق ويغدو عدواً لدوداً ، فيكون آنذاك أشد خطراً وأعظم ضرراً من الخصوم والأعداء .

 وقد حذرت وصايا أهل البيت عليهم السلام وأقوال الحكماء والأدباء نظماً ونثراً من ذلك :

 قال أمير المؤمنين (ع) : «أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وابغض بغيضك هوناً ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما» (1) .

 وقال الصادق (ع) لبعض أصحابه :

 «لا تطلع صديقك من سرك إلا على ما لو اطلع عليه عدوك لم يضرك فإن الصديق قد يكون عدوك يوماً ما» .

 قال المعري :

خف من تود كما تخاف معادياً                           وتمار فيمن ليس فيه تمار

فالرزء يبعثه القريب وما درى                            مضر بما تجنى يدا أنمار

 وقال أبو العتاهية :

ليخل امرؤ دون الثقات بنفسه                فما كل موثوق به ناصح الحب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) نهج البلاغة .


اختيار الصديق

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)