حجم أسلحة التدمير الإسرائيلية ، و أسباب الصمت الدولي عليها
تُحاط أسلحة التدمير الشامل الإسرائيلية بتعتيم استراتيجي و إعلامي غربي ، برغم تأكد واشنطن من تصنيع إسرائيل نحو ثلاثمائة قنبلة نووية و صواريخ طويلة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية ، بل إن الولايات المتحدة تسهم في تكاليف إنتاج تلك الصواريخ ، وقد أسهمت فرنسا في بناء المفاعل النووي الإسرائيلي بُعَيد اغتصاب فلسطين ، ولدى إسرائيل معهد لبحوث الأسلحة البيولوجية على مساحة 14 هكتاراً ، و يُحاط بأسوار عالية و حماية أمنية مشددة ، و يعمل به نحو ثلاثمائة شخص ، بينهم 120 عالماً متخصصاً ، غير أن واشنطن و لندن ، حشت قواتهما ضد العراق بدعوى أنه لا يزال يمتلك أسلحة تدمير شامل ، فشل المفتشون الدوليون في إثبات وجودها ، وقد أصبح العالم أسير هذه القضية ، بينما ينسى أو يتناسى الترسانة الإسرائيلية .
و حسب تعريف الأمم المتحدة ، لاتقتصر أسلحة التدمير الشامل على الأسلحة النووية ، التي راح ضحيتها لأول مرة في هيروشيما و نجازاكي أكثر من 300 ألف إنسان ، و إنما تشمل أيضاً أسلحة كيماوية و بيولوجية ، تُستعمل فيها المواد و الغازات السامة و الفيروسات و الجراثيم و الحشرات ، و إسرائيل هي الوحيدة في الشرق الأوسط التي ترفض توقيع اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية ،
و قد هدد بعض مسؤوليها صراحة باستخدام السلاح النووي لضرب السد العالي جنوب مصر، كما صرحوا بأن إسرائيل لن تتخلى عن خيارها النووي ، و لن تقبل بالتفتيش الدولي لمنشآتها النووية ، و حولت إسرائيل 3 غواصات ألمانية لديها إلى منصات لإطلاق صواريخ كروز الحاملة لرؤوس نووية ، تتمركز اثنتان منهما في البحرين المتوسط و الأحمر، و يتراوح مداها بين 900، 1300 كيلو متر ، و من ثم فهي تطول مصر و باكستان و إيران .
و يخشى المراقبون ، أن يكون امتلاك إسرائيل لهذه الترسانة النووية دافعاً لجيرانها لامتلاك أسلحة كيماوية و بيولوجية ، باعتبارها أرخص و أسهل تصنيعاً ، و تروِّج إسرائيل حالياً فيلماً و ثائقياً بعنوان " القنبلة النووية تحت القبو " ، تسعى لعرضه في العالم العربي ، و يظهر فيه رئيس الوزراء الأسبق ( شيمون بيريز ) ، مهندس الاتفاق مع فرنسا على بناء مفاعل ديمونة في عهد ( بن جوريون ) ، ليقول للمشاهدين بتحدٍ: ( نعم حصلنا على المفاعل ، بل و على ما هو أكثر اليورانيوم و أشياء أخرى ) ، و يلاحظ أن تعمد إسرائيل إعلان امتلاك السلاح النووي صراحة ، يأتي بعد هجمات سبتمبر 2001 ، التي استغلتها تل أبيب ، لتوطيد علاقتها أكثر من أي وقت مضى بواشنطن ، و كان فني يعمل في المفاعل النووي الإسرائيلي يدعى ( موردخاي فانونو ) ، قد سرب معلومات عن المفاعل إلى جريدة بريطانية كبرى ، فاختطفته الموساد من بريطانيا ليُعاقب عام 86 بالحبس 18 عاماً.
أما ( كيلي ميلهورن ) ، رئيس البرنامج الدولي الخاص بوقف التسلح النووي ، فأكد أن إسرائيل تمتلك معظم مخزونات و منشآت أسلحة التدمير الشامل في منطقة الشرق الأوسط ،
و توجد معظم مقرات قدرات إسرائيل التسليحية النووية و الكيماوية و البيولوجية في ديمونة بصحراء النقب ، و ناحال سوريك جنوب تل أبيب و كفر زكريا ، و يوديفات ، و عيلا بون شرق الجليل، و تنوي إسرائيل بناء مفاعل نووي آخر بالنقب .
و يقول تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية في لندن : ( إن إسرائيل تمتلك قدرات بحثية و تصنيعية، لإنتاج غاز الخردل و الأعصاب في ( نيستونا ) على بعد 12 ميلاً جنوب تل أبيب ، وقد تذمر الأهالي هناك من التأثيرات المحتملة عليهم ) ، و
يضيف التقرير: ( أن إسرائيل تخزِّن كميات من غاز الأنثراكس و مواد سامة أخرى ، كالتي استعملها عميل للموساد في الأردن لمحاولة اغتيال خالد مشعل ( رئيس المكتب السياسي لحماس ) ، و استعملت إسرائيل السلاح الكيماوي المعروف بالنابالم في تلغيم قناة السويس منذ هزيمة 67، لمحاولة منع القوات المصرية من عبورها ) .
أما الأسلحة البيولوجية ، فقد استعملتها على نطاق واسع ، لتفريغ الأراضي الفلسطينية من أصحابها قبل و بعد حرب 48، إذ سممت مياه الشرب بميكروبي التيفود و الدوسنتاريا ، كما نشر بعض عملائها ميكروب الكوليرا في مصر و سوريا عامي 47، 48 على نطاق واسع ، و تردد مصادر المعارضة المصرية ، أن إسرائيل أطلقت الفئران النرويجية المصابة بالطاعون في المحافظات المتاخمة لسيناء منذ عام 67 ، و لازالت هذه الفئران المعروفة بكثرة و سرعة تناسلها ، تلتهم المحاصيل في الحقول و مخازن الغلال ، بل و تقضم أحياناً أطراف الأطفال الصغار ، و تضيف تلك المصادر ، أن إسرائيل منذ بداية تطبيع العلاقات مع القاهرة ، نجحت في تهريب أسمدة كيماوية و بذور ، أدت إلى تخريب مساحات واسعة من التربة و المحاصيل في مصر.
و كشف سقوط طائرة شحن تابعة لشركة (العال) فوق امستردام عام 92 ، تصنيع إسرائيل أسلحة كيماوية ، فقد ثبت أن الطائرة كانت تنقل 50 جالوناً من مادة كيماوية ، تستعمل في إنتاج
غاز الأعصاب (سارين) ، فضلاً عن كيماويات أخرى ، و حاولت إسرائيل إذَّاك النفي ، إلا أنها عادت و اعترفت بالحقيقة مدعية ، أن الكمية المشحونة من الولايات المتحدة ، كانت ستستعمل لاختبار الأقنعة الواقية ، و تبرر الولايات المتحدة سكوتها عن أسلحة التدمير الشامل الإسرائيلية ، بأن إسرائيل لا تمثل تهديداً لأمنها .
خصائص أسلحة الدمار الشامل
ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل