التمثيل الثاني والعشرون :لقمان الحکيم
( مَثَلُ الّذِينَ كَفَرُوا بِرَبّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرّيحُ في يَوْمٍ عَاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلى شَىءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيد ). (1)
تفسير الآية
"العصف" :شدة الريح، يوم عاصف أي شديد الريح ،وإنّما جعل العصف صفة لليوم مع أنّه صفة للريح لاَجل المبالغة، وكأنّ عصف الريح صار بمنزلة جعل اليوم عاصفاً، كما يقال: ليل غائم ويوم ماطر.
انّه سبحانه يشبّه عمل الكافرين في عدم الانتفاع به برماد في مهب الريح العاصف، فكما لا يقدر أحد على جمع ذلك الرماد المتفرق، فكذلك هوَلاء الكفار لا يقدرون مما كسبوا على شيء فلا ينتفعون بأعمالهم البتة.
وقال سبحانه في آية أُخرى: ( وَقَدِمْنَا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً ). (2)
والمراد من أعمالهم ما يعد صالحاً في نظر العرف كصلة الاَرحام وعتق
الرقاب وفداء الاَُسارى وإغاثة الملهوفين، لاَنّهم بنوا أعمالهم على غير معرفة الله والاِيمان به فلا يستحقون شيئاً عليه.
وأمّا الاَعمال التي تعد من المعاصي الموبقة، فهي خارجة عن مصبّ الآية لوضوح حكمها.والآية دليل على أنّ الكافر لا يثاب بأعماله الصالحة يوم القيامة إذا أتى بها لغير وجه الله .
نعم لو أتى بها طلباً لرضاه ورضوانه فلا غرو في أن يثاب به ويكون سبباً لتخفيف العذاب.
الهوامش:
1 ـ إبراهيم:18.
2 ـ الفرقان:23
التمثيل الواحد والعشرون :لقمان الحکيم
التمثيل العشرون :لقمان الحکيم
التمثيل التاسع عشر :لقمان الحکيم
التمثيل الثامن عشر :لقمان الحکيم
التمثيل السابع عشر :لقمان الحکيم