• عدد المراجعات :
  • 5233
  • 1/9/2008
  • تاريخ :

دفن الإمام الحسين ( عليه السلام ) وباقي شُهَداء الطف

لإمام الحسين ( عليه السلام )

بقيت الجُثث الزاكيات مطرَّحة في ميدان المعركة ، فَهُنا يربض جسد الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وهناك يمتدُّ جثمان أخيه أبي الفضل العباس ( عليه السلام ) .

وهنا تتحلَّق نجوم من أجساد آل أبي طالب ، وترقد جثمان كواكب الأنصار ، فهم متناثرون يملئُون أرض المعركة ، فكانت بهم سماء ، وكانوا فيها أنجماً .

ومَضى ركب السبايا وغاب في الصحراء ، وبقي خيال الشعراء يرسم بقوافيه لوحة الطف الحمراء ، ويفيض بمشاعر الحزن واللَّوعة ، ويذكي روح الكِفاح والثورة .

ولنستمع هنا إلى ما يقوله أحد الشعراء حول مصرع سيد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) :

جَاءُوا بِرأسِكَ يَا ابنَ بِنْت مُحمَّدٍ
مُترَمِّلاً بِدمِائِهِ تَرمِيلا
وَكأنَّما بِكَ يَا ابْنَ بِنتِ مُحمَّدٍ
قَتلوا جِهَاراً عَامِدينَ رَسُولا
قَتَلوكَ عَطْشاناً وَلمَّا يَرقَبُوا
في قَتْلِكَ التأويلَ والتنْزيلا
وَيُكبِّرونَ بِأنْ قُتلْتَ وإنَّما
قَتلوا بِكَ التكبيرَ والتَّهليلا

لنترك الشعر والشعراء ، ونذهب إلى رجال قبيلة بني أسد ، وهي القبيلة التي وقعت معركة الطف بالقرب منها .

فقد خرج رجالها يتفحَّصون القتلى ، ويتتبَّعون أنباء الواقعة بعد رحيل جيش عمر بن سعد ، حيث بقيت جثث الشهداء مطرَّحه في مصارعها ثلاثة أيام ، تَنْتابُها الوحوش ، وتلفحُها حَرارة الشمس المحرقة .

وقد روى الشيخ المفيد حول ذلك وقال : توجَّه رجال بني أسد وكانوا نزولاً بالغاضرية إلى الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه ، فَصلّوا عليهم ، ودفنوا الحسين ( عليه السلام ) حَيثُ قبره الآن ، ودفنوا ابنه علي بن الحسين ( عليه السلام ) عند رجله .

وحفروا للشهَداء من أهل بيته وأصحابه ، الذين صُرعوا حوله ، مما يلي رجلي الحسين ( عليه السلام ) .

فجمعوهم ودفنوهم جميعاً معاً ، ودفنوا العبَّاس بن علي ( عليهما السلام ) في موضعه الذي قُتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن ( الإرشاد : 243 ) .

وهكذا ربض الجسد الشريف للإمام الحسين ( عليه السلام ) على مقربة من نهر الفرات ، في أرض كربلاء ، عَلَماً تهوي إليه الأفئدة ، ومناراً ينير الدرب للثوَّار .

فالتحق الإمام الحسين ( عليه السلام ) بالشهداء والصدِّيقين ، والصالحين والنبيِّين ، وحَسُن أولئكَ رَفيقاً .


شهادة الإمام الحسن ( ع ) ودفنه

مقتله

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)