• عدد المراجعات :
  • 1983
  • 6/24/2008
  • تاريخ :

التمثيل السابع و العشرون :لقمان الحکيم
 القران الکريم

( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالاََرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ *فَلا تَضْرِبُوا للهِ الاََمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَىْءٍ وَمن رَزَقْناهُ مِنّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَستَوون الحمدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون ). (1)

تفسير الآيات

ندّد سبحانه بعمل المشركين الذين يعبدون غير الله سبحانه، بأنّ معبوداتهم لا تملك لهم رزقاً ولا نفعاً ولا ضراً، فكيف يعبدونها مع أنّها أشبه بجماد لا يرجى منها الخير والشر، وإنّما العبادة للاِله الرازق المعطى المجيب للدعوة ؟

هذا هو المفهوم من الآية الاَُولى.

ثمّ إنّه سبحانه يمثّل لمعبود المشركين والمعبود الحق بالتمثيل التالي:

افرض مملوكاً لا يقدر على شيء ولا يملك شيئاً حتى نفسه، فهو بتمام معنى الكلمة مظهر الفقر والحاجة، ومالكاً يملك الرزق ويقدر على التصرف فيه، فيتصرف في ماله كيف شاء وينعم كيف شاء. فهل هذان متساويان؟ كلاّ.

وعلى ضوء ذلك تمثّل معبوداتهم الكاذبة مثل العبد الرق المملوك غير المالك لشىء، ومثله سبحانه كمثل المالك للنعمة الباذل لها المتصرف فيها كيف شاء.

وذلك لاَنّ صفة الوجود الاِمكاني ـ أي ما سوى الله ـ نفس الفقر والحاجة لا يملك شيئاً ولا يستطيع على شيء.

وأمّا الله سبحانه فهو المحمود بكلّ حمد والمنعم لكلّ شيء، فهو المالك للخلق والرزق والرحمة والمغفرة والاِحسان والاِنعام، فله كلّ ثناء جميل، فهو الربّ ودونه هو المربوب، فأيّهما يصلح للخضوع والعبادة؟

ويدل على ما ذكرنا انّه سبحانه حصر الحمد لنفسه، وقال: الحمد لله أي لا لغيره، فالحمد والثناء ليس إلاّ لله سبحانه، و مع ذلك نرى صحة حمد الآخرين بأفعالهم المحمودة الاختيارية، فنحمد المعطي بعطائه والمعلم لتعليمه والوالد لما يقوم به في تربية أولاده.

وكيفية الجمع انّ حمد هوَلاء تحميد مجازى، لاَنّ ما بذله المنعم أو المعلم أو الوالد لم يكن مالكاً له، وإنّما يملكه سبحانه فهو أقدرهم على هذه الاَعمال، فحمد هوَلاء يرجع إلى حمده وثنائه سبحانه، ولذلك صح أن نقول: إنّ الحمد منحصر بالله لا بغيره.ولذلك يقول سبحانه في تلك الآية: ( وَالحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون ) أي الشكر لله على نعمه، يقول الطبرسي: وفيه إشارة إلى أنّ النعم كلّها منه. (2)

------------------------------------------------

الهوامش:

1 ـ النحل:73ـ 75.

2 ـ مجمع البيان:3|375.


التمثيل السادس والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل الخامس والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل الرابع والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل الثالث والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل الثاني والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل الواحد والعشرون :لقمان الحکيم

التمثيل العشرون :لقمان الحکيم

التمثيل التاسع عشر :لقمان الحکيم

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)