خصائص أسلحة الدمار الشامل
تتميز هذه الأسلحة بعدة خصائص تميزها عما سواها ، فمن ذلك:
1- ليس لها سلاح مضاد يمنع تأثيرها أو يبطل أثرها : فالطائرة مثلا لها مضادات جوية و هي طائرة مثلها ، و لها مضادات أرضية كالمدافع المضادة للطائرات و الصواريخ و هكذا ، أما أسلحة الدمار الشامل فليس هناك سلاح ، يمنع تأثيرها أو يبطل أثرها
2- التأثير الشديد على البيئة : تؤثر أسلحة الدمار الشامل على البيئة كلها سواء الإنسان أو الحيوان أو الزرع أو الهواء تأثيرا شديدا ، كل ذلك في آن واحد ، ولايقتصر أثرها على مكون من مكونات البيئة كالإنسان مثلا.
3- امتداد التأثير زمنيا : لا يقتصر أثر تلك الأسلحة على الفترة الزمنية ، التي استخدم فيها السلاح أو قريبا منها ، بل قد يمتد أثره إلى عدة عقود تالية لاستخدامه حتى إنه يشمل أجيالا لم تكن مخلوقة زمن استخدامها .
4- القوة التدميرية الهائلة التي تفوق الخيال : فلهذه الأسلحة قدرة فائقة على التدمير ، فلا يقتصر أثرها على إحداث بعض الإصابات التي يسهل علاجها في بعض المجالات ، بل تتعدى ذلك إلى التدمير الكلي أو قريبا منه سواء للإنسان أو الحيوان أو الزرع أو التربية أو الهواء
5- المساحة التدميرية الضخمة : السلاح العادي مهما بلغت قوته التدميرية لا يتعدى مساحة محدودة ، بينما مساحة التدمير و الخراب التي توجدها أسلحة الدمار الشامل مساحة واسعة جدا تبتلع حجم مدينة ، (و إن وجدت محاولات لإيجاد طرازات من هذه الأسلحة يكون تأثيره محدودا بمساحة أقل ، لكنه يبقى مع ذلك أكثر بكثير جدا من المساحة التي تتأثر بالأسلحة التقليدية) . ويترتب على العاملين الأخيرين زيادة حجم الإصابة و الدمار بدرجة عالية ، حتى إنها تشمل الكثيرين من المحاربين و غير المحاربين و من الموجودات جميعها
6- الأمراض الفتاكة : التي تبقى مع المصابين في تلك المعارك (سواء كانوا من الجنود أو من غيرهم) ، بعد نهايتها ، و إلى نهاية حياة المصاب في غالب الأحيان.
التخطيط الإسلامي لايعتمد الرغبة في القتل بأي ثمن و من غير ضوابط ، و من ثم فإن بالإمكان الزعم أن أسلحة الدمار الشامل غير مرغوب فيها إسلاميا لما تعتمده من الفتك و الفساد ، الذي يعاني منه البشر و الحيوان و النبات و البيئة ، و لايقتصر على الجنود في ميادين القتال، حيث يعم القتل من هو من أهل القتال ممن يجوز قصدهم بالقتل، وغيرهم ممن ليس من أهل القتال كالنساء والصبيان ومن في حكمهم ممن لا يجوز قصدهم بالقتل،
و مما يستدل به لما تقدم من منع استخدام هذا النوع من الأسلحة قوله تعالى : " و إذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ، و يهلك الحرث و النسل و الله لا يحب الفساد "، فكان الإهلاك الذي يعم الحرث و النسل من الإفساد في الأرض و الله لا يحب الفساد ، و لأن عمارة الأرض مقصد شرعي ، و هذا السلاح على الضد من عمارة الأرض ، و لأن القتال في الإسلام مخصوص بالمقاتلين و من في حكمهم ، و هذا السلاح يعم الجميع الإنسان و الحيوان و النبات و البيئة.
فالسلاح الذي يعم ضرره بحيث يصيب من هو من أهل القتال ، و من ليس من أهله لا يجوز استعماله إلا في حالات الضرورة ، المنضبطة بضوابط الشريعة، لكن الضرورة تقدر بقدرها ، فلا ينبغي تجاوزها كما و لاكيفا و لاموضعا .
مخاطر أسلحة التدمير الشامل الإسرائيلية على العالم العربي والإسلامي
ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل