• عدد المراجعات :
  • 2906
  • 7/29/2008
  • تاريخ :

المَـرَح والصـحَّة النَّفسـيَّة
مرح  لعب

حقيقة المرح

المرح والضحك

المرح والتهكُّم

المرح واللَّذة

المرح والنكتة

المرح والمزاح

المرح والعلاج النفسي

يتبادرُ إلى ذهني، وأنا أعالج موضوعًا من هذا النوع، أن أتساءل إنْ كان الإنسانُ كائنًا مَرِحًا وبهيجًا أم حزينًا وكئيبًا، كائنًا انبساطيًّا أم انطوائيًّا، كائنًا ظاهريًّا أم باطنيًّا، كائنًا ضاحكًا أم باكيًا، كائنًا متهكمًا أم متعاطفًا، كائنًا ساخرًا أم متسامحًا، كائنًا كارهًا أم مُحِبًّا، كائنًا اجتماعيًّا أم تجمعيًّا، كائنًا متساميًا أم منحطًّا، كائنًا هازئًا أم متفهمًا، كائنًا ساديًّا أم رحيمًا، كائنًا فانيًا أم خالدًا، كائنًا أنانيًّا أم مضحيًا، كائنًا عارفًا أم جاهلاً، كائنًا عظيمًا أم تافهًا، كائنًا راقصًا ومغنيًا أم رصينًا وصامتًا، كائنًا متكبرًا أم متواضعًا، كائنًا طامعًا أم طامحًا، إلخ.

في غمرة هذا التساؤل، أجبت نفسي بأن الإنسان كائنٌ تجتمع في ذاته وفي كيانه جميع هذه الصفات، في سلبها أو إيجابها، بحيث إنها تشكِّل منه كائنًا متكثرًا، متعدد الوظائف النفسية المتصارعة في تنوعها والمتنازعة في ميولها. وعلمت أيضًا، إذ أدركت قيمة إجابتي، أن الإنسان كائن يكمن في عمقه "مركز موحِّد" unifying center، يدعوه بعض علماء نفس الأعماق "الأنا الموحِّدة" ويدعوه بعضُهم الآخر "الكيان" أو "الذات" Self، قادر على إحداث "تأليف" synthesis بين هذه الصفات والوظائف العديدة وعلى إقامة "تكامُل" integration أو توازُن وانسجام فيما بينها. وإذ فهمتُ أن القضية الإنسانية الرئيسية، النفسية والعقلية، تتناوب بين الانقسام والتجزئة الناتجين عن الكثرة المذكورة، من جهة، وبين الوحدة القائمة في عمق كيانه التي تدعوه إلى تحقيقها في "تأليف نفسي" psychosynthesis يعيده إلى كيانه البدئي، الأصلي والجوهري، من جهة أخرى، أدركتُ شدة الصراع القائم بين المركز الموحِّد والكثرة الموزِّعة.

في سبيل تجاوُز أيِّ غموض أو لبْس متصل بكلمة "الأنا"، أود أن أصرح قائلاً بأن "الأنا" – وهي مركز موحِّد لفاعليات النفس البشرية – هي الروح أو الكيان، وأن "الأنا" – وهي الوظيفة المركزية التي يدَّعيها كل قسم أو جزء أو نطاق – هي النفس المجزَّأة أيضًا، المنقسمة على ذاتها، المتصارعة في تناقضاتها والمتنازعة في انفعالاتها والفصامية في سلوكياتها.

ولما كنت أسعى إلى فهم حقيقة الأنا، في مركزيتها الموحِّدة في الكيان الواحد، كما في تشتُّتها الناتج عن تجميع التنازعات والتناقضات المحتدمة، فإنني أصرح بأن "الأنا"، كمركز موحِّد، تتجلَّى في الصفة أو الوظيفة الإنسانية التي نعبِّر عنها بمصطلح "الأنانة" (ابن عربي) والتي تعني، في نظرنا، معرفة النفس وتوحيد فاعلياتها. ففي هذه المعرفة، تتكامل الأقطاب النفسية المتقابلة العديدة أو تنسجم في فعل الوعي الذي هو حصيلة هذه المعرفة. أما الأنا المجسَّدة بالوظائف أو الصفات العديدة المتناقضة فإنها تنضوي تحت مصطلح "الأنانية" الذي يشير إلى عدم تحقيق الكيان الموحَّد، إلى تمزقه وانفصامه.

