• عدد المراجعات :
  • 7877
  • 4/24/2007
  • تاريخ :

وقفة قرآنية تحليلية مع عقد الموت

وقفة قرآنية تحليلية مع عقد الموت

(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد)

إن فكرة الموت هي في ضمير وشعور وتفكير وتصرف كل منّا سواء كان ذلك بصورة واعية، أو غير واعية. هي كذلك منذ الولادة وحتى اسلام الروح. ولقد أشارت الآية الكريمة التالية إلى عقدة الموت عند الانسان (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد).

فكل مخلوق حي، بفعل آليات تكوينه، أو ما يسمونه بغرائز حفظ الذات والدفاع عن الحياة، يحيد من الموت ويكرهه بل ويفر منه (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) ، (الجمعة/ 8).

وما لم يجد الانسان حلاً منطقياً عقلانياً لفكرة الموت، فإنها ستتحول وتتجذر في أعماق شعوره إلى عقدة مرضية، هي من أهم وأصعب العقد النفسية المسيطرة على انفعالاته وتصرفاته، والمصدر الأول لأكثر العوارض النفسية العصابية والذهانية واضطرابات الشخصية وفي طليعتها القلق والخوف المرضي.

ولقد حاولت جميع المدارس الفكرية، من فلسفية واجتماعية ونفسية تحليلية أن تفتش عن حل لعقد الانسان: سبب مرضه وتعاسته، وتجاهلت، ربما عن قصد، عقدة الموت الكامنة في أعماق كل منّا، لأنه ليس لديها بالتأكيد أي حل منطقي لها. وسنبين من خلال دراستنا القرآنية لعقد الموت كيف أعطى الاسلام حلاً منطقياً عقلانياً لها، وكذلك لبقية العقد النفسية.

- العقد المتفرعة من عقدة الموت:

أ) عقدة قصر العمر: (ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر) ، (البقرة/ 96).

إن أصعب وأهم عقدة من العقد التي تتفرع عن عقدة الموت الأم هي عقدة قصر العمر، ولا يشفي هذه العقدة إلا الاعتقاد الإيماني بأن العمر هو من قدر الله، هو واحد، لا تبديل فيه، خلافاً لبقية ما قدر المولى من أمور غيبية قد تطرأ على الانسان وقد يبدل الله فيها ويغير حسب ما يشاء وتبعاً لإيمان المكلف وعمله: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً) ، (آل عمران/ 145) أي كتاباً مؤقتاً فالعمر في هذه الدنيا هو مدة زمنية محددة بتوقيت معين مكتوب هو الأجل ولا تبديل فيها. وكنتيجة لعقدة الخوف من قصر العمر نرى تهافت أكثر الناس على متاع الحياة الدنيا ومحاولة الغنى من أقصر طريق، والارتماء في أحضان الموبقات، وكل ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى. ومن خلال عقدة قصر العمر يعتقد أكثر المرضى وبعض الأطباء أن الطب يستطيع أن يطيل أجل الانسان. وكم أسمعها يومياً وتكرارً من بعض الأطباء أن هذا المريض أنقذناه من موت محتم وأعطيناه عمراً جديداً، وهذا مريض سيموت حتماً في خلال ساعات أو أشهر؛ ومن الأفضل لراحة الانسان أن يؤمن كل فرد ينشد الطمأنينة والسكينة بأن الله وحده هو الذي (يحيي ويميت)، وأنه (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب، إن ذلك على الله يسير)، (فاطر/ 11)، وأنه (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً) ولا يصل الانسان إلى إيمانٍ ويقين كهذا إلا بعد دراسة كل آية من آيات الله دراسة علمية منهجية من خلال تربية اسلامية تبدأ في البيت وفي المدرسة وطيلة سني حياته.

ولعل أكثر الإحصاءات الطبية تناقضاً تلك التي نقرأها في المنشورات الطبية من أن هذا الدواء أو هذه الطريقة العلاجية تطيل عمر الانسان.

