هذا وقد أصدر الإمام الخميني (ره) بياناً مهماً بمناسبة استشهاد هذا العالم المجاهد و الشيخ العارف، جاء فيه:
"كم هم سعداء و منتصرون أولئك الذين لم يسقطوا في مكائد الشيطان و الوساوس النفسانية طوال حلو الحياة و مرّها، و خرقوا آخر حجاب بينهم و بين المحبوب بشيب مخضب بالدماء ، و دخلوا مقر المجاهدين في سبيل الله.
وكم هم سعداء و محظوظون أولئك الذين هجروا الدنيا و زخرفها، وقضوا عمراً بالزهد و التقوى ، و فازوا بآخر درجات السعادة في محراب العبادة و محل إقامة الجمعة على يد أحد المنافقين و المنحرفين الأشقياء ، و التحقوا بأعلى شهيد للمحراب عرج إلى الملأ الأعلى على يد أشقى الأشقياء.
و شهيد المحراب العزيز في هذه الجمعة ، كان من الشخصيات التي كنت مريداً و لازلت لشخصه السامي.
عرفت هذا الوجود المبارك و الملتزم منذ ستين عاماً ، المرحوم الشهيد العظيم حجة الإسلام و المسلمين الحاج عطاء الله أشرفي ، عرفته في هذه الفترة الطويلة بصفاء النفس و سكينة الروح و اطمئنان القلب ، عرفته فارغاً من الأهواء النفسانية تاركاً هواه مطيعاً لأمر مولاه جامعاً للعلم المفيد و العمل الصالح ، و في نفس الوقت كان مجاهداً ملتزماً و قوي النفس ، و كان من جملة الأشخاص الذين كانوا سبباً في رفع معنويات الشباب المجاهد في جبهات الدفاع عن الحق ، و مصداقاً بارزاً لـ ( صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) .
و برحيله ثلم في الإسلام ثلمة ، و خيّم الحداد على شريحة العلماء.
نسأل الله أن يجعله في زمرة شهداء كربلا ء، و يلعن قاتلي أمثاله من الرجال.
و العار الأبدي على أولئك الذين اغتالوا أمثال هذا الشخص الصالح الذي لم يطل أذاه حتى نملة، وعرّفوا أنفسهم لدى الساحة الربوبية المقدسة ولدى شعبنا المضحّي على أنهم الأكره والأكثر إجراماً.
هذا العظيم كسائر شهدائنا الأعزاء التحق بجوار الرحمة الإلهية، وسيواصل شعبنا المجاهد والقوات المسلحة تحقيق أهداف الثورة بعزم راسخ.
و أما أولئك الذين يدّعون واهياً الدفاع عن الشعب، ويعملون مع الشعب ما يعرفه الجميع، ما تبريرهم في هذه الجريمة الكبرى؟ وماذا جنوا بقتلهم لعالم خدوم وشيخ عظيم في الثمانين من عمره؟! وما هدف أولئك الذين يذرفون دموع التماسيح حداداً على هؤلاء الجناة، ويشتكون تطبيق حكم الله على هؤلاء ".
المصدر : دار الولاية للثقافه و الاعلام _مع التصرف
آية الله أشرفي أصفهاني و دوره في انتصار الثورة الإسلامية
آية الله الشيخ محمد صدوقي (رحمه الله)