حركة " حماس " النشأة و التطور
وزعت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" بيانها التأسيسي في 15كانون الأول /ديسمبر 1987، إلا أن نشأة الحركة تعود في جذورها إلى الأربعينات من هذا القرن ، فهي امتداد لحركة الاخوان المسلمين ، و قبل الاعلان عن الحركة استخدم الاخوان المسلمون اسماءً أخرى للتعبير عن مواقفهم السياسية تجاه القضية الفلسطينية منها " المرابطون على أرض الاسراء " و" حركة الكفاح الاسلامي " وغيرها.
اولاً : دوافع النشأة
نشأت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" نتيجة تفاعل عوامل عدة عايشها الشعب الفلسطيني منذ النكبة الاولى عام 1948 بشكل عام ، و هزيمة عام 1967 بشكل خاص ، و تتفرع هذه العوامل عن عاملين أساسيين هما :
- التطورات السياسية للقضية الفلسطينية و ما آلت إليه حتى نهاية عام1987،
- و تطور الصحوة الاسلامية في فلسطين ، و ما وصلت إليه في منتصف الثمانينات .
أ- التطورات السياسية للقضية الفلسطينية :
أخذ يتضح للشعب الفلسطيني أن قضيته التي تعني بالنسبة إليه قضية حياة او موت ، و قضية صراع حضاري بين العرب و المسلمين من جهة والصهاينة من جهة أخرى ، أخذت تتحول الى قضية لاجئين فيما بعد النكبة ، أو قضية إزالة آثار العدوان ، و التنازل عن ثلثي فلسطين فيما بعد هزيمة عام 1967، الأمر الذي دفع الشعب الفلسطيني ليمسك زمام قضيته بيده ، فظهرت م.ت.ف و فصائل المقاومة الشعبية.
ب- محور الصحوة الاسلامية :
شهدت فلسطين تطوراً واضحاً و ملحوظاً في نمو و انتشار الصحوة الاسلامية كغيرها من الاقطار العربية ، الأمر الذي جعل الحركة الاسلامية تنمو و تتطور فكرة و تنظيماً ، في فلسطين المحتلة عام1948، و في أوساط التجمعات الفلسطينية في الشتات ، و أصبح التيار الاسلامي في فلسطين يدرك أنه يواجه تحدياً عظيماً مرده أمرين اثنين :
- الأول : تراجع القضية الفلسطينية الى أدنى سلم أولويات الدول العربية .
- الثاني : تراجع مشروع الثورة الفلسطينية من مواجهة المشروع الصهيوني وإفرازاته إلى موقع التعايش معه وحصر الخلاف في شروط هذا التعايش.
فكانت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التعبير العملي عن تفاعل هذه العوامل .
و قد جاءت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" استجابة طبيعية للظروف التي مر بها الشعب الفلسطيني و قضيته العادلة منذ استكمال الاحتلال الصهيوني للارض الفلسطينية عام 1967. و أسهم الوعي العام لدى الشعب الفلسطيني ، و الوعي المتميز لدى التيار الاسلامي الفلسطيني في بلورة مشروع حركة المقاومة الاسلامية الذي بدأت ملامحه تتكون في عقد الثمانينات . حيث تم تكوين أجنحة لأجهزة المقاومة ، كما تم تهيئة القاعدة الجماهيرية للتيار الاسلامي بالاستعداد العملي لمسيرة الصدام الجماهيري مع الاحتلال الصهيوني منذ عام 1986.
ثانياً: التطور
و كان حادث الاعتداء الآثم الذي نفذه سائق شاحنة صهيوني في 6 كانون الأول/ديسمبر1987، ضد سيارة صغيرة يستقلها عمال عرب و أدى الى استشهاد أربعة من أبناء الشعب الفلسطيني في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين ، إعلاناً بدخول مرحلة جديدة من جهاد شعبنا الفلسطيني ، فكان الرد باعلان النفير العام . و صدر البيان الأول عن حركة المقاومة الاسلامية "حماس" يوم الخامس عشر من ديسمبر 1987 إيذاناً ببدء مرحلة جديدة في جهاد الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني الغاشم ، و هي مرحلة يمثل التيار الاسلامي فيها رأس الحربة في المقاومة .
و قد أثار بروز حركة "حماس" قلق العدو الصهيوني ، و إستنفرت أجهزة الاستخبارات الصهيونية كل قواها لرصد الحركة و قياداتها، و ما أن لاحظت سلطات الاحتلال استجابة الجماهير للاضرابات ، و بقية فعاليات المقاومة التي دعت لها الحركة منفردة منذ انطلاقتها ، و صدور ميثاق الحركة ، حتى توالت الاعتقالات التي استهدفت كوادر الحركة وأنصارها منذ ذلك التاريخ .
و كانت اكبر حملة اعتقالات تعرضت لها الحركة آنذاك في شهر أيار /مايو 1989، وطالت تلك الحملة القائد المؤسسالشيخ المجاهد أحمد ياسين . و مع تطور أساليب المقاومة لدى الحركة التي شملت أسر الجنود الصهاينة . في شتاء عام 1989 و ابتكار حرب السكاكين ضد جنود الاحتلال عام 1990 جرت حملة اعتقالات كبيرة ضد الحركة في ديسمبر/1990 ، وقامت سلطات الاحتلال بإبعاد أربعة من رموز الحركة و قيادييها، وا عتبرت مجرد الانتساب للحركة جناية يقاضى فاعلها بأحكام عالية !
و دخلت الحركة طوراً جديداً منذ الاعلان عن تأسيس جناحها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام في نهاية عام 1991 ، و قد أخذت نشاطات الجهاز الجديد منحى متصاعداً ، ضد جنود الاحتلال و مستوطنيه ، و في ديسمبر 1992 نفذ مقاتلو الحركة عملية أسر الجندي نسيم توليدانو ، قامت على إثرها السلطات الصهيونية بحملة اعتقالات شرسة ضد أنصار و كوادر الحركة ، و اتخذ رئيس وزراء العدو الاسبق اسحاق رابين قراراً بابعاد 415 رمزاً من رموز شعبنا كأول سابقة في الابعاد الجماعي ، عقاباً لحركة حماس . و قدم مبعدو حركتي "حماس" والجهاد الاسلامي نموذجاً رائعاً للمناضل المتشبث بأرضه مهما كان الثمن، مما اضطر رابين إلى الموافقة على عودتهم بعد مرور عام على ابعادهم قضوه في العراء في مخيم مؤقت في مرج الزهور في جنوب لبنان.
اليوم تقف حركة "حماس" كقوة أولى في مواجهة المشروع الصهيوني ، و هي رغم الحملة الشاملة المعادية التي تعرضت لها ما زالت القوة الرئيسية التي تحفظ للقضية الفلسطينية استمرارها وتمنح الشعب الفلسطيني وجميع أبناء الأمة العربية والاسلامية وأحرار العالم ثقة بامكانية التصدي للمشروع الصهيوني الذي يعيش منذ بداية التسعينات عصره الذهبي، وأملاً بامكانية هزيمته و تدميره بإذن الله .
تهويد القدس
الأسباب غير المباشرة التي أدت الى قيام ثورة قسام
المقاومة العربية
اعلان الامام الخميني يوم القدس العالمي ادى الى نتائج ايجابية للغاية