يجب أن يوقن الأطباء والمرضى أن الطب لا يشفي الانسان من الموت، ولا يبدل في الأجل المحتوم. فالطب هو لتحسين نوعية الحياة، وتخفيف الآلام، وشفاء العلل حتى انقضاء العمر ومجيء الأجل المحتوم الذي هو بعلم علام الغيوب فقط: (فلولا إذا بلغت الحلقوم. وأنتم حينئذ تنظرون. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون. فلولا إن كنتم غير مدينين. ترجعونها إن كنتم صادقين)، (الواقعة/ 83 – 87)، لن يرجع الطب الروح إلى الجسد، والله فقط يطيل العمر وينقصه، ولقد كتب المولى طول العمر وقصره منذ تخلق الجنين في رحم أمه، ثم لا يبدل فيه بعد ذلك.

يجب أن يعرف ويوقن الكل ان الموت مخلوق في قدر الله (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور) و(لا تبديل لخلق الله).

ولو فهم أكثر الناس والتزموا بما أمر به المولى وعقلوا معنى الحياة والموت وأيقنوا بالحياة بعد الموت لتخلصوا من أكثر مظاهر وأعراض أمراضهم النفسية والعضوية ولدخل شيء من السكينة في قلوبهم أمام كل خطر داهم يهدد حياتهم ووجودهم.

ب) عقدة عذاب الموت: خلال محاوراتنا النفسية بحكم المهنة وجدنا أن كثيراً من الناس يصرحون لنا بأنهم لا يخافون الموت بحد ذاته، ولكن ما يرعبهم وينغص عليهم طمأنينة بالهم هو العذاب الذي يسبقه ويصاحبه قبل وحين حصوله، وهذا الخوف والرعب الذي لمسناه عند المرضى والأصحاء على حد سواء لا سبيل إلى تخفيفه والقضاء عليه إلا باليقين الإيماني بعدالة ورحمة وغفران الباري لمن يشاء من خلقه. نعم، ه ناك عذاب يصاحب الموت ويسبقه ولكن للظالمين والمجرمين من الناس: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) ، (الأنعام/ 93)، أما المؤمنون من عباده، فلقد وعدهم بأن موتهم سواء أكان موت الجسد أم الروح فإنه مختلف تماماً عن موت الظالمين، إذ لا عذاب بموتة الجسد أو الروح: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)، (الجاثية/ 21)، (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم. وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين)، ( الواقعة/ 88 – 91).

إن المؤمن الموقن بالله والذي يجب أن يعرف ويدرس بل ويحفظ هذه الآيات لا مجال لأن تتحكم به عقدة عذاب الموت التي لا تخفيف لها ولا شفاء منها إلا بالإيمان.

ج) عقدة ما بعد الموت أو خوف القبر وما يمثله: إن عصاب الخوف من الأماكن المقفلة التي لا يستطيع المريض السيطرة عليها والهروب منها كركوب الطائرة والمصاعد والقطارات والغرف المقفلة ودخول الدهاليز والأقبية المظلمة، هو في جذوره خوف من الموت ومن القبر بالذات، هذا المكان الضيق الذي لا سبيل للخروج منه، وهذه الفكرة من أن كُلاً منّا سيدفن في يوم من الأيام في مكان ضيق مظلم لا سبيل للخروج منه، هي فكرة موجودة في شعور كل انسان عاقل، منذ أن وعى معنى الموت، ويصاحبها شعورياً أو لا شعورياً كثير من التخيلات المزعجة خاصة فكرة عودة الحياة إلى الميت في القبر. ويحاول كل منّا أن يمحو هذه التخيلات والأفكار المزعجة بنسيانها ودفنها في أعماق اللاشعور، إلا أنها عند البعض وتحت تأثير أحداث متصلة بالموت تعود إلى الظهور وتشكل أعراضاً عصابية كظاهرة الخوف بدون سبب معقول إلى أن يتبلور ويتستر هذا الخوف تحت عصاب الخوف من الأماكن المقفلة، والذي هو في الحقيقة محاولة يحاول فيها الانسان التخلص من عقدة الموت وعقدة الخوف من القبر بالذات.

