أفكار جاهلية لا تزال بيننا
- 92 % من المصريين يفضلون إنجاب الصبيان..
- و 11 ألف حالة طلاق لتكرار إنجاب البنات!!
لا تزال هناك بعض الجاهلية التي تسكن عقولنا بعدما مر على الإسلام ما يزيد على 1400 عام .. و رغم التقدم العلمي ، و اتساع نطاق مشاركة المرأة ، و اختراقها لكافة مناحي العمل الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي ، و تفوقها على بعض الرجال إلا أن هناك بعض الآباء يحزنون لخلفة البنات.. و قد تتشابه دوافعهم في ذلك مع دوافع الجاهلية ، عندما كانت بناتهم و نسائهم تأخذ سبايا في الحروب ، و كانت عندهم مسلبة للعرض و مدعاة للفقر.
فالآن و في ظل ارتفاع نفقات الحياة و ما يكلفه زواجها ، و كما يقال مصيرها في النهاية لزوجها تخدمه بعيدا عن أهلها ، عادت الرغبة في تفضيل الأولاد عن البنات .
و يتمسك الرجال في صعيد مصر بإنجاب الأولاد فالولد هو الذي يحمل اسم الأب ، و يرعاه في كبره ، و يكون له سندا و معينا و عزوة و على الزوجة أن تستمر في الإنجاب ، حتى تأتي بالولد ، و إلا تصبح لها ضرة " زوجه ثانية " ، ليس لشيء إلا لإنجاب الذكور.
و عندما يولد الذكر تقام الأفراح و الليالي الملاح ، أما إذا كان المولود أنثى ، فلا تسمع إلا عبارات التعزية و المواساة.. و تعبر الأمثال الشعبية عن هذا المفهوم الراسخ ، فتقول أن " الولد سند " و " يا مخلفه البنات يا شايله الهم للممات " .
و أشار تقرير إحصائي للجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء بمصر إلى أن 92% من الرجال في مصر ، يفضلون إنجاب أطفال ذكور ، و أن هناك قرابة 11 ألف مصري ، طلقوا زوجاتهم لأنهن لا ينجبن إلا البنات ، و يعد هذا من أسباب ارتفاع نسبه الطلاق في صعيد مصر التي تزيد 15% عن نسبه الطلاق بباقي أنحاء الجمهورية.
فيقول سعد تغيان " موظف بإحدى الشركات الحكومية" بصراحة : " أنا كان نفسي أُنجب ولد ، لذا تزوجت مرتين و الحمد لله أصبح لي ولدين من زوجتي الثانية ، كما رزقني الله ولد من زوجتي الأولى بعد إنجابها لثلاث بنات ، و أنا سعيد جداً بهم .. و اعترف بأن البنت لديها حنان كبير عن الولد ، و أنا أحب أولادي سواء أولاد أو بنات و أمنية كل رجل ، أن يكون له أولاد يعينوه و يساندوه في شيخوخته " .
و يقول أحمد عبد المعطى "مقاول " : " بالرغم من أن الولد و البنت لهما نفس الفرحة لأنهما رزق من الله ، لكني أنا شخصيا أتمنى من الله ، أن يرزقني بولد لأن الولد سيحمل اسمي " .
و يؤكد محمد على" موظف " على أن الرجل الشرقي ، يفضل إنجاب الذكر لأسباب منها ، أن الولد يحمل اسم أباه من بعده و يخلد ذكراه .
ولكن ليس معنى ذلك أنه عندما تولد بنت أحزن " لا " ، فهي ابنتي كذلك ، و ليس كل الرجال يكرهون إنجاب البنات ، و كنت أتمنى أن تضع زوجتي طفلة ، عندما علمت أنها حامل ، ولكنها وضعت ولدا ، و كنت فرحاً ولو كانت ولدت بنت كانت سعادتي لن توصف .
و تقول عنايات محمد – ربه منزل – أنا حامل في الشهر الأول ، و أتمنى أن يرزقني الله بولد لأن زوجي يرغب في ذلك .. أما فاطمة حسين " ربه منزل" : " فتقول أنا أحب خلفه البنات ، و تربيتهم أسهل من الأولاد و ربنا رزقني بولد واحد على أربع بنات رضا من عند ربنا " .
