العروج الملكوتي
ذكرى شهداء فتح بستان فتحدث الشهيد دستغيب قائلاً: "أبداننا هذه جيفة، كلنا يموت والموت حق وما أفضل ألاّ نموت على فراش النوم " فكشف عن أمله في الالتحاق بركب الشهداء. وللدرجات المعنوية التي امتلكها شهيدنا، كان قد أُلهم بشهادته قبل حدوثها. يقال إن أحدهم رأى قبل شهادته في المنام أن مكاناً احترق بالنيران وأخذ الدخان يتصاعد حلقات حلقات، وكان السيد يصعد مع الدخان ويكتب في السماء " لا إله إلا الله ". وعندما أوصوه بالمحافظة على نفسه أكثر قال: " الشهادة فخر لنا، هل تحسدونني على بلوغ درجة تكون فخراً لي ".
كما تقول ابنة شهيد المحراب عن العلم بالحادثة التي كانت قريبة الوقوع : "في الليلة التي قبل الحادثة رأيت في المنام المرحومة والدتي مع أخي في [ضريح] شاهچراغ تقدم للناس طعاماً بابتهاج، كما كان صحن شاهچراغ قد ألبس السواد. فسألت المرحومة أمي: "ما الخبر؟" فقالت: "جئنا لاستقبال الشهداء، اليوم تشييع جنازة".
عند منتصف الليل تقريباً، أي ساعات قبل الكارثة، استيقظ السيد من النوم، وجلس مضطرباً في فراشه، وضع يده على جبهته وأخذ يردد "لا حول ولا قوة إلا بالله". كان وضعه يحكي عن منام مرعب. قال اليوم لا أتكلم إلا بالإشارة والرمز. في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الجمعة 20 آذر (الشهر التاسع) 1360هــ.ش خرج كعادته إلى صلاة الجمعة. يقول حارسه عندما خرج من الدار توقف قليلاً وأحكم حزام وسطه و قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون ". بعد ذلك نزل من السلم وأخذ يسير واضعاً يداً على صدره وأخرى يشير بها إلى الأعلى. بعد لحظات أسرعت إليه فتاة في التاسعة عشرة من زمرة المنافقين الخائنة مع عدة كيلوات من مادة الــ "تي أن تي" بحجة أنها تريد إيصال رسالة إلية بيدها، ثم دوى انفجار مهيب تقطع على أثره السيد عبد الحسين دستغيب إرباً إرباً كمولاه المظلوم الإمام أبي عبد الله الحسين (ع). جدران الزقاق وأبواب الدور والأرض وسطوح المنازل غرقت بالدماء، ولم يكن من المقدور تمييز الأجساد عن بعضها. ومنها أخذ المصلون ينوحون قائلين: "العيون تصب، القلوب تلتهب، دستغيب تقطع، سوف لا يرجع".
كفنوا الشهيد ووري جثمانه الثرى، إلا أنه لوحظ في كفنه كيس إضافي! وفي صباح أربعينية الإمام الحسين الموافقة لليوم السابع من شهادته، جاء خبر أن سيدة علوية رأت الليلة السابقة المرحوم في المنام وقال لها: "إني غير مرتاح لأن قطعاً من جسمي باقية بين طابوق الزقاق، ألحقوها بي اليوم". فبدأ البحث؛ وبعد سعي حثيث وجدت قطع من الجلد واللحم.. في الساعة العاشرة من تلك الليلة أقيم تشييع آخر ووضعت هذه القطع من بدنه في ذلك الكيس الإضافي، وفتح القبر وألحقوها به. بعد ذلك رأى ولد الشهيد في رؤيا صادقة أباه مع الشيخ الشوشتري.
المصدر: دار الولاية للثقافه و الاعلام _مع التصرف
خدمات ونشاطات الشهيد اية الله دستغيب
بيان الإمام الخميني (قده) في شهادة اية الله دستغيب