ليخضعوا المريض العصابي بمرض الخوف من الأماكن المقفلة للتحليل النفسي على طريقة "فرويد" أو غيره، (وفرويد كان مصاباً بهذا العصاب ولا ندري لماذا لم يشفِ نفسه منه لاسيما وأنه واضع أسس التحليل النفسي؟! وليعطوه ما شاؤوا من المسكنات وما أكثرها، وليهللوا ما شاؤوا للنتائج الايجابية الشفائية! حسب آخر إحصاءاتهم لآخر طريقة نفسية علاجية طلعوا بها وهي معالجة عصاب الخوف من الأشياء بمواجهة المريض تدريجياً بما يخيفه، فكل هذه الوسائل العلاجية هي وقتية، إذ لا يشفي من عقدة خوف الموت وخوف القبر إلا الإيمان اليقيني بوجود حياة أفضل للمؤمن وأن الله هو ولي المؤمنين في حياتهم وممارتهم وما بعد مماتهم. وهو كما وعد لا يخلف وعده، وكيف يمكن لقلب مؤمن أن يخاف من الموت وعقده وقد عقل معنى الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة المتعلقة بمعاني الموت وماذا يحصل عند الموت وبعده (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألاّ تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) (فصلت/ 30). (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم. أما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين) الواقعة/ 88 – 90). "إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار" (حديث شريف رواه الترمذي).

إن المؤمن يبشِّر بالجنة عند موته بل ومنذ احتضاره، فإذا هو مطمئن البال، قرير العين، يواجه أصعب الأمراض وقت موته بقلب مطمئن ووجه وابتسامة مشرقة، فلقد بدأت الحجب تسقط أمام عينيه، وملائكة الرحمة وغيب ربه أصبح حقيقة يقينية أمام بصره وقت الاحتضار، وأصحاب اليمين من معارفه وأقربائه والملائكة يطمئنونه بحسن المآب.

د) عقدة خوف المرض، الوسواس المرضي: (قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس. من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس).

هي من أكثر العقد شيوعاً فهي تمثل الظاهرة المقنعة لعقدة خوف الموت من خلال المرض، ولقد لمست طيلة ممارستي المهنية، كثرة عدد المرضى المصابين بهذه العقدة وهي الأصعب والأزعج بالنسبة للمريض والطبيب على حد سواء، فما أكثر المرضى الذين يطرقون عيادات الأطباء مراراً وتكراراً، ويصرون على دخول المستشفيات، لعوارض بسيطة برأي أكثر الأطباء، ولا أجدها كذلك، فهي أعراض ظاهرية طبية بسيطة في مظهرها بالنسبة للطبيب غير المختص، أما في جذورها فترجع في أغلب الحالات إلى خوف المرض والموت المتستر وراءه. وما إن يطمئن المريض إلى أن ما يشكو منه ليس له علاقة بمرض خطير (هو بنظر العامة السرطان أو الأمراض القلبية والشلل) حتى يشفى ولو بدون دواء أو بأيدواء ذي فائدة وهمية بنظرنا نحن الأطباء، فأكثر المرضى وخاصة العصابيين عندما يطرق أحدهم باب عيادة الطبيب يريد أولاً، شعورياً أو لا شعورياً، أن يطمئن على ذاته من خطر الموت قبل أن يسأل عن العلاج، وكلنا يعلم كم من المرضى العصابيين وتحت ظواهر نفسية مختلفة، يدخلون المستشفى وهم في أشد الحالات المرضية النفسية العصابية، وبعد بضع دقائق أو ساعات وقليل من المصل أو حقنة مهدئة، وفحوصات مخبرية وشعاعية مطمئنة، يشفون، ولكن لبعض الوقت. إنه الخوف من الموت، والطبيب والمستشفى هما الشفاء من الموت باعتقادهم والحقيقة أن الطب يخفف الألم ويشفي من بعض العلل، ولكن لم ولن يمنع الموت.

عشرات المرضى من هذه النوعية، ندعوهم بالموسوسين. يطرقون أبواب الأطباء والمشعوذين الروحيين، متأبطين أكداساً من الصور الشعاعية والتحاليل المخبرية، عارضين العشرات من الأدوية والوصفات الطبية والتقارير الاستشفائية معذَّبين ومعذِّبين لأهلهم ومحيطهم الأسري، كلما اختفت أعراض مرضية وظيفية من عضو في جسدهم، ظهرت أعراض في موضع آخر. هؤلاء الموسوسون هم في الحقيقة يهربون من عقد خوف الموت المتأججة عندهم، ولا شفاء لهم برأيي إلا من خلال معالجة نفسية تحليلية مرتكزة ومستندة إلى معطيات الإيمان الصحيح. إنهم أصعب المرضى معالجة بل هم "كابوس الأطباء" ومصدر ابتزاز من قبل بعض الأطباء ممن لا يُلزمه ضمير مهني أو وازع إيماني!!