و يؤكد د. مصطفى الشكعه " عضو مجمع البحوث الإسلامية " : " أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق بالبنات و البنين قال تعالى : ( يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَ يَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ { 42/49 } أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَ إِنَاثًا ) فالله وحده هو الذي يهب هذه الذرية و ما علينا إلا الرضا بما وهب الله و إلا كنا جاحدين .
و يشير د. الشكعه إلى أن هناك الكثير من الأبناء الذكور ، يكونون سببا في تعاسة آبائهم ، و ما أكثر الفتيات اللاتي كن عونا و فخرا لآبائهم ، و تعجب من الذين يقدمون على الزواج الثاني من أجل انجاب الذكور ، و يتساءل ماذا لو أنجبت الزوجة الثانية بنتاً هل يتزوج الرجل من امرأة ثالثة و رابعة؟
و أضاف د. الشكعه أن الطب أثبت أن المرأة ليست هي المسؤولة عن نوع المولود ، و هل هو ذكرا كان أم أنثى لأن الإنجاب خاضع بالأساس لماء الرجل و قديما قالت المرأة العربية :
ما لأبي حمـزة لا يأتينا |
ظل في البيت الذي يلينا |
غضبان أن لا نلد البنينا |
تــا الله ما ذلك في أيدينا |
وإنما نأخذ ما أُعطــينا |
ونحن كالأرض لزارعينا |
نُـنـبـت مـا قـد زرعـــوه فينا
و تقول د. فتحيه النبراوى " بجامعه الأزهر " : " أنه ليس المهم نوع المولود و الأهم أن يكون عطاء صلاح و خير و معافى و هذا رزق من رب العالمين و ليس بيد الزوج أو الزوجة ولكنها بمشيئة الله سبحانه و تعالى ، و ليس في ديننا الإسلامي ما يميز الذكر على الأنثى و المؤمن ، يدرك أن الله سبحانه و تعالى هو الذي يهب الأنثى و الذكر ، و يجعل من يشاء عقيماً و الإنجاب أمره راجع إلى مشيئة الله ، ولو رأينا غيرنا ممن يتمنى الإنجاب ، و ينفق أموالا طائلة لكي يفرح برؤية ذريته کغيره من الناس لحمدنا الله على ما أعطانا " .
و تؤكد د. فتحية أن المرأة ساوت الرجل في العلوم المختلفة ، و تشيد حضارة الإسلام ، و صارت مرجعاً و حجة للكثير من الرجال ، و عندنا نماذج مثل السيدة عائشة أم المؤمنين و السيدة فاطمة بنت رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ و أسماء بنت أبى بكر و منهم الكثير الذي يشرف الإسلام بهم كما أن الأنثى هي الأخت و الأم و الزوجة و الابنة ، و هن جميعا أعز ما يملك الرجل .. مشيرة إلى أن البنات نعمة و هبة من الله و علينا ألا نتسم بأخلاق الجاهلية التي ذمها الله في قوله تعالى : ( وَ إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَ جْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ { 16 /58 } يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) ، ( النحل ) .
و يرى د. جمال عبد المطلب " أستاذ علم الاجتماع " : " دائما الرجل ينظر إلى الطفل الذكر على أنه هو الوريث المنتظر لثروة الأسرة و ضمان للأبوين في حالة عجزهم عند الشيخوخة في حين ينظر لإنجاب الإناث كعبء اقتصادي و مصدر قلق للأسرة أحيانا ، كما أن المرأة المصرية تعيش في حالة قلق و ترقب بعد كل حمل خوفا من إنجاب الإناث ، لأن مصيرها سيكون الطلاق بعد إنجاب الأنثى و إذا أنجبت الذكر فإنها ستصبح ملكة " !
رغم أن الطب الحديث أثبت أن الرجل ، هو المسئول عن تحديد نوع الجنين ، و ليست المرأة التي ظلمت قرون بسبب الرجل ، و كأن المرأة هي التي تنجب بمفردها.
و أضاف د. جمال أن المجتمع المصري مازال يفضل الأولاد على البنات لعده أسباب من أهمها غياب الوازع الديني و التفرقة الاجتماعية و التخليد لاسم الأب و الجهل بمستوى البنات على تحمل المسئولية بأي شكل من الأشكال.
المصدر : لها اون لاين
المقصود من نفس واحدة ، هي حقيقة واحدة و جوهرة واحدة
انسجام المراة و الرجل