• عدد المراجعات :
  • 5704
  • 4/26/2006
  • تاريخ :

مراحل النمو الديني لدي الاطفال

النمو الديني لدي الاطفال

ابتداءاً من السنة الثالثة من العمر فما فوق تبدأ قوة الادراك الديني لدي الطفل بالنمو، و لغاية السنة السادسة في العمر يسعي من خلال تساؤلاته اليتوسيع دائرة معلوماته وميوله في مجال الدين. ولعلكم تلاحظون ابنائكم بأنهم يبدأن بطرح الاسئلة حول الله تعالي بحدود السنة الخامسة من العمر ويشعرون بالحيرة جراءعدم قدرتهم رؤية الله تعالي وفي نفس الوقت يبرزون تمسكهم وتعلقهم به تعالي.

وفي السنوات من 6 ـ 7 من العمر تبرز لدي الطفل الرغبة فيان يكون فرداً دينياً وان يؤدي نفس الاعمال التي يؤديها أبويه في مجال الدين والمذهب. وعلي سبيل المثال فهو يرغب في ان يستيقظ في وقت السحور في شهر رمضان المبارك والجدير بالذكر ان تعاليمنا الدينية تحثنا في واقع الامر الي القيام بايقاظ الاطفال في هذه الايام خلال وقت السحر لكي يستأنس مع خلوة الليل.

وهذا التعلق ينمو بشكل أكبر لدي الطفل في السنوات من 7 ـ 8 من العمر وفي السنة التاسعة من العمر تبرز امامه افكاراً اكثر نضوجاً في الحياةالدينية ويشعر تجاه نفسه بأن له قيمة واعتباراً لدرجة يتمكن معها ان يربط نفسه بالله تعالي. ويتحقق ارتباطه بالله تعالي عن طريق الصلاة، والصوم والاشتراك في المراسم الدينية ومن هذا الباب فانه يشعر مع نفسه بالغبطة.

ضرورة التربية الدينية:

ان هذه المسألة تعد أمراً ضرورياً للطفل بأن يصار الي تربيته تربيةً دينية منذ أوان الطفولة وان تترسخ في ذهنه اصول الدين ومبادئه الاساسية. وفي الحقيقة فانكم ومن خلال تربية الطفل تربيةً دينية فانما تعودوه علي نمط خاص في الحياة بدون استخدام الضغط والاجبار اذ انه منالصعب فيما بعد الوصول الي تحقيق تلك الانماط.

كما انكم تحولون دون ارتكاب الطفل للكثير من الاعمال والسلوك الغير مطلوب من خلال التربيةالدينية، و تغلقون امامه طريق الشذوذ والانحراف وتمنحوه قوة الاعتماد علي النفس والاستدلال، وتدلوه الي مصدر الجمال، والبر والحقائق وتؤنسوه مع الخالق وتجعلوه متعلقاً به.

ويتجه الطفل في ظل التربية الدينية نحوالافكار والعقائد التي تؤمن له حياة أفضل وهدوء أكبر وتترسخ خطواته في صراط الحياةبشكل اكبر واكثر رسوخاً. ويفتح في قبله طريقا نحو الملكوت الاعلي وتتيسر أمامه موجبات طهارته من كل الابعاد.

ولغرض تربية الطفل تربية دينية ليس هناك شيء أفضل من ان نجعل محيط الاسرة محيطاً دينياً مقروناً بالمشاعرالعاطفية، إذ ان ذلك بحد ذاته له تاثير عظيم في بناء الطفل وخلق الروحية العاليةلدي الطفل. كما ان دور الاسوة الذي يلعبه الآباء والمربون مهم هو الآخر، وانتخبوا لأطفالكم الافراد الذين تحبون أن يكون اطفالكم مثلهم.

تعريف الله للطفل:

قلنا انه منذ السنة الخامسة من العمر تتمحور الاسئلة و الاستفسارا تحول الله تعالي ويدل ذلك مدي انشغال ذهن الطفل بهذا الامر. طبعاً نقوم بتلقينه بأنالله تعالي قد خلق الاشياء كلها ونأتي بالامثلة والمصاديق أيضاً. ونقول مثلاً انالاشجار من صنع الله، وانه خلق الطيور، والسماء و...

ونقوم بتعريف الله تعالي للطفل علي انه خالق محسن، عادل ويستمر الامر علي هذا المنوال لغاية السنة السابعة من العمر. وكلما نطرحه أمامه من الأمور نقول له بأنه من عناية الله ولطفه وليس من قهره، وليس منغضبه ونقول له ايضاً بأنه هو الله الذي يعيننا ويساعدنا، وانه الله الذي يطعمنا،وانه الله الذي اعطانا أباً وأماً حنونين. ونعرف الله له علي انه انه صديق يمكنالاعتماد عليه والثقة به.