هـ) عقدة عدم الاعتقاد بالموت أو عقدة حب الخلود أو عقدة الخطيئة الأولى: إن عقدة حب الخلود (وهي الوجه المقابل لنفس العقدة: عقدة خوف الموت) هي من الطرق التي يحاول الانسان غير المؤمن أن يسلكها للهروب من الموت، محاولاً بذلك شعورياً أو لا شعورياً تجنب وطمس كل شيء يذكره بالموت، فينعكس ذلك مرضياً على تصرفاته، فنراجع يجمع الثروات ويكدس الأموال ويقترف المظالم ويتشبث يائساً بالدنيا وكأنه سيبقى فيها أبداً.

وعقدة حب الخلود هي النافذة التي من خلالها نفذ الشيطان إلى نفسية سيدنا آدم وزوجه، فأغراهما بالمعصية وأطاعاه، رغم أن المولى أعطى آدم كل أسباب السعادة في الجنة الأرضية التي كان فيها إلا الخلود (إن لك ألاّ تجوع فيها ولا تعرى. وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى. فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى. فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى) ، (طه/ 118 – 121).

إن التخلص من عقدة حب الخلود، ونحب تسميتها بعقدة "الخطيئة الأولى" لا يكون بالهروب اللاهث من الموت كمن يهرب من ظله بل بالاعتقاد اليقيني بقوله تعالى: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم)، (وللآخرة خير لك من الأولى) فالموت بالنسبة للمؤمن هو نومة كبرى وانتقال من حياة دنيا، هي حياة تكليف واختبار وبلاء، إلى حياة فضلى خالدة. وما الدعاء الشائع اليوم: أطال الله عمرك، إلا انعكاس دفاعي نفسي لتخفيف وقع الموت في نفس الانسان. أما المسلمون الأوائل الذين عقلوا معنى الموت فكانت سُبَّةً بالنسبة لبعضهم أن تنعت أحدهم بطويل الأمل في الحياة.

ولا يستطيع الانسان أن يمحو هذه التصورات المتجذرة في أعماق شعوره عن الموت وعقده إلا من خلال التسليم اليقيني بالآيات الكريمة المتعلقة بمعاني الموت وما يمثله، ولا يمكن للانسان أن يسلم عقلياً بهذه الآيات إلا إذا اقتنع عقله علمياً بأن كل ما جاء في القرآن الكريم هو كلام الخالق، ولا شيء يستطيع أن يقنع عقل الانسان بكلام الله وخاصة انسان اليوم، إلا العلم، وفي القرآن الكريم مئات الآيات العلمية التي سبقت العلم بقرون والتي جاء العلم يطأطئ الرأس أمامها ويسلم بأنها حقاً من عند الله.

من وجهة نظرنا نحن نرى أن لا شيء يجعل الانسان يؤمن إيماناً ثابتاً إلا بما يقنع به عقله، ومتى اقتنع عقله، خشع قلبه والتزمت جوارحه وتخلصت نفسه من عقدها، وكل ما نحاوله من خلال كتاباتنا في مواضيع "بين القرآن الكريم والعلم" هو أن نقدم لعقل الانسان المفكر البرهان الذي لا جدال فيه بأن القرآن الكريم هو من وجهة علمية وعقلانية ومنطقية بحتة كلام الله الذي لا ريب فيه، لذلك يجب أن يقتنع ويلتزم بكل ما جاء فيه، وليس ببعضه، إذ لا يعقل أن يقول الانسان صدق الله العظيم وهو يرى اليوم كيف يؤيد العلم مضامين ما أنبأت به مئات الآيات الكريمة في العلوم المادية ويطرح بقية الآيات التي ذكرناها أعلاه ولا يعتقد بها، ومَن يفعل ذلك فهو مصاب بازدواجية المنطق والتفكير، والحوار مع مَن هو مصاب بازدواجية المنطق والتفكير، أي منفصم الشخصية، مضيعة للوقت.


الاعجاز الالهى ...فى وصف النوم بالسبات

كل في فلك يسبحون .. إعجاز و تحليل

معاني الموت البيولوجية في القرآن

الآليات و المسببات البيولوجية للخوف

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)