الحرم الرضوي يتعرض للاعتداء الاجنبي
في عام 1330 هـ ق المصادف 1912م تعرض الحرم الرضوي الشريف لعدوان روسي مسلح بذريعة الحفاظ على ارواح الرعايا الروس في مشهد و اعادة الامن و النظام للمدينة و ذلك في خطوة قصد منها دعم محمد علي شاه و الحفاظ على المصالح الروسية في ايران، و خلال هذا العدوان تعرض الضريح المقدس للامام الرضا (ع) لقصف المدفعية الروسية، الا ان التخريب الذي اصاب الضريح و بعض الابنية العائدة له تم اصلاحه بسرعة بفعل جهود و تبرعات الاخيار و المحسنين. اما بعد الحكم القاجاري، فقد استمرت عمليات توسيع الروضة الرضوية، و بلغت هدايا اهل البر و الاحسان مبالغ طائلة مما سهل عمليات التوسيع هذه بصورة ملموسة. على انه و بعد قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979 اصبحت الروضة الرضوية و المنطقة المحيطة بها تحظى بمشاريع عمرانية و خدمية واسعة النطاق حيث تم في السنوات الاخيرة شق نفق دائري حول الحرم الرضوي و يتصل بالشوارع المحيطه به لتسهل حركه المرور و الوصول اليه كما تم بناء جامعة للعلوم الاسلامية اضافة إلى بناء مكتبة ضخمة و متحف و مستوصف و عدة اروقه اخرى، و كل هذا الاهتمام استهدف استيعاب الأعداد الضخمة من زوار ضريح الامام الرضا (ع) الذين يبلغ عددهم في بعض المناسبات المليوني زائر.
المكتبة الرضوية العامة:
لا توجد لدى المحققين معلومات دقيقة حول التاريخ تأسيس المكتبة الرضوية رغم ان هذه المكتبة تحتفظ بكتب نفيسة و مخطوطات و نسخ من القرآن الكريم يعود تاريخها للقرنين الرابع و الخامس الهجريين، غير ان الشيء المؤكد هو ان المكتبة الرضوية كانت موجودة في القرن التاسع الهجري و كان يطلق عليها آنذاك (خزانه الكتب)، حيث توجد الآن العديد من الكتب الموقوفة و المهداة إلى خزانة الكتب و التي يعود تاريخها إلى بدايات القرن التاسع. و لكن بعد تعرض خراسان لهجوم الاوزبك، تعرضت المكتبة الرضوية إلى أضرار فادحة مما دعا الشاه عباس الصفوي إلى اعادة تنظيمها.
و خلال العهدين الصفوي و القاجاري شهدت المكتبة رعاية ملموسة و بناء المكتبة الحالية تم افتتاحه في عام 1975 و يتألف من خمسة طوابق مجهزة بأحدث وسائل حفظ الكتب. و وفقاً لاحصاء عام 1986 فان المكتبه الرضوية تضم اكثر من 200 ألف كتاب الاّ ان هذا العدد ارتفع خلال السنوات العشرة الاخيرة إلى نصف مليون كتاب.
كما تضم المكتبة الرضوية اكثر من 15 ألف كتاب مخطوط و حوالي 2300 نسخة قرآنية نفيسة يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الف عام مضى. و في نفس بناية المكتبة الرضوية يوجد المتحف الرضوي الذي يحرص زوار الامام (ع) عادة على زيارته ايضاً لما يحتويه من آثار تاريخية متنوعة كالمسكوكات القديمة و السجاد الايراني الشهير و المجوهرات و المزهريات و السيوف و ادوات الحرب التي يرجع تاريخها إلى ما قبل الاسلام و بعده.
و إلى جانب ما تمت الاشارة اليه من الاقسام و المؤسسات، فان الحرم يشتمل حالياً على جامعة للعلوم الاسلامية تم افتتاحها بعد انتصار الثورة الاسلامية و تتألف من 22 فصلاً دراسياً و 250 غرفة لاقامة الطلاب و تتوفر في هذه الجامعة التي تبلغ مساحتها 22 ألف متر مربع مختلف الخدمات التي يحتاجها طالب العلوم الاسلامية.
و من المؤسسات التابعة للحرم الرضوي التي افتتحت بعد الثورة هي مؤسسة التحقيقات الاسلامية المعنية بشؤون التحقيقات و الدراسات الاسلامية و باصدار الكتب و المجلات بمختلف اللغات لاسيما الفارسية و الانكليزية و العربية.
مرقد الإمام الرضا(ع)
صحون الحرم الرضوي الشريف
الإشعاع الثقافي والعلمي للروضة الرضوية
النشاطات الاجتماعية والتجارية في مشهد
الحرم الرضوي.. صرح حضاري على مر العصور
مشهد المقدسة..الموقع والتأسيس(1)
مشهد المقدسة..معالمها القديمة والحديثة(2)
مشهد..من ذاكرة التاريخ(3)