وبحدود نهاية السنوات 6 و 7 منالعمر نحاول انت نتحدث عن عدالة الله، وحسابه، وعن المعاد واليوم الآخر وان نخلق لديه الاعتقاد بأن الله تعالي يثي بنا علي اعمالنا، الصالحة فيها أو السيئة، وانالله شأناً خاصاً وحسابات معينة، فله المعاد ولا يدع عملاً دون جزاء أو عقاب ويبدأالحديث عن عذاب الله ابتداءً من هذه السنوات وعلينا طبعاً ان نحاول عدم تبيان مسألةالعذاب بشكل شديد وعنيف وان ندع هذا الامر الي سني الصبا والبلوغ.

الممارسات العبادية :

يجب تشجيع الطفل منذ سني الطفولة المبكرة، ومنذ وقت قدرته علي السير وتعقيب والدته علي ممارسة الاعمال العبادية. مثلاً نستدعيه اثناء حلول وقت الصلاة ليأتي ويقف متوجهاً نحو القبلة بالضبط كما نفعل نحن في الصلاة وان يؤدي الصلاة معنا.

ومثل هذه الصلاة تنطوي علي صورة ترفيهية للطفل وليس جدية، إذ من الممكن ان يقف معنا لفترة معينة ومن ثم ينصرف ليعدو خلف فراشة أو يلهو بأحدي لعبه،وفي هذه الحالة نفرض أي أمر علي الطفل ولا نؤاخذه علي ذلك.

وبحدود السنة الخامسة من العمر يصبح الطفل قادراً علي الدعاء وان يفرح بذلك أو عندما يرتكب اثماً أو خطأ ما سرعان ما يطالب بالعفو والمغفرة وان يأمل تحقق ذلك. والحقيقة فان مراعاةالعقائد والشعائر الدينية تمثل الدوافع التي تبعثه علي بذل الجهد والمساعي البناءة. انه غير قادر علي أداء الصوم ولكن ايقظوه في وقت السحر لتناول طعام السحر. أو حسب قول الامام الصادق عليه السلام: (احملوه علي صوم النصف)، فليصم يوماً من الصبح وحتي الظهر، وفي اليوم التالي من الظهر حتي المغرب. هذه التمارين والممارسات تساعد علي نمو الطفل وخلق العادات الايجابية فيه لكي يصبح بوسعه فيما بعد أداء الوظائف الدينية بكل سهولة ويسر. فلو تعاملنا مع الطفل بهذا الاسلوب لن نواجه أي صعوبات امام حياته اللاحقة، ولن تعد هناك حاجة الي اجباره علي الصلاة في السنة العاشرة من العمر.

دور القدوات والجلسات الدينية:

تربط مقدار رغبة الطفل وتعلقه بالدين بمقدار عمل الابوين وغيرهمامن القدوات التي يميل لها الطفل إذ لابد من ملاحظة أي الافراد لهم قدرة التأثير في الطفل والي أي حد يظهر هؤلاء لاافراد رغبتهم في التمسك بالتزاماتهم الدينية. وانتجارب العائلة وعقائد الابوين واعمالهم والمحيطين به لها اثر مهم واساسي جداً فيهذا المجال.

الاشتراك والحضور في الجلسات والمناسبات الدينية مفيد ايضاً للطفل وامر تربوي وبناء، أنه يستمد احياناً معتقداته واعماله الدينية عن طريق الحضور في المجالس الدينية وسلوك المتدينين. ومن هذا المنطق من الضروري استصحاب الطفل معكم احياناً الي هذه المجالس الدينية وادفعوه للمشاركة في المراسيم والطقوس الدينية.

الا انه ينبغي ان يكون هذا الامر مصحوباً بنوع من المراقبة. ومنه ان لا تتسم هذه المجالس بالاطالة والارهاق فيشعر الطفل بالارهاق منجرائها. كما ينبغي علي الخطباء والقائمين علي ادارة هذه المجالس ان يأخذوا أحياناً مذاق الاطفال الحاضرين في المجلس بنظرا الاعتبار لكي يشعروا بالنكهة والسرور جراءذلك. وقدموا له طعاماً لذيذاً وشيئاً من الحلوي أو الشوكولاته واخيراً اجعلوه حساساً ومتعلقاً بتلك المجالس.


لا تحولي وقت إطعام ابنك إلى معركة بينك وبينه

الطفل والتخريب 

متى نعتبر سلوك الطفل مشكلة بحد ذاته يحتاج لعلاج

خطوات مفيدة لتنمية مواهب الطفل ومهاراته

تطور اللغةعند الاطفال 

كيف تنمي طموح طفلك

کيف يکون دور الاب فاعلا في تربيه الطفل

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)