في هذه "الأنانية" يكمن جهلُ النفس؛ وفي هذا التمزق أو الانفصام تسود تعاسةُ النفس البشرية التي تصير نهبًا لاصطراع الرغبات والشهوات واحتدام صنوف التناقضات والانفعالات المتجمعة في مركز واحد اجتماعًا زائفًا، وذلك لأن "الأنانية" لم تعد مركزًا موحِّدًا في حقيقتها، بل مركزٌ "موحِّد" لصراع التناقضات والانفعالات، يصير الصفة أو الوظيفة التي تنزع إلى السيطرة على الصفات والوظائف الأخرى، أو إلى كبحها وكَبْتِها وإبقائها متجمعة، بحيث تُحدِث صراعًا عنيفًا في النفس الإنسانية، الأمر الذي يؤدي إلى بؤس الإنسان وشقائه. وهذه الأنانية، كمركز موحِّد، شبيهة بحجرة تضم عددًا من الطامعين والكارهين والمتكبرين والمستغلين والجهلة إلخ، بقدر ما تكون موحِّدة لهم بوجودهم معًا، تكون سببًا في تفجير نزاعاتهم وتناقضاتهم ومساوئهم، الأمر الذي يؤدي إلى تصارُعهم في قسوة وإلى تحريض انفعالاتهم المكبوتة. وهكذا نتصور الانبساطي المتطرف، المتجه بكلِّيته إلى خارج كيانه والمنفصم في أنانيته، يقول: قد يُضحِكني ما يقع خارجي، ويُبكيني ما يكمن في داخلي!

وإذ عدت إلى صياغة تساؤلي صياغةً أخرى، علمت أن إنسان "الأنانية" يعجز أن يكون مَرِحًا في داخله وخارجه، وبالتالي، تعصف به أعاصيرُ الآلام السلبية. وهذا يعني أن الأناني الكاره أو المستغل أو الطامع أو المتكبر أو الجاهل يعجز أن يكون مَرِحًا. وعلى غير ذلك، علمت أن إنسان "الأنانة" يستطيع أن يحقق مفهوم المرح، وبالتالي، أن يتألق بصحة نفسية رائعة تشير إلى توازن وظائفه النفسية. على هذا الأساس، أدركت أن الإنسان الذي يسعى إلى تحقيق مركزه الموحِّد، الذي هو الأنانة، هو الكائن الذي تقلَّصتْ صراعاتُه وتناقضاتُه الداخلية والخارجية إلى حدِّها الأدنى، أو تكاملتْ وظائفُه النفسية العديدة، هو الكائن المَرِح، المتميز بالبِشْر الداخلي المرتسم على وجهه، وبالسعادة التي قد تبلغ نطاق الغبطة. أما الإنسان الذي يقبع في ظلام تناقضاته وصراعاته النفسية، المنضوية تحت مصطلح "الأنانية"، فهو كائن يحرف مفهوم المَرَح إلى الصفات السلبية، المجسَّدة في التهكم والسادية واللَّذة والمزاح والضحك والنكتة اللاذعة، التي هي، برمَّتها، الأدوات المبتذلة المستعمَلة للسخرية والاستهزاء والتعبير الانفعالي وتفريغ نقاط الضعف المستترة وما شابه. وهكذا يطلق الأناني مخزون انفعالاته وصراعاته وتناقضاته الداخلية.

حقيقة المرح

أود، قبل أن أبحث في حقيقة المرح، أن أتكلم على نمطين رئيسين من أنماط الأمزجة البشرية التي استنبطها كارل يونغ، هما: النمط "الانبساطي" extravert والنمط "الانطوائي" introvert. فكما تدل الدراسات المتصلة بهذين النمطين، يمكن لنا أن نلخِّص تلخيصًا مبسطًا كلاًّ من "الانبساط" extraversion و"الانطواء" introversion كما يلي: "الانبساطي" هو الإنسان الذي ينصرف اهتمامُه إلى كلِّ ما يقع خارجه، و"الانطوائي" هو الإنسان الذي ينصرف اهتمامُه إلى ما يقع داخله.

وإذا ما أعدنا النظر لنتفهم واقع كلٍّ من الانبساطي والانطوائي، وجدنا أن الحدَّ الذي يفصل بينهما ليس أكثر من خيط رفيع يكاد ألا يُرى. فلو أننا وجَّهنا إلى الانبساطي السؤال التالي: هل تتمتع برفقة الآخرين، وتقيم علاقاتٍ اجتماعيةً ("تجمعية" بالأصح) معهم، وتتأقلم في سهولة معهم في كلِّ وضع وحالة أو في غالبية الأوضاع والحالات التي تواجهها؟ وهل تمنح ثقتك للآخرين وتنسجم معهم على نحو انفتاح، بحيث إنك تشاركهم الرأي وتتقبل تعاطفهم، وتتفهم سلوكهم، وتغض الطرف عما يقترفون، وتتجاوز عن زلات ألسنتهم؟ – لأجاب بـ"نعم". ولو أننا تابعنا التحدث إلى هذا الانبساطي، مركِّزين على جانب هام من شخصيته أو فرديته، هو عالمه الداخلي، وسألناه: هل تتمتع بصداقات حميمة وعلاقات صميمة تسمح لك بالبوح بأسرار نفسك ومشاعرك العزيزة على قلبك؟ هل أن عدد مَن تأتمنهم على خفايا عواطفك قليل أم كثير؟ هل أن سهولة لقائك مع الآخرين تشير إلى مفهوم الاجتماع الحقيقي أم إلى مفهوم التجمع الزائف؟ هل تؤسِّس علاقاتٍ حميمةً وصميمةً معهم؟ هل أن أحاديثك مع مَن تنفتح عليهم تحفل بالرصانة وعزة النفس والشعور بالكرامة والتطرق إلى القضايا الإنسانية، أم هي مجرد محادثات عادية تهيمن على اللقاءات التجمعية العابرة؟ – لأجابنا بشيء من التردد والامتعاض!

