تربة الشهيد
رسول الله - صلى الله عليه و آله - علم ابنته ذكراً ، عرف فيما بعد بتسبيحة الزهراء (س) ، يكبّر فيها الذاكر 34مره ، و يحمد الله 33 مرة ، و يسبحه 33مرة . و من أجل أن تضبط الصديقة الطاهرة أعداد التكبير ، و الحمد ، و التسبيح في ذكرها ، بادرت إلى أن تعمل لنفسها مسبحة .. و ما كان منها إلاّ أن توجهت إلى قبر حمزة بن عبد المطلب لتأخذ منه تربة ، تعمل منها مسبحتها ! ولهذا الإنتخاب .. انتخاب تربة الشهيد حمزة ، مدلوله العميق . يمكن عمل المسبحة من خشب أو حجارة أو أية تربة أخرى . لكن انتخاب تربة الشهيد ، يدل على احترام الشهيد و الشهادة ، بل يعني تقديس الشهادة . بعد استشهاد الحسين ، أضحت تربة الحسين محطا لأنظار المتبركين بصعيد الشهادة .
اتباع مدرسة آل البيت ، لا يسجدون على المأكول و الملبوس استنادا إلى ما ورد من نهي عن ذلك .. و يضعون جباههم أمام الله على الصخر أو التراب ، لكنهم يفضلون - استنادا إلى تعاليم أئمتهم - أن يمرغوا جباههم أمام ربهم على تربة الشهيد ، على تربة الحسين . السجود يصح على أية تربة، لكن تربة كربلاء معطرة بشذى الشهادة ، و تفوح منها رائحة القرب من الشهيد . و الحث على السجود عليها ، هو حث على تذكر مكانة الشهيد و قيمة الشهادة باستمرار .