كروية الارض كما قال المتاخرين
نزل القرآن الكريم في زمان كان يغلب على أهله الجهل و التخلف و الفساد ، فنهض بأبنائه ، و حثهم على العلم و المعرفة و الكشف عن أسرار الكون ...
ثم تحكم بالأمة مَن ليس أهلاً للحكم ، و سيطر العدو الكافر من جديد... و ما ذلك إلا لابتعاد الناس عن قانون السماء ، الذي رسمه الحق سبحانه هدى و رحمة ، و طريق أخلاق ومعرفة.
و كان الغرب من ناحيته يرزح تحت حكم الجهل ، باسم الدين ، و يقمع كل علم لا يتماشى مع مفهوم الكنيسة للخلق و الحياة.
هذا ( كوبر نيكوس ) ثبت له علمياً أن الأرض متحركة ، و كان هذا مخالفاً لتعاليم الكنيسة في ذلك الحين ، ( مع أنه كان أسقفاً من أساقفتها ) ، فرفع كتابه إلى البابا بولس الثالث ، يقول في مقدمته : ( إذا وجدت أُناساً أخذواعلى عاتقهم ، رغم جهلهم بالرياضيات ، أن يحكموا على هذه الآراء وفقاً لآية من الكتاب المقدس ، شوهوا صفوها حتى يوافق هواهم ، فإنني لا أقيم لها وزناً ، بل أحتقر حكمهم الأحمق ،و إنني لأرفع بحثي في هذا الموضوع إلى قداستكم ) ، ثم إلى أعلام الرياضيين ليحكموا فيه . ولم يمتد العمر بكوبر نيكوس طويلاً، إذ أُصيب بشلل أقعده ثم مات بعد أن ظلّ هدفاًللسخرية و الإزدراء.
ثم جاء بعده ( برونو ) وأعلن قبوله للنظام ( الكوبر نيكي ) ، فعدّ ذلك منه خروجاً على الكنيسة ، فلجأ إلى جمهورية البندقية ، ولكنه حُوكم ، و حُكم عليه بالسجن ، و بعد ست سنوات ، رأى أولو الأمر أن السجن لا يكفي في معاقبته ، فحُكم عليه بالموت حرقاً ، و كانت آخر كلماته : إنكم وأنتم الحاكمون علي أشد خوفاً مني أنا المحكوم عليه ، فقد كافحتُ و هذا كثير.
أما النصر ففي أيدي القدر . أما كيف يكون حكم القدر فالعصور المقبلة لن تنكر علي ـ أياً كان المنتصر ـ إنني لم اخشَ الموت ! ، فآثرتُ الموت على حياة الجبن.
و جاء دور ( غاليلو ) الذي تأكد علمياً من صحة رأي كوبرنيكوس ، فأعلن رأيه وجاء بالأدلة و البراهين على صحة ما ذهب إليه . اصتدر رجال الدين أمراً بطلبه إلى روما حيث قرر مجمع الكرادلة ، اعتبار كتابات ( كوبرنيكوس ) محرمة ، و يعاقب قائلها و ناشرها و معتقدها . و بذلك وجد غاليلو نفسه بين خطرين : إما السجن و التعذيب ، و إما ترك آراءكوبرنيكوس ، و هي الحق كل الحق .. فآثر السلامة ، وسلّم بما لابد منه ..
و بعد أن توفي البابا بولس الخامس ، و خلفه البابا أربان الثامن ( و كان من أصدقاء العالم غاليلو ) ، ظنّ أن العهد الجديد سيكون عهد تساهل ، فوضع كتاب على نمط محاورة بين ثلاثة أشخاص:
- أحدهم يمثل رأي كوبرنيكوس ،
- و الثاني يمثل رأي أرسطوطاليس و بطليموس ،
- و الثالث يُديرالمناقشة .
و جعل الغلبة لرأي كوبرنيكوس.
صودر الكتاب ، و أُستدعيَ غاليلو للمحاكمة ، و أمام مجمع الكرادلة حكموا بإعدام مؤلفاته ! ، ولكن نظراً لكبر سنه ، و اعتدال صحته ،و إعلانه لتوبته ، اكتفت المحكمة بسجنه في ديوان التفتيش طول عمره .. و خرج من المحكمة ، و هو يقول كلمته المعروفة : ( و مع ذلك فهي تدور ) ، و ظل سجيناً إلى أن مات ... .
و عندماكنتُ أكتب هذه الكلمات عن تسلط علماء الدين الجهلة في الماضي ، و حكمهم على أهل الفكر و العلم بالسجن و الإعدام ، طالعتنا مجلة الكفاح العربي في عددها رقم/ 904 الصادر في تاريخ27/ 11/ 1995 بكتاب لمفتي الديار السعودية ، الشيخ عبدالعزيز بن باز يقول فيه : ( إن الأرض باثتة ، و الشمس هي المتحركة ، وكل مَن يقول غير ذلك فهو كافر ، و يجب قتله بعد أن يستتاب ) .
و قال أيضاً : ( إن الفكر هو الكفر! ، لأنهما يتألفان من نفس الأحرف ) .
القرآن يتجلى في تكوين كوكب الأرض
القرآن يتجلى في تكوين المياه العذبة
حركة الارض كما في الروايات
حركة الأرض و دورانها في القران