أسباب و ظروف زيارة سماحة الإمام إلى ليبيا
قصة إخفاء الامام السيد موسى الصدر و رفيقيه الشيخ محمد يعقوب و الاستاذ عباس بدر الدين في ليبيا .
1- العلاقة مع ليبيا:
لم تكن للامام الصدر علاقة مع ليبيا و حكامها . و خلال محنة لبنان، كانت مواقفه تعارض السلوك الليبي ، ولم يحصل لقاء بينه وبين المسؤولين الليبيين. و عند مجيء جلود إلى لبنان في حزيران 1976 حيث قضى /45/ يوما اجتمع خلالها بمختلف القادة و رؤساء الفعاليات اللبنانيين ، لوحظ أن الامام الصدر كان وحده المستثنى من لقاءاته . و ابتداء من آب 1976 برزت علناً حملات إعلامية قاسية و دعوات تحريض مركزة ضد الامام الصدر من قبل الصحف و الجهات اللبنانية المعروفة بعلاقاتها مع ليبيا.
2- سبب زيارة ليبيا:
بادر الامام الصدر بعد الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان بتاريخ 14/3/1978 إلى القيام بجولة على بعض الدول العربية داعياً لعقد مؤتمر قمة عربي محدود ، يضم بعض الدول العربية سعياً لإنهاء محنة لبنان و إنقاذ جنوبه ، و هو ما أعلنه الامام الصدر بنفسه في حديثه لصحيفة " أخبار الخليج " البحرينية ("النهار"، 24/7/1978).
3- وقائع زيارة ليبيا:
حصلت هذه الزيارة بناء على إشارة خاصة من الرئيس الجزائري هواري بومدين أثناء اجتماع الامام السيد موسى الصدر به ، و ذلك في نطاق الغاية المبينة أعلاه لما للقذافي من تأثير على مجريات الوضع العسكري - السياسي اللبناني . وصل الامام الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25/8/1978 يرافقه فضيــلة الشيـخ محـمـد يعقوب و الصحــافي الاستـاذ عبـاس بـدرالدين في زيارة رسمية من أجل عقد اجتماع مع القذافي كما أعلن قبيل مغادرته لبنان ، و حلوا ضيوفاً على السلطة الليبية في "ف ندق الشاطئ " بطرابلس الغرب . أغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الامام الصدر إلى ليبيا و وقائع أيام زيارته لها ، و لم تشر إلى أي لقاء بينه و بين القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين . و انقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيـــا خلاف عــادته في أسفــاره ، حيث كـــان يكثـر من اتصــــالاته الهاتفية يومياً بأركان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان و بعائلته. إضافة إلى أن الصحافي بدر الدين رافق الامام بهذه الزيارة لتغطية أخبارها بواسطة "وكالة أخبار لبنان" التي يملكها ، الأمر الذي لم يحصل . ثبت في التحقيقات أن الامام الصدر كان على موعد للاجتماع بالقذافي خلال ليل 29-30 آب ، إلا أن العقيد ألغى هذا الموعد خلال اجتماعه بجماعة من اللبنانيين بينهم السادة : بشارة مرهج ، طلال سلمان، أسعد المقدم ، منح الصلح ، بلال الحسن و محمد قباني .
كما ثبت في التحقيقات أن الامام الصدر شوهد في ليبيا مع رفيقيه لآخر مرة ، يغادرون الفندق بالسيارات الليبية الرسمية الموضوعة بتصرفهم ، في الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم 31 آب متجهين للاجتماع بالقذافي الذي اعترف لوفد العلماء الذين اجتمعوا به في دمشق بتاريخ 21/9/1978 بأن موعد الاجتماع حُدد فعلا في الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر يوم 31 آب ، إلا أنه أنكر حصول الاجتماع و زعم أنه فوجىء بإبلاغه ان الامام الصدر و رفيقيه غادروا ليبيا دون تحقيق الاجتماع . إلا أن المعلومات المتوفرة من مصادر عدة ، تؤكد حصول الاجتماع و وقوع نقاش حاد خلاله و تباين شديد في وجهات النظر بمسألة محنة لبنان و الدور الليبي ، و تأيد ذلك بشكل خاص في حديث الملك خالد و الملك فهد بتاريخ 25/2/79 للوفد الذي زار السعودية بموضوع الامام ، و كان في عداده النائبان الاستاذان محمود عمار و محمد يوسف بيضون. و توالت معلومات من مصادر دولية و خاصة، و منها أقوال صرح بها سراً وزير الخارجية الليبي السابق التريكي ، تفيد أن الامام و رفيقيه احتجزوا بعد الاجتماع و استمروا محتجزين و كانت أمكنة احتجازهم معروفة لغاية شباط 1979.
المصدر: صفحةالامام موسي الصدر
النص الرسمي للبيان الليبي
تحقيق البعثة الامنية اللبنانية
تصريح القذافي لوفد العلماء