علم الإمام العسكري ( عليه السلام ) و عبادته
علم الإمام
عاش الإمام العسكري ( عليه السلام ) في القرن الثالث الهجري ، وهو قرن كانت المدارس الفكرية قد اكتملت فيه شخصيتها ، خصوصاً في مجال الفقه ومذاهبه ، والتفسير والكلام واصول الفقه ، والفلسفة والحديث وغيرها .
وقد تحددت معالم مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) من خلال النشاطات العلميّة للإمام العسكري ( عليه السلام ) إذ قام بإعداد ثلة من الرواة والتلاميذ ، وما قام به من مراسلات ومحاورات واجوبة على المسائل المختلفة ، وما روى من أحاديث ، وبث من علوم ومعارف ، فقد نقلت عنه ( عليه السلام ) ذلك كتب الاحاديث والتفسير ، والمناظرة وعلم الكلام وغيرها .
عبادة الإمام
لا شك أن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) هم قدوة الامة في العبادة ، والإخلاص لله عزّوجل ، وواضح أن من أبرز العناصر المقوّمة للإمامة هو عنصر الإخلاص لله سبحانه ، والتعلق به دون سواه ، وإن من أبرز معالم هذا الإخلاص والعبودية لله في حياة البشرية ، هو العبادة والتسليم لإمر الله سبحانه .
وقد ورد في كثير من الروايات التي وصلتنا أنها تتحدث عن عبادة الإمام العسكري ( عليه السلام ) كما تحدثت عن عبادة آبائه ( عليهم السلام ) ، ومن أهمها ، الروايات التي تحدثت عن عبادته ( عليه السلام ) وكيفية تعلقه بالله عزّوجلّ حتى عندما كان في السجن .
وفي الحقيقة ان هذه الصورة تعيد الى الاذهان صورة جدّه الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) عندما كان في سجن هارون الرشيد ، وهو يقول : ( إني دعوت الله أن يفرغني للعبادة ففعل ) .
وقد روي عن الإمام العسكري ( عليه السلام ) عندما أودع السجن أيام الحكم العباسي ، أنّه كان يصوم نهاره ويقوم ليله ، لا يتكلم ولا يتشاغل بغير عبادة الله سبحانه .