ندرك، ونحن نتفهم هذه التساؤلات، أن الانبساطي الذي يصرف اهتمامه إلى الخارج، يُحتمَل ألا يثق، كما ينبغي، بمن يحيطون به و"يتجمعون" معه، فيقيم صلاتٍ سريعةً معهم، بحيث إنه يعجز عن تأكيد ثقته بالآخرين أو توطيدها، ويُحجِم عن التصريح بعاطفة يكنُّها أو بفكرة رصينة يتبناها على نحو مبدأ. وقد دلَّتني خبرتي الذاتية والخبرة التي اقتبستُها من قراءاتي في هذا المجال أن مثل هذا الانبساطي قد يعاني من أزمات نفسية حادة إذا ما تعرَّض لصعوبة قاسية. ويعود السبب المؤدي إلى هذه الأزمات إلى أن الانبساطي قد يوغل في انبساطه، فيصبح انبساطيًّا متطرفًا، مجردًا من حياة داخلية متماسكة ومتكاملة. وفي المقابل، فإن الانبساطي الذي لا يتجاوز عتبة أو حدَّ الانفتاح الحقيقي لا يتعرَّض لمثل هذه الهزات النفسية المؤلمة.

ندرك الآن أن الانبساطي المتطرف يعاني، في قرارة نفسه، من إحباط شديد مستتر، أو من خيبة أمل مريرة خفية، أو من إحساس غير معلَن بالتفاهة. ففي اللحظة التي يدرك الانبساطي المتطرف واقع انبساطه الذي اعتراه الكثيرُ من الزيف والعبث والباطل واللاجدوى، يرتكس، كما يقول يونغ، إلى الطرف الأقصى لانبساطه، وهو الانطواء الشديد، الذي هو الطرف المقابل المغلق المؤدي إلى اضطرابات نفسية تُرَدُّ إلى الإحساس بالتفاهة وانعدام القيمة الناتج عن العيش في دوامة المظهر الكاذب. وفي سبيل فهم هذا الموضوع نقدم مثالين:

1. السارق أو المستغل الذي، في لحظة من لحظات يقظة وجدانه، يتأمل صادقًا في النتائج السيئة التي أوصلتْ إليها سرقتُه أو استغلالُه، ويرى بعمق بصيرةٍ واقعَ حاله، فيعلم أنه مظهر كاذب للحقيقة الإنسانية، يُحتمَل أن يرتكس إلى الطرف الأقصى، لتتَّجه أفكارُه إلى الزهد الزائف أو التنسك المتكلِّف أو إلى العبادة المقهورة المتسمة بكُرْه الحياة التي أساء إليها وبنبذ الدنيا التي حوِّلها إلى ساحة من الرغبات والشهوات؛ كما يُحتمَل أن يتولاه الإحساسُ بالإحباط والندم السلبي واحتقار الوجود الإنساني وتفاهة القيمة والمعنى، فينطوي على نفسه.

2. الفتاة التي تتعرَّض لخطأ ما، لتجد نفسها رهينة فعلتها، يُحتمَل أن تطرأ النزعةُ إلى الانتحار على بالها، أو تميل إلى الانعزال، فتنطوي على نفسها نتيجة لاهتمامها المفرط بعالم الخارج.

لما كان موضوعُنا يتركز في مفهوم المرح والصحة النفسية لدى الانبساطي أو الانبساطي المتطرف فإننا نسأل: هل كان انبساط الانبساطي، الذي نصفه بالانفتاح المزعوم على الآخرين وبالثقة التي أولاهم إياها وبسهولة المعاشرة والتغاضي عن أخطائهم وتفهُّم مواقفهم، انبساطًا حقيقيًّا (بمعنى التفاعل مع الآخرين) يدل على صحة نفسية وتوازن في الشخصية؟ وهل أن لقاءه مع الآخرين وانفتاحه عليهم دليل على "المرح" الذي يدَّعيه؟ أم أنه تصرُّف يستهلك مبدأ اللذة، الذي يجد قوامه في الضحك أو الابتسامة الساخرة، وحب النكتة اللاذعة والتهكم والمزاح المبطَّن بسادية مستترة؟ لما كان مبدأ اللذة لا يتصل، لا من قريب ولا من بعيد، بمفهوم المرح، فإن الانبساطي المتطرف، الذي يعجز عن تحقيق الصداقة، – وهي علاقة صميمة وحميمة وحقيقية مع الآخرين، – يتعرض لهزات نفسية يُحتمَل أن تدفع به إلى الجانب الآخر المتطرف، الذي هو الاضطراب المغلق، المعبَّر عنه بالخلل النفسي الذي يعرِّض التوازن القائم بين عالم الداخل وعالم الخارج لعدم الاستقرار. ويؤسفني أن أقول إن ما يسود العلاقاتِ القائمةَ بين الشباب (الشبان خاصة)، وكذلك بين العديد من الرجال والنساء، لا يخرج عن دائرة "التجمع" الذي يتصف بظاهر الاجتماع والغلو في الانبساط وبالاهتمام بالفردية المتجهة إلى الخارج، متواريًا خلف قناع مبدأ اللذة.

