• عدد المراجعات :
  • 7785
  • 2/18/2008
  • تاريخ :

الشاعر أبو نؤاس ( رحمه الله )

زهرة

( 145 هـ ـ 199 هـ )

اسمه ونسبه :

الشاعر الحسن بن هاني بن عبد الأوّل بن الصباح بن عبد الله بن الجرّاح .

ولادته :

ولد الشاعر أبو نؤاس عام 145 ه‍ بمدينة الأهواز أو البصرة .

نشأته :

تعلّم في البصرة ، وحفظ القران الكريم ، ودخل البادية وخالط أعرابها ، فاستقام لسانه وقوي بيانه ، ويعدّ من أكبر شعراء العصر العباسي .

فقيه غلب عليه الشعر :

هو في طليعة الشعراء المحدّثين ، بل هو مقدّم على جميعهم بشهادة جماعات من أكابر العلماء والأُدباء وفحول الشعراء ، فجعله أشعر الناس ، وهو أكثر المحدّثين تفنّناً ، وأبدعهم خيالاً مع رقّة لفظ وبديع معنى ، وهو شاعر مطبوع ، برز في كلّ فنّ من فنون الشعر .

شعره في أهل البيت ( عليهم السلام ) :

كان أبو نؤاس شيعياً ، لذا نظم أبياتاً في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وخاصّة في الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، فقد روي أنّه دخل على المأمون فقال له : يا أبا نؤاس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا منّي ، وما أكرمته به ، فلماذا أخّرت

مدحه ، وأنت شاعر زمانك ، وقريع دهرك ؟ فأنشأ يقول :

 

قيل لي أنت أوحد الناس طـرّاً
في فنون من الكلام النبيـه
لك مـن جوهـر الكلام بديـع
يثمر الدرّ في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أهتـدي لمـدح إمـام
كان جبريـل خادماً لأبيه

 

وقال في أهل البيت ( عليهم السلام ) :

 

مطهّرون نقيّـات جيوبهـم
تتلى الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علوياً حين تنسبه
فما له في قديم الدهر مفتخـر
والله لمّـا برى خلقاً فأتقنـه
صفاكم واصطفاكم أيّها البشـر
فأنتم الملا الأعلى وعندكـم
علم الكتاب وما جاءت به السور

 

روي أنّه لمّا أنشدها قال له الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( قد جئتنا بأبيات ما سبقك أحد إليها ، يا غلام هل معك من نفقتنا شيء ) ؟ فقال : ثلاثمائة دينار ، فقال ( عليه السلام ) : ( أعطها إيّاه ) ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( يا غلام سق إليه البغلة ) .

أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :

1ـ قال الشيخ أبو علي الحائري في منتهى المقال : وأمّا الحكايات المتضمّنة لذمّه فكثيرة ، لكن غير مسندة إلى كتاب يستند إليه ، أو ناقل يعوّل عليه ، وكيف كان هو من خلّص المحبّين لهم ( عليهم السلام ) ، والمادحين إيّاهم .

2ـ قال ابن منظور صاحب لسان العرب : أنّ أغلب ما ينسب إلى أبي نؤاس من المجون والخلاعة كذب ملفّق لا تصحّ نسبته إليه بحجج ناصعة وأدلّة واضحة ، وممّا يشهد بذلك استماع كبار الأئمّة لأشعاره المختلفة .

3ـ قال الإمام أبو عبيدة اللغوي : المشهور كان أبو نواس للمحدّثين مثل امرئ القيس للمتقدّمين .

وفاته :

توفّي الشاعر أبو نؤاس ( رحمه الله ) عام 198 أو 199 ه‍ بالعاصمة بغداد ، ودفن فيها .

الشاعر أبو نؤاس

ينظم في توحيد الله

 

تأمّل في نبات الأرض وانظر
إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات
وأزهار كما الذهب السبيك
على قضب الزبر جد شاهدات
بأنّ الله ليس له شريك

 

الشاعر أبو نؤاس

ينظم في غدير خم

 

قام النبي بها يوم الغدير لهم
والله يشهد والأملاك والأُمم
حتّى إذا أنكر الشيخان صاحبها
باتت تنازعها الذئبان والرخم
وصيّرت بينهم شورى كأنّهم
لا يعلمون ولاة الأمر أين هُم
تالله ما جهل الأقوام موضعها
لكنّهم ستروا وجه الذي علموا

 

الشاعر أبو نؤاس

ينظم في مدح الإمام الرضا ( عليه السلام )

 

أبصرتك العين من غير ريبة
وعارض فيه الشكّ أثبتك القلب
ولو أن ركباً أمموك لقادهم
نسيمك حتّى يستدل بك الركب
جعلتك حسبي في أُموري كلّها
وما خاب من أضحى وأنت له حسب

 

وقال :

 

قيل لي أنت أوحد الناس طرّاً
في فنون من الكلام النبيه
لك من جوهر الكلام بديع
يثمر الدرّ في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمام
كان جبريل خادماً لأبيه

  

الشاعر أبو نؤاس

ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )

 

قيل لي قل لعلي مدحاً
ذكره يخمد ناراً موصده
قلت لا أقدم في مدح امرء
حار ذو اللب إلى أن عبده
والنبي المصطفى قال لنا
ليلة المعراج لما صعده
وضع الله على ظهري يداً
فأحسّ القلب إن قد برده
وعلي واضع أقدامه
في محلّ وضع الله يده

 

الشاعر أبو نؤاس

ينظم في مدح أهل البيت ( عليهم السلام )

 

يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم
أدعوك ربّ كما أمرت تضرّعاً
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
إن كان لا يرجوك إلاّ محسن
فمن الذي يرجو ويدعو المجرم
مالي إليك وسيلة إلاّ الرجا
وجميل ظنّي ثمّ إنّي مسلم
مستمسّكاً بمحمّد وبآله
ان الموفق من بهم يستعصم
ثمّ الشفاعة من نبيّك أحمد
ثمّ الحماية من علي أعلم
ثمّ الحسين وبعده أولاده
ساداتنا حتّى الإمام المكتم
سادات حرّ ملجأ مستعصم
بهم ألوذ فذاك حصن محمكم

 

الشاعر أبو نؤاس

ينظم في مدح أهل البيت ( عليهم السلام )

 

مطهّرون نقيّات ثيابهم
تجري الصلاة عليهم أين ما ذكروا
من لم يكن علوياً حين تنسبه
فما له من قديم الذكر من مفتخر
وأنتم الملأ الأعلى وعندكم
علم الكتاب وما جاءت به السور

 

وقال :

 

من كان في الحشر له شافع
فليس لي في الحشر من شافع
سوى النبي المصطفى أحمد
ثم المزكي الخاشع الراكع

 

وقال :

 

فهو الذي قدّم الله العلي له
أن لا يكون له في فضله اثان
فهو الذي امتحن الله القلوب به
عما تجمجمن من كفر وإيمان
وأن قوماً رجوا إبطال حقّكم
أمسوا من الله في سخط وعصيان
لن يدفعوا حقّكم إلاّ بدفعهم
ما انزل الله من آي وقرآن
فقلّدوها لأهل البيت إنّهم
صنو النبي وأنتم غير صنوان

 


تكملة الإمام الرضا ( عليه السلام ) لقصيدة دعبل الخزاعي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)