جهاد اية الله القاضي الطباطبائي حتى انتصار الثورة
في السنوات المبكرة من عمر الشهيد، وقبل أن يسافر إلى قم المقدسة لطلب العلم، أبعد مع والده إلى طهران مدة شهرين بأمر من رضا شاه الخائن بسبب نشاطهما القوي في ثورة تبريز آنذاك، ثم تحول المنفى إلى مدينة مشهد المقدسة، وبعد سنة من النفي رجع إلى تبريز.
وبالرغم من رغبة الشهيد في إكمال دراسته العلمية في النجف الأشرف إلاّ أنه اضطر ــ لعدة أسباب ــ إلى الرجوع إلى مدينة تبريز عام 1372هــ، وهو مثقل بالأمانة ومسؤولية العلم والإيمان.. شرع في التبليغ والتحقيق وإمامة مسجد من مساجد تبريز المعروفة، ولم يمنعه ذلك من التصدي للعمل السياسي، فقد عرّى النظام الجائر للشعب في السنوات العشر التي أعقبت ثورة الثاني عشر من محرم 1383هــ (15 خرداد) وفي تلك الثورة، وبوجود الكثير من العلماء الذين شاركوا فيها ووقعوا على البيانات، وكل تحدث من على المنابر عن النظام بحسب معرفته وحدود بيانه، ومع أن الشهيد كان أصغر من بقية العلماء سنّاً، بل وأقل علماً من بعضهم، نجد أن الشعب بأسره، بل النظام والسافاك كانوا يعلمون جيداً أن قيادة التحركات والخطب وفتح وإغلاق الأسواق والشوارع لمدة أسبوعين والتظاهرات والتجمعات أمام مبنى المحافظة والشرطة كانت تتم على يد الشهيد القاضي، فنال بذلك ثقة الشعب ومحبته وطاعته في تبريز وفي محافظة آذربيجان، كما كانت الكثير من مجالس العلماء السرية تعقد في منزله، أمّا أكثر البيانات فتكتب إما بقلمه وخطه أو إملائه.
ومنذ رجوعه وحتى انتصار الثورة، كان كقائده طوداً شامخاً في الأحداث، وكانت علاقته الوثيقة بالإمام قد تركت أثراً كبيراً في أعماله وآرائه ومواقفه، فقد كان سبّاقاً في إرشاد الناس وتوجيههم في جميع الظروف وخصوصاً في اللحظات الحساسة، ثابت النظر والتشخيص في المسائل السياسية.
ومع تصاعد جهاد الشعب المتيقظ بشهادة نجل الإمام السيد مصطفى، فقد أسّس الشهيد بالمجالس التي عقدها على روح الشهيد، خندقاً قوياً للدفاع عن الإسلام ومحاربة الطاغوت، وكان منزله المأمن الوحيد للمجاهدين بعد حادثة 19 دي (29 محرم 1398هــ) التي استشهد فيها مجموعة من علماء قم اثر خروجهم في التظاهرات احتجاجاً على إحدى المقالات التي كتبت ضد الإمام الخميني (ره). أمّا الشهداء فكان تشييعهم ينطلق من منزله، وكانت التظاهرات الكبرى في 11 ربيع الأول 1398هــ في تبريز تتمّ بتوجيه هذا الشهيد الذي واصل الدعوة إلى إغلاق السوق والمحال التجارية وعدم دفع أموال الماء والكهرباء، لإعلان عدم مشروعية النظام، والدعوة إلى الإضرابات حيث كان يقوم بتأمين مصاريف المضربين فترة الإضراب، وكان ينظّم التظاهرات التي تنطلق من أمام منزله ويتقدمها رغم إطلاق الرصاص عليها.. كما عيّن في مسجده محلاً لتعليم طريقة استخدام القنابل الحارقة، وحثّ الآخرين على تعلّمها وتعليمها. وبفضل هذه الجهود المتظافرة في كل أنحاء إيران تم الانتصار الميمون للثورة الإسلامية.
وبعد انتصار الثورة الإسلامية أمّ صلاة الجمعة في تبريز حتى نال الشهادة.
المصدر: دار الولاية للثقافة و الاعلام
القيادة الروحية للإمام أثناء الدفاع المقدس
دور المساجد في استنهاض الأمة
خصائص الثورة الإسلامية
توجيهات مؤسس الثورة الإسلامية في بيان أسس الثورة الثابتة
أهم الأسس الفكرية والآراء السياسية للإمام الخميني(ره)