وإذ ألتفت إلى الانطوائي، لأركِّز انتباهي على ما تنطوي عليه دخيلتُه، أجد أن ما يعاني منه الانبساطي يُحتمَل أن ينسحب عليه بوجه أو بآخر. والحق هو أن المشكلة تزداد تعقيدًا نتيجةً لانحراف الانبساطي والانطوائي. فعلى الرغم من إقرار الانطوائي بعجزه عن إقامة علاقات وطيدة مع الآخرين، أو بعدم قدرته على التغلب على الصعوبات التي تواجهه حين يعمد إلى تأسيس هذه العلاقات، إلا أنه يحتفظ (أو يُحتمَل أن يحتفظ) بعمق العلاقة مع قلة من الأشخاص الذين اصطفاهم أصدقاء خُلَّصًا. ويعلن هذا الانطوائي أنه يتمتع بالعلاقة التي أنشأها على نحو صداقة مع عدد محدود من الناس وأنه يفرح وهو يحدثهم بمكنونات قلبه. وعلى غير ما يقع للانبساطي المتطرف، الذي يُحجِم عن التحدث عن كوامن نفسه خشيةَ أن يتعرض لاستهزاء أحدهم أو لاستخفافه بعاطفته، نجد الانطوائي الطبيعي أو السوي يصرِّح بسروره أو ببهجته إذ يبلِّغ أحد أصدقائه بما يكنُّه قلبُه من عاطفة وبما يملأ صدره من إحساس أو شعور. وهكذا يمكن لي أن أقول: يتميز كل من الانطوائي الطبيعي والانبساطي الطبيعي السويين بالمرح، بينما يخضع الانبساطي المتطرف لمفهوم التجمع، الذي يشير إلى اللذة المنطوية في التهكم والنكتة اللاَّذعة والضحك والمزاح. وإن ما ينطبق على الانبساطي المتطرف ينسحب كذلك على الانطوائي المتطرف.

إذ نبلغ هذا الحدَّ من البحث، نسعى إلى إقامة مقارنات ومتوازيات متغايرة بين المرح، من جهة، وبين التهكم والسخرية والضحك والمزاح والنكتة المريرة، من جهة أخرى.

المَـرَح

المرح والضحك

في السطور الأولى من هذا البحث، تساءلت إن كان الإنسان كائنًا ضاحكًا. ويُرَدُّ هذا التساؤلُ إلى الفكرة التي تراودني وإلى الدهشة .

التي تتولاَّني عندما أطرح على نفسي السؤالين التاليين:

1. هل يوجد كائن ضاحك غير الإنسان؟ وأعني: هل ثمة كائن غير الإنسان يتميز بصفة الضحك؟ وهل يضحك الحيوان كما يضحك الإنسان؟

2. كيف أفهم الضحك؟ ولماذا يضحك الإنسان؟

يقودني هذان السؤالان إلى دراسة الوجه الإنساني وتأمُّله. ولما كنت من القائلين بأن التكاملية أو التفاعلية الجسدية المتداخلة عناصرها والمترابطة لا تسمح بدراسة الجزء على حِدَة لسببين:

أ‌. وجود مركز موحِّد، أو كيان واحد، يضم أجزاء الجسم وأعضاءه بعضها إلى بعض ويلحمها في تكاملية أو وحدة،

ب‌. وعدم تأدية العضو أو الجزء لوظيفته تأديةً مستقلة بذاتها ولذاتها، – إذ هو يعمل لذاته وللأعضاء كلِّها ضمن الكيان الواحد،

جاز لي أن أضيف أن العضو المعزول عن الجسم ووحدته أو تكامله غير موجود. من هنا فإنني أسمح لنفسي – ولعلَّني أستطيع – أن أتأمل الوجه الإنساني، دون أن أعزله عن كلِّية الجسم؛ وأعني أن أصنِّف الجسم الإنساني تمثيليًّا إلى ثلاثة نطاقات رئيسية، سعيًا إلى توضيح ما أسعى إلى شرحه وإلى تقريب وجهة النظر هذه من الفهم والإدراك:

1. النطاق الأدنى، الذي يشتمل على المعدة وعضو التناسل وعضو التغوط (الشرج)، وهي الأعضاء التي تمثل الدوافع البيولوجية؛

2. النطاق الأوسط، الذي يشتمل على القلب والرئتين في الصدر، وهي تمثل الدوافع النفسية؛ و

3. النطاق الأعلى، الذي يشتمل على جبهة الرأس، حيث تمثل الجبهة الدوافع العقلية والمثالية.

