• عدد المراجعات :
  • 1268
  • 4/18/2011 11:00:00 PM
  • تاريخ :

مشاهد البعث والقيامة (1)

الورد

أشراط الساعة هي التّي تخبر عن دنوّها، وهي غير نفس القيامة، فإنها الأمور الكونية التي تدبّر النظام السائد، ليؤسس بعده نظام جديد لمحاسبة العباد، وجزائهم، وقد أكثر الذكر الحكيم من نقل وتصوير مشاهد القيامة في سوره القصار.

وبعد تلك الحوادث المريعة، تتلا حق مواقف العالم الأُخروي إلى أن يرد الخلق إلى مثواهم الأخير، وفيما يلي نستعرضها واحدةً بعد الأُخرى.

 

1- انهدام النظام

تضافرت الآيات القرآنية على أن البعث لا يقوم على هذا النظام السائد، وإنما يقوم على نظام جديد، وهو لا يتحقق إ لا بتلاشي النظام الموجود وانهدامه. والقرآن يخبر عن مشاهد ذاك الانهدام الكوني العام فيحدّث عن انشقاق السماء وانفطارها، وتكوير الشمس، وانكدار النجوم وتناثرها، وامتداد الأرض، وتفجير البحار وتسجيرها، وتسيير الجبال حتى تكون كالعهن المنفوش، وغير ذلك من المشاهد المروعة للقلوب1.

 

2- خروج الناس من القبور

ويستعقب ذلك مشهد آخر، ألا وهو خروج الناس من الأجداث.

يقول سبحانه: "وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ"(يس:51-52).

وبعد ذلك يدعى الناس إلى الحساب، وموقف العرض، وهو مشهد أشدّ في النفس هولاً مما سبق، لعظم الحسرة والخوف الحاكمين على القلوب آنئذ، يقول سبحانه: "يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَىْء نُكُر * خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ * مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ"(القمر:6-8)2. "لِكُلِّ امْرِئ مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ"(عبس:37).

 

3- إعطاء الكتب

وبعد خروج الناس من القبور وإحضارهم إلى موقف المحاكمة، ووقوفهم على صعيد الحساب، تنشر الصحف "وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَت"(التكوير:10). فيأخذ كلّ إنسان كتابه الذي دوّن فيه "بيد الحفظة من الملائكة" ما عمله من صغير وكبير، فمنهم من يتلقاه بيمينه، ومنهم من يتلقاه بشماله.

يقول سبحانه:  "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُوا ثُبُورا"(الانشقاق:7ـ11) وسيأتي بيان أوفى لإعطاء الكتب في الشهود.

 

4- الحساب والشهود

وبعد تناول الصحف يبدأ الحساب، وهو مشهد مروّعٌ للقلوب ومقطّعٌ للأرواح، إنّه مشهد القضاء على الناس بشهود لا يتطرق إلى شهادتهم ريب ولا يتّهمون بكذب. وهم بين شاهد خارجي كالله سبحانه، والأنبياء، والملائكة، والأرض، وداخلي كالأعضاء والجوارح حتى جلد البدن.

وهناك نوع آخر من الشهود لا يشابه القسمين، وهو تجسّم أعمال الإنسان بوجود يناسب تلك النشأة وهذا نظير عرض صور الجريمة ووقائعها التي التقطت عند ارتكاب المجرم لها، أوبثّ الشريط الّذي سجل فيه كلام المعتدي بالسبّ والوقيعة، وإن كان هناك فرق بين الممثّل والممثّل له.

وبذلك لا يجد المجرم لنفسه إلا الاعتراف بالذنب والتقصير والجرأة، لثبوت الجرم عليه بوجه لا يقبل الإنكار، وإليك عرض هؤلاء الشهود في ضوء آيات القرآن الكريم، مقدّمين الشهود الخارجيين على الداخليين.

الإلهيات،آية الله جعفر السبحاني

----------------------------------------------------

الهوامش:

1- لاحظ سور التكوير، والانفطار، والإنشقاق والقارعة وغيرها.

2- ولاحظ الزلزلة الآية 6.


الخروج من القبر - صفة أرض المحشر 

الإشكالات المثارة حول الشفاعة

عوامل الإحباط وأسبابه

النارفي کلام أمير المؤمنين

هل الموت نهاية ام بداية؟

معاد الاِنسان هو جسماني وروحاني

ما هو أثر الشفاعة إسقاط العقاب أو زيادة الثواب؟

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)