تصريح القذافي لوفد العلماء
بتاريخ 21/9/78م توجهت مسيرة شعبية كبرى ، من بيروت إلى دمشق حيث كان يعقد "مؤتمر قمة الصمود و التصدي" لإثارة قضية الإمام الصدر في هذا المؤتمر.
و بطلب من القذافي ، تمّ اجتماع خاص بينه وبين وفد من المسيرة تألف من العلماء أصحاب الفضيلة الشيخ عبد الأمير قبلان ، الشيخ أحمد الزين ، الشيخ عبد الحليم الزين و الشيخ خليل شقير.
و في هذا الاجتماع صرّح القذافي:
1- أنه كان حدّد موعداً للاجتماع بالإمام الصدر في الساعة الواحدة والنصف بعد ظهر يوم 31/8/78 م ، إلا أن الإمام لم يحضر و قيل للقذافي أنه سافر.
هذا القول يثير السؤالين الآتيين :
أ - لماذا لا يحضر الإمام الصدر هذا الاجتماع ، و هو الذي جاء إلى ليبيا من أجله ، و مكث فيها أياماً ينتظر موعده الذي حدّد قبل ست ساعات و خمس و أربعين دقيقة من التوقيت المحدد في البيان الليبي لإقلاع الطائرة التي قيل أن الإمام سافر بواسطتها إلى روما ، علماً بأن الطائرة أقلعت بعد ثلاثة أرباع الساعة من هذا التوقيت ؟
ب - أين كان الإمام الصدر في ليبيا خلال الفترة الواقعة بين موعد الاجتماع بالقذافي و بين الموعد الفعلي لإقلاع الطائرة ، و هي فترة بلغت سبع ساعات و نصف.
و لماذا لم تُجْرِ السلطات الليبية تحقيقاً في هذا الأمر بعد انتشار نبأ الإخفاء ؟
إلا أن المعلومات المتوافرة من مصادر عدة ، تؤكد حصول الاجتماع ووقوع نقاش حاد خلاله و تباين شديد في وجهات النظر بمسألة محنة لبنان و الدور الليبي.
و تأيد ذلك بشكل خاص في حديث الملك خالد و الملك فهد بتاريخ 25/2/1979 للوفد الذي زار السعودية بموضوع الإمام و كان في عداده النائبان الأستاذان محمود عمار و محمد يوسف بيضون.
و توالت معلومات من مصادر دولية و خاصة ومنها أقوال صرح بها سراً وزير الخارجية الليبي السابق التريكي تفيد أن الإمام و رفيقيه احتجزوا بعد الاجتماع.
2- كما صرّح أن سفر الإمام الصدر و مرافقيه حصل دون إعلام السلطات الليبية . و أن أحد الموظفين الليبين السيد أحمد الحطاب تعرّف عليه في المطار فقام بتوديعه . هذا القول يثير أيضاً سؤالين:
أ - لماذا يغادر الإمام الصدر ليبيا وهو بضيافتها الرسمية، دون إعلام السلطة المضيفة؟
ب- كيف يتيسّر للإمام ومرافقيه مغادرة الفندق مع حقائبهم باتجاه المطار، قاصدين السفر، دون أن تتمكن السلطة الليبية من معرفة هذا الواقع في حينه وهي التي تعتمد نظاماً صارماً في المراقبة، لا سيما وأن الأمر يتعلق بضيف رسمي وبشخصية كبرى؟
3- وصرح أيضاً بأنه يعتبر قضية إخفاء الإمام الصدر إهانة عربية وإسلامية لليبيا نظراً لحرمة الضيف، ولذا فإنه يهتم بها ويضع كل إمكانياته لكشفها واتخذ إجراءات للتحقيق وأوفد بعثة إلى إيطاليا وأنه سيبلغ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالنتائج.
المصدر: مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث و الدراسات
تحقيق البعثة الامنية اللبنانية
النص الرسمي للبيان الليبي
أسباب و ظروف زيارة سماحة الإمام إلى ليبيا