وإذ أذكر هذه النطاقات الثلاثة، أكرر قولي إنني أهدف من هذا التصنيف أو التقسيم التمثيلي إلى توضيح الفكرة المتصلة بالضحك، وذلك لأنه صفة ظاهرة على الوجه، مضيفًا أن الجسم الإنساني لا يقبل التجزئة، لأن أعضاءه وأجزاءه تتفاعل تفاعلاً كليًّا موحِّدًا أو تكامليًّا.

لما كان الضحك سمةً ظاهرة على الوجه فإن اهتمامنا ينصبُّ على دراسته. وبالفعل،

يمكن لنا أن نقسم الوجه تقسيمًا تمثيليًّا إلى ثلاثة معالم أو مكوِّنات:

1. الجبهة، وهي القسم الأعلى المتمثل بالعقل: الدوافع العقلية والمثالية.

2. العينان والوجنتان، أو ذروتا الخدين، وهما القسم الأوسط، الممثَّل بالعواطف في حالة التوازن والانسجام وبالانفعالات في حالة فقدان التوازن والانسجام: الدوافع النفسية.

3. الشفتان والفكان والفم، وهي القسم الأدنى، الممثَّل بالدوافع البيولوجية التي تقبل الانحراف إلى بواعث وشهوات.

في سبيل توضيح ما ذكرتُ في الفقرة السابقة، أعتمد المثال الذي قدمه سقراط عن الجسم الإنساني، إذ شبَّهه بالمركبة التي تتألف من ثلاثة أقسام رئيسية:

1. الحوذي (السائق): يشير إلى العقل؛

2. الجياد: تشير إلى الدوافع؛ و

3. جسم المركبة: يشير إلى الجسم الإنساني.

يعتقد سقراط أن توازن الجسم الإنساني مرهون بالتوازن الحاصل بين السائق–العقل والجياد–الدوافع البيولوجية. فإذا ما اضطربت الجياد وجمحت، عمد السائق إلى لَجْمِها كي تمتنع عن الجموح، فتحافظ المركبةُ على توازنها وتتجنب خطر التحطم أو حدوث خطأ يعطل سيرها. وهكذا نستنتج من المثال الذي قدَّمه سقراط ما يلي: يتحقق توازن المركبة والحفاظ على وجودها في سلام وأمان في التوازن القائم بين السائق، الممثل بالعقل، والجياد، الممثلة بالدوافع البيولوجية.

ونستطيع أن نطبِّق المثال السقراطي على الجسم الإنساني على النحو التالي:

أ‌. تمثل الجبهة، التي ترمز إلى العقل، نطاقَ التفكير، وتُعادِل النطاقَ الأعلى.

ب‌. تمثل العينان والوجنتان العواطفَ، وتعادل المنطقةَ الوسطى التي يتركز فيها القلب والرئتان.

ت‌. تمثل الشفتان الرغباتِ والدوافعَ البيولوجية، وتعادل المنطقةَ الأدنى التي تتركز فيها المعدة والشرج وعضو التناسل.

في هذا التشبيه أو التمثيل نجد النتيجة التالية: يتحقق توازن الإنسان في توازن العقل مع الدوافع البيولوجية. لذا تشير العواطف – وهي الدوافع النفسية – إلى التوازن الحاصل بين العقل والدوافع البيولوجية، فيما تشير الانفعالات إلى انعدام هذا التوازن. على هذا الأساس، نستطيع أن نشاهد توازن العواطف في المنطقة الوسطى من الوجه. وعلى غير ذلك، نقول: ينعدم توازنُ العواطف في المنطقة الوسطى إذا فُقِدَ التوازنُ بين العقل والدوافع البيولوجية؛ وهكذا يمكن لنا أن نلاحظ عدم التوازن، المتمثل في الانفعالات، في هذه المنطقة ذاتها. وفي الواقع، نستطيع أن نستنتج ما يلي: يُعَدُّ الإنسانُ المتوازن في عواطفه، أي المتوازن في دوافعه البيولوجية بالتالي، إنسانًا استطاع أن يقيم توازنًا بين عقله ودوافعه البيولوجية، أي بين المنطقة العليا من الوجه والمنطقة الدنيا. ويُعَدُّ الإنسانُ الذي اختل توازنُه العاطفي واضطرب إنسانًا عجز عن إقامة توازن، في منطقة وجهه الوسطى، بين المنطقة العليا والمنطقة الدنيا. وهكذا تعبِّر المنطقةُ الوسطى من الوجه عن التوازن أو الاختلال العاطفيين. وفي هذه الحالة، قد تحمل الابتسامةُ الساخرة أو النظرةُ الكارهة أو المعبِّرة عن التكبر انفعالاً أشد من الضحك.

نستطيع، بعد هذا التمثيل التقريبي، أن نطرح السؤال التالي: في أية منطقة من مناطق الوجه الثلاث ينطلق الضحك؟ وفي عبارة أخرى، نسأل: أية منطقة في الوجه تضحك؟ تتركز الإجابة في التوضيح التالي: يخطئ الناس إذ يعتقدون أن الشفتين هما اللتان تفترَّان عن الابتسامة (يقال: افترَّت شفتاه أو شفتاها عن ابتسامة). فالحق أن الابتسامة لا تنبعث من الشفتين، بل من الوجنتين والعينين، إن كانت عاطفية أو انفعالية. أما الضحك فإنه ينطلق من الشفتين، من الفكين، من الفم، من المنطقة الأدنى من الوجه عمومًا. فإذا كانت المنطقة السفلى من الوجه تضحك، وكانت المنطقة الوسطى تبتسم، علمنا أن الضحك انفعال مشحون بالرغبات والشهوات التي هي الدوافع المنحرفة إلى انفعالات.

وهكذا يمكن لنا أن نقول: لا يُعَدُّ الضحكُ تعبيرًا عن المرح، وذلك لأنه ينطلق من المنطقة الأدنى في الوجه، مشيرًا إلى فقدان التوازن بين الدوافع البيولوجية التي تطغى على القوة العاقلة وتحُول دون تحقيق التوازن في الابتسامة المعبِّرة عن العواطف. وعندئذٍ، يظهر عدم التوازن في الضحك المشوب بالضغط النفسي أو في الابتسامة المعبِّرة عن انفعال. لذا يمكن لي أن أقول: إن انعدام التوازن بين العقل والدوافع البيولوجية لا يتمثل في الضحك وحده، بل يتعداه إلى الابتسامة التي تفتقر إلى العاطفة الصادقة.

المرح والتهكُّم

نجد في الفكر اليوناني الفلسفي نزعةً سفسطائية دُعِيَتْ بـ"الكلبية" cynicism؛ وقد كانت تلك النزعة الفلسفية تزعم أن

"السلوك الإنساني تهيمن عليه المصلحةُ الفردية". ولئن كان الكلبيون مجموعة من المؤمنين بأن "الفضيلة هي الخير الأوحد وجوهرها ضبط النفس"، لكنهم عُرِفوا بنزعتهم إلى التهكم والسخرية. ولما كانت هذه النزعة قد ربطت السلوكَ البشري بالمصلحة الفردية فإنها جعلت من التهكم الهازئ أداةً أو وسيلةً للتعبير عن موقفها الفكري.

ونستطيع أن نتلمس هذه النزعة التهكمية عند السفسطائي الكلبي الذي كان "يتظاهر بالجهل في أثناء المناقشة"، الأمر الذي يشير إلى الموقف الساخر من المتحدث. فإذا كان التهكم يشير إلى الموقف أو السلوك المتكبر والمتعالي، أي المغالي في ادعاء المعرفة واليقين حيال الآخرين، فإنه وثيق الصلة بالضحك – وهذا لأن التهكم أو السخرية من الآخرين أمرٌ يثير الضحك الذي يعبِّر عن موقف محقِّر لآرائهم أو عن سلوك هازئ من مستواهم الاجتماعي أو العقلي.

المرح واللَّذة

نستطيع أن نتحدث عن اللذة بمظاهرها العديدة. ومع ذلك، يتطلب موضوعُنا هذا البحثَ في مظهر خاص هو السادية الملحقة باللذة. فإن كنت "ألتذ" حين يبلِّغني أحدُهم خبر المأساة أو الكارثة أو الفاجعة أو الحادثة الأليمة التي ألمَّت بشخص أنافسُه أو أتنازع معه أو أُضمِر له الكره – وهو انفعال ناتج عن فقدان التوازن العاطفي في المحبة – فلا بدَّ أن تكون هذه اللَّذة قائمة في تعاسة غيري أو في تعذيبه وإيلامه. والحق هو أن هذه اللذة تنأى عن أن تكون سعادة. فإذا كان ألم غيري أو شقاؤه أو إخفاقه يلذ لي أو يجعلني أشمت فإنه يُضحِكني؛ ويكون ضحكي الشامت هذا مجردًا من ماهية المَرَح – وهذا لأن ضحكي الشامت، الناتج عما أصاب مَن أُضمِر له الكره من حادثة مؤلمة أو خسارة لحقت بعمله أو رفض لطلب تقدَّم به أو خيبة أمل في موضوع ما إلخ، يشير إلى العاقبة الوخيمة التي ستنجم عن الندم المرير الذي يعقب إعمال فكري وتحليلي النقدي لموقفي وسلوكي على المدى البعيد. بذا يرتبط الضحك، أو الابتسامة الساخرة والهازئة، باللذة المعبِّرة عن السادية.

المَـرَح

المرح والنكتة

تعتقد غالبية الناس أن "النكتة" ترويح عن النفس وسبيل يؤدي إلى المرح؛ ويُحتمَل أن تقيم علاقةً بين الانبساطي، المتفائل في ظاهره، وبين حبِّ النكتة. وإضافة إلى ذلك، يعتقد هؤلاء أن النكتة تعبير عن التفاؤل المَرِح. والحق أني لا أنكر التأثير الناتج عن النكتة في نطاق المتعة. وفي هذا السياق، لا تُعَدُّ المتعةُ مُعادِلةً للمرح أو مساويةً له. فإذا ما تعمَّقنا في أساس مفهوم النكتة، وجدنا أنها تتجه إلى الضعف الذي تعتبره كامنًا أو قائمًا في الآخر الذي نوجِّه ملاحظتنا أو تعليقنا الانفعالي إلى ضعفه أو صفته الجسمانية الغالبة. فالإنسان الذي يتميز بقامة أقصر أو أطول وأنحف من قامة غيره يتعرَّض لنكتة تتعلق بقصر قامته أو بطولها النحيف، هي نكتة تحمل المتعة التي تجعلنا نضحك ونحن نهزأ خُلسةً من قصر القامة أو طولها النحيف، فيما يعاني صاحب القامة القصيرة أو الطويلة النحيفة من ألم سلبي دفين.

هكذا ندرك أن النكتة اللاذعة تتجه، في تضاعيفها، إلى إبراز النقص المزعوم أو الضعف الذي يستدعي المتعة المقصودة من الضحك – هذه المتعة التي نرفضها، مع الضحك المصاحب لها، إذا ما وُجِّهَتْ إلى شخصيتنا أو فرديتنا. وبالإضافة إلى ذلك، تعبِّر النكتة عن واقع يُحتمَل أن يرفضه المرءُ ولا يستطيع أن يجهر به إلا من خلال النكتة في النطاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعقائدية إلخ. والحق هو أن هذه الأنواع العديدة من النكتة، ضمن أصعدتها المتنوعة، تُضحِكنا بقدر ما تُبكينا أو تؤلمنا. فهي تحمل في ثناياها المرارةَ المتمثلةَ في المتعة والإحساس بالمأساة في آنٍ واحد، وتتصف بالرفض المُعلَن لقالب الواقع المقبول به ظاهريًّا. وهكذا لا نستطيع أن نجد علاقةً مباشرة بين إطلاق النكتة والمرح.

المرح والمزاح

يُعَدُّ المزاح تفريغًا لما يعتمل في داخل الإنسان من انفعالات تتجه إلى الآخر لتصيبه بوجه أو بآخر. وكما يشير الواقع، يقترن المزاح بسوء الفهم، ويؤدي، في النهاية، إلى الخصومة والعداء أو النفور والإقصاء. فعلى المدى البعيد – ويُحتمَل أن يكون المدى الزمني قريبًا – يجد الشخص الذي يُمارَس عليه المزاحُ أنه أصيب في عمقه؛ وهذا يعني أن المزاح قد آلمه في صميم كيانه، إذ يدرك أن زميله المازح حاول أن ينتقص من قيمة إنسانية شعوره أو إحساسه أو عاطفته على المستوى النفسي، ومن أهميته على المستوى الفردي، وأن يحطَّ من شأن عمله أو انتمائه الاجتماعي أو الفئوي. وهكذا نعلم أن المزاح ينتهي إلى الخصومة والعداء، لأنه يصيب الشخصية على المدى البعيد بأسهُم الانتقاد المبطَّن.

وعلى غير ذلك، يؤدي المرح إلى الطمأنينة الداخلية الناتجة عن الشعور بإخلاص الآخر، ويُحدِث الانتعاش في قلب الإنسان، ويجعله يشعر بالقيمة من خلال الكلمة الناعمة، العسلية (لا "المعسولة")، والأسلوب الشائق الذي يرفع من شأن الآخر، والملاطفة التي تخلو من المجاملة الزائفة – وهي، إن تضمنت شيئًا من المجاملة، فلتكون ناعمة، رقيقة، تغمر الآخر بشعور متألق من البهجة والسرور.

نستطيع، وقد بلغنا هذا الحدَّ من البحث، أن نقول: يتلازم المرح مع البِشْر والإحساس الحقيقي بالسعادة التي تبلغ نطاق الغبطة. ويُرَدُّ هذا البِشْر والشعور بالسعادة الممتدة إلى الغبطة إلى الموقف الشمولي أو النظرة الشمولية التي يتبناها الإنسان حيال المجتمع والوجود والكون، وإلى اتساع أفق الوعي. لذا يُعَدُّ المَرَحُ فلسفةً حقيقية، حكمة، تشير إلى شعور الإنسان بقيمة وجوده الأرضي، وبعظمة وجوده الكوني، وبسموِّه أو تساميه عن كلِّ ما يمكن له أن يحطَّ من قيمته أو عظمته هذه أو من المعنى الذي يمتلئ به وجودُه، عن كلِّ ما يُشرِطُه ويقيِّده بأنواع التفاهة القائمة في المعيشة المبتذلة. وإذا ما حقق الإنسانُ هذا الشعور بالملء والقيمة والمعنى، جعل من المرح – وهو الاستبشار العميق بالكينونة والرجاء الكامل بالوجود – الأسلوبَ الواضح الذي ينقل إلى الآخرين، من خلاله، محبة العالم وغبطة الوجود. وفي مرحه هذا، وبِشْره هذا، وسعادته هذه، نقرأ التعبير الكامل عن الامتلاء المرتسم على وجهه، بأقسامه كلِّها، الذي يطفح بالابتسامة العاطفية، الخالية من الانفعال، المتألقة بتوازن نفسي لا يسمح للرغبات بالظهور على مستوى الوعي، وبالابتسامة الضاحكة عِبْرَ ألق الشعور الراقي والسامي، وبالعبارة الحاملة لأسمى آيات التقدير للآخر الذي يكون في حاجة ماسة إلى سماعها، وبالنظرة المشرقة، المعبِّرة عن البِشْر والتعاطف والمحبة، وبالشفتين الملتحمتين مع الوجنتين المبتسمتين والمضيئتين بالعاطفة النبيلة.

هكذا يكون المرح فعلاً نفسيًّا راقيًا وتفكيرًا متأملاً حكيمًا يرفع مستوى الفاعليات والوظائف العديدة إلى التوازن النفسي، الذي يتجلَّى في المنطقة الوسطى من الوجه، ويمتد إشعاعُه إلى الأقسام الثلاثة، لتعبِّر عن السعادة الداخلية والغبطة الحقيقية. أما الضحك الظاهر في المنطقة الأدنى من الوجه، المُحتجَز ضمن نطاقها، فليس أكثر من تجسيد لتجزئة الفاعليات والوظائف العديدة، الحاصلة في فقدان التوازن النفسي واحتدام الصراع الداخلي الذي يؤدي بالإنسان إلى "الضحك" من مأساة وجوده التي يغلِّفها بالمظهر الزائف للمتعة، الأمر الذي يجعله يضع نفسه أمامه ليسخر منها بعد أن يكون قد جسَّد هذه السخرية في الآخر.

المرح والعلاج النفسي

تشير هذه الدراسة إلى أن الصحة النفسية لا تتحقق إلا في المرح الذي يتمثل في السعادة دون اللذة، في البهجة دون المتعة، – البهجة التي تتجلَّى في البِشْر الذي يرتسم على كلِّية الوجه، – وفي النظرة الشمولية إلى الوجود، وفي الشعور بالقيمة والمعنى. وبكلمة وجيزة، يشير المرح المحقَّق بالصحة النفسية إلى التوازن الداخلي والخارجي، أي إلى إحداث تكامُل وتوافُق بين الوظائف النفسية العديدة التي تتقابل أو تتعارض تعارضًا ظاهريًّا.

وإذا كان هذا التفسير يحظى بنسبة كبرى من الصواب، كان للمرح علاقة بما يُدعى "العلاج النفسي" psychotherapy. وإذا كان الانطوائي والانبساطي المتطرفان يعانيان من كبت أو كبح لعواطفهما أو دوافعهما، أو لبعضها، كبتًا أو كبحًا يطيح بتوازنهما النفسي، كان المرح كفيلاً بتلطيف هذا الكبت وهذا الكبح، أو بتحرير عواطفهما ودوافعهما المنحرفة إلى انفعالات ورغبات من تسلط الكبح أو الكبت أو التوتر أو الاكتئاب أو التفكير المتصلب المتطرف.

وهكذا نرى أن المرح سبيل إلى تحرير الأفراد الذين يشعرون بالاغتراب الناتج عن تعويق داخليٍّ أو خارجي، أو عن تضييق للمساحة التي تتطلبها حياتُهم النفسية، بمعنى الافتقار إلى التحمل وعدم القدرة على الانفتاح العقلي والقلبي أو على التعبير عما يكنُّونه في أعماقهم حقًّا.


العلاقة بين اسم الشخص ومدى نجاحه في الحياة

المرونة في اكتساب الأفكار وترويجها

«الفشل».. دافع نحو النجاح

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)