المقاومة العربية
لم تتوقف جهود العرب في الدفاع عن حقوقهم في فلسطين منذ مطلع القرن ففي العام 1918، تشكلت جمعية الفدائية وهي جمعية سرية ضمت عدداً من رجال الشرطة الفلسطينية ، وقد لعبت الجمعية دوراً مهماً في الإعداد للثورة العربية في فلسطين ، و في نشر الوعي بالخطر الصهيوني بين عشائر البدو في شرق الأردن ضد اليهود ، غير أن اعتقال زعمائها أضعفها ، و قضى عليها غير أنه لم يوقف جهاد الفلسطينيين و العرب ضد المخططات الصهيونية ، فكانت ثورة النبي موسى ( 4 -10 نيسان /أبريل 1920 ) ، و ثورة يافا (1-5 أيار / مايو 1921) ، ثورة البراق ( 15آب / أغسطس 1929) ، و هي مواجهات محدودة كانت دوافعها عاطفية ، ولم تكن منظمة مما حدّ من إمكانات تطورها أو تحقيق أهدافها ، و ان كانت لعبت دوراً في تأجيج الصراع و تعطيل المشروع الصهيوني جزئياً و بشكل مؤقت .
في المقابل نظم مجاهدون قوى مقاومة كان أهمها حركة الشيخ المجاهد عز الدين القسام (1935) ، و كان الشيخ القسام قدم إلى حيفا من سوريا بعد إنهيار الثورة السورية ضد فرنسا ، و بدأ نشاطه كمعلم ،ثم انضم إلى جميعة الشبان المسلمين عام 1926، و كان أحد مؤسسي فرع حيفا سنة 1928، و فاز برئاسة الفرع عندما جرت انتخاباته ، ثم أصبح عضواً في اللجنة الإدارية للفراع سنة 1930 ثم عاد رئسياً للفرع سنة 1933.
وكان الشيخ القسام يتجول في أنحاء فلسطين بوصفه موظفاً شرعياً في المحكمة ، و بدأ في تجنيد الشباب في خلايا من 5 أشخاص ، و نشر الدعوة ضد اليهود و البريطانيين ، و استطاع أن يؤسس حركة جهادية تستمد - فهمها من الإسلام ، و تتبنى منهجية العمل الجهاد طريقاً وحيداً لتحرير فلسطين ، و بدأ القسام عملية بناء تنظيم سري اعتبر فيما بعد أهم منظمة سرية و أعظم حركة فدائية عرفها تاريخ الجهاد العربي في فلسطين خلال تلك الفترة .
كان معقله الرئيسي في الحي القديم في حيفا، حيث يقطن الفقراء ، و أصبحت له شعبية كبيرة في جميع أنحاء فلسطي ، و في عام 1935 نظم خمس لجان هي :
- الدعوة و الدعاية ،
- التدريب العسكري ،
- التموين ،
- الانتخابات ،
- العلاقات الخارجية، ك
ما نظم ما بين 200- 800 من الأنصار.
و جاءت أحداث 1935 لتدفعه إلى البدء بالثورة في تشرين الثاني / نوفمبر من العام نفسه ، وقد اعتبر إعلان حركة القسام للجهاد تغيراً أساسياً في مسار العمل العربي ضد المخططات الصهيونية ، التي كانت تعتمد على الجهود السياسية في محاولة الإصلاح و التغيير و تحقيق أماني أبناء الشعب الفلسطيني ، و التجأ القسام مع 52 رجلاً من أنصاره في 12 / تشرين الثاني - نوفمبر 1935 إلى ضواحي مدينة جنين ، و دعا الفلاحين الفلسطينيين لمهاجمة القوات البريطانية في يعبد ، و حاصرته القوات البريطانية ، و طلبت منه الاستسلام إلا أنه رفض ، و استشهد مع اثنين من أتباعه ، و تم أسر آخرين بعد معركة عنيفة خاضها القسام و رفاقه.
و أثار استشهاده الفلسطينيين في جميع أنحاء البلاد ، و كانت جنازته بمثابة حداد وطني شامل في فلسطين. و يعتبر تنظيم القساميين الأول من نوعه نوعاً و هدفاً ، إذ كان تنظيماً مسلحاً يستهدف اليهود و البريطانيين ، و كان تنظيماً يقوم على الانتماء الإسلامي ، و ساهمت ثورة القسام و استشهاده في خلق وعي اسلامي و وطني فلسطيني بضرورة استعمال القوة لمقاومة المشروع الصهيوني في فلسطين ، لا سيما أن القسام شيخ و عالم شريعة قدم من سوريا ليقيم و يجاهد في فلسطين .
ولكن استشهاد القسام لم يخمد الثورة بل أجج نيرانها فكانت الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، والتي اعتبرت من أطول الثورات في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث عمت المظاهرات و الإضراب العام مدن و قرى فلسطين و كانت التحرك الشامل الأول من نوعه حيث تداخلت الوسائل المدنية للثورة مع العمليات الجهادية .
الأسباب غير المباشرة التي أدت الى قيام ثورة قسام
مدخل الى القضية الفلسطينية
يوم القدس العالمي وتحديد مستقبل الأمة
المسجد الاقصى المبارک