بعد وقوع واقعة 15 خرداد 1342هـ ش و المجزرة الدموية التي ارتكبها نظام الشاه، بدأ الشهيد أشرفي أصفهاني تبعاً للإمام الخميني (ره) جهاده في غرب البلاد و في كرمانشاه ضد النظام، و عكف على تنمية و توسيع رقعة الثورة عن طريق إصدار البيانات وإلقاء المحاضرات.
وبعد اعتقال الإمام (ره)، بدأ جهوده لإقناع علماء قم وخصوصاً مراجع التقليد بالاستمرار في القيام والثورة، فالتقى آية الله العظمى الگلبايگاني ثم آية الله العظمى المرعشي النجفي، وطلب منهما الدعم للإمام (ره)، واستطاع أن يكسب تأييدهما وتنسيق برامجهما.
وبعد إطلاق سراح الإمام (ره)، سافر الشهيد مع جمع من العلماء إلى قم لالتقاء الإمام (ره)، وكسب منه إجازة مكتوبة ووكالة مطلقة في الأمور الحسبية، وأصبح وكيل الإمام التام في محافظة كرمانشاه.
وفي زمن حياة المرحوم آية الله السيد محسن الحكيم، أعدّ مقدمات المرجعية المطلقة للإمام (ره)، فدعا في أشهر رمضان ومحرم وصفر وأيام شهادة الصديقة الزهراء (ع) العلماء الثوريين لتركيز المحاضرات حول موضوع مرجعية الإمام (ره)، وأدى خدمات مهمة في هذا المجال بحيث إن بعض المحاضرين قد اعتقلوا لهذا لسبب.
وعندما شعر النظام وكذا بعض المتلبّسين بزي العلم بالخطر على وجودهم وموقعهم من نشاطات هذا العالم الواعي، بدأوا بخلق العراقيل والمضايقات له، وهدّدوه مرات بالسجن والنفي.
وكانت علاقة الشهيد بالإمام الخميني (ره) واضحة في أحاديث الشهيد، حيث كان يذكر الإمام (ره) بأنه الذي لم يترك (الأولى)، ومن لا توجد فيه ذرة من هوى النفس، وبأنه قائد الثورة، والمرجع الجامع للشرائط، والأعلم، والأورع، والولي الفقيه.
وعندما بدأت مرحلة جديدة من الثورة اثر قيام علماء وأهالي قم في 19 دي (الشهر الفارسي السادس) عام 1356، وسرت هذه الحركة المثيرة إلى أقصى مناطق ايران، تزعم الشهيد أشرفي أصفهاني جهاد الجماهير في كرمانشاه، ودعا العلماء إلى توجيه هذه الحركة، وبعث برسائل عديدة إلى الإمام الخميني (ره) يطلب بيان تكليفه فيها، ويتلقى الأوامر من الإمام وينفذها بحذافيرها.
وفي إحدى المحاضرات ضد النظام في كرمانشاه، تعرض الشهيد لهجوم من قبل مرتزقة النظام وأصيب فيها. وبعد أيام داهم رجال الساواك منزله عند الفجر، ودون أن يسمحوا له بأداء فريضة الصبح، اعتقلوه واقتادوه مباشرة إلى طهران وسجن في الزنزانة الانفرادية بسجن الشرطة، إلاّ أنه اثر تصاعد الاحتجاجات الشعبية، أطلق سراحه، فعاد إلى كرمانشاه، وقادة مرة أخرى ثورة الجماهير المؤمنة هناك. وكان الشهيد في مقدمة المتظاهرين في جميع التظاهرات والمسيرات ويبقى نشطاً فيها حتى انتهائها؛ وما تظاهرات يوم عيد الفطر ويوم التاسع من محرم و... إلاّ من عداد نشاطات الشهيد.
تنصيبه إماماً للجمعة في كرمانشاه
وبعد انتصار الثورة الإسلامية، استمر الشهيد في أداء وظائفه ومسؤولياته الدينية والشرعية في الدفاع عن هذه الدولة الإسلامية الفتية، وقدّم خدمات قيّمة في مجالات مختلفة.
وفي 14 ذي القعدة 1399 هجري قمري (1358 هجري شمسي) عيّنه الإمام الخميني (ره) في حكم له إماماً للجمعة في كرمانشاه، حيث بقي في هذا المتراس يخدم الثورة حتى آخر جمعة من حياته.
وإليكم نص حكم الإمام (ره):
بسمه تعالى
جناب المستطاب وشيخ الأعلام وحجة الإسلام الحاج عطاء الله أشرفي أصفهاني دامت إفاضاته.. آمل أن يحفظ الباري تعالى وجودكم الشريف من البليّات، وأن تكون مشغولاً بالوظائف الإلهية.
قد وصلنا طومار بتوقيع السادة المحترمين العلماء الأعلام بكرمانشاه، وقد طلبوا فيه إقامتكم فريضة صلاة الجمعة في تلك المدينة. ونظراً للظروف السائدة وحاجة المسلمين لمثل هذه الاجتماعات الدينية، أرى من المناسب أن تقبلوا دعوة السادة المحترمين، ولهذا يعيّن سماحتكم لإمامة الجمعة، كي تقيموا هذه الفريضة الإلهية بعظمة أكبر في هذه المدينة إن شاء الله تعالى.
أسأل الباري تعالى لكم التوفيق في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين.
والسلام عليكم ورحمة الله
روح الله الموسوي الخميني
المصدر : دار الولاية للثقافه و الاعلام _مع التصرف