• عدد المراجعات :
  • 1239
  • 4/11/2012
  • تاريخ :

الصراع بين السنة وابن تيمية (1)

العالم

يعتبر ابن تيمية أحد أهم الشخصيات المؤثرة في عصره ، وقد كثر أتباعه من أيامه إلى هذا اليوم ، وقد حصلت بينه وأتباعه وبين خصومهم من السنة صراعات شديدة استمرت إلى يومنا الحاضر.

وقد تصدى له عدة من كبار علماء السنة وفقهائهم من الأشاعرة والحنابلة ، وقد صنف عدة من كبار علماء السنة وفقهائهم كتباً في الرد على معتقداته أخذت أسلوب الهجوم الشديد عليه وعلى أتباعه كابن قيم الجوزية ، فممن صنف في الرد عليه وعلى ابن القيم السبكي فقد رد على ابن القيم وأستاذه ابن تيمية في كتاب السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل وعلق عليه وأكمله الكـوثـري نائب شيخ الإسـلام في الدولـة العثمانية والـذي كـان من فقهاء الأحناف المعروفين (1)

وقال ابن حجر الهيتمي المكي صاحب كتاب الصواعق المحرقة : ابن تيمية عبد خذله الله وأضله ، وأعماه وأصمه وأذله ، وبذلك صرّح الأئمة الذين بينوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد ذلك فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبي الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العز بن جماعة وأهل عصرهم وغيرهم من الشافعية والمالكية والحنفية .

إلى أنْ قال : والحاصل أن لا يقام لكلامه وزن ، بل يرمى في كل وعر وحزن ويُعتقد فيه أنه مبتدع ضال ومضل ، جاهل غال ، عامله الله بعدله وأجارنا من مثل طريقته وعقيدته وفعله آمين . (2)

إلى أنْ قال : ولا زال يتبع الأكابر حتى تمالأ عليه أهل عصره ففسقوه وبدعوه بل كفره كثير منهم ، وقد كتب إليه بعض أجلاء أهل عصره علماً ومعرفة سنة خمس وسبعمائة من فلان إلى الشيخ الكبير إمام أهل عصره بزعمه ...

إلى أنْ قال :

ولم يقنع بسب الأحياء حتى حكم بتكفير الأموات ، ولم يكفه التعرض على من تأخر من صالحي السلف حتى تعدى إلى الصدر الأول ومن له أعلى المراتب في الفضل ، فيا ويح من هؤلاء خصماؤه يوم القيامة ، وهيهات أنْ لا يناله غضب ، وأنى له بالسلامة ، وكنت (3) ممن سمعه وهو على منبر جامع بالصالحية وقد ذكر عمر بن الخطاب فقال : إنّ عمر له غلطات وبليـات وأي بليـات ، وأخبر عنـه بعض السلـف أنـه ذكر علي بن أبي طالب (ع)  فقال : إنّ علياً (ع) أخطأ في أكثر من ثلاثمائة مكان ، فياليت شعري من أين يحصل لك الصواب إذا أخطأ علي (ع) بزعمك كرم الله وجهه وعمر بن الخطاب ، والآن قد بلغ هذا الحال إلى منتهاه والأمر إلى مقتضاه ولا ينفعني إلا القيام في أمرك ودفع شرك لأنك قد أفرطت في الغي ووصل أذاك إلى كل ميت وحي ، وتلزمني الغيرة شرعاً لله ولرسوله ، ويلزم ذلك جميع المؤمنين وسائر عباد الله المسلمين بحكم ما يقوله العلماء ، وهم أهل الشرع وأرباب السيف الذيـن بهـم الوصـل والقطـع إلى أنْ يحصـل منـك الكف عـن أعـراض الصالحين رضي الله عنهم أجمعين . (4)

وقال أيضاً : وقـال بعضهم : ومن نـظر إلى كتبه لم ينسب إليـه أكثر من هـذه المسائل ، غير أنه قائل الجهة وله في إثباتها جزء ، ويلزم أهل هذا المذهب الجسمية والمحاذاة والاستقرار ، أي فلعله في بعض الأحيان كان يصرح بتلك اللوازم ، فنسبت إليه ، وربما نسب إليه ذلك أئمة الإسلام المتفق على جلالته وإمامته وديانته وأنه الثقة العدل المرتضى المحقق المدقق ، فلا يقول شيئاً إلا عن تثبت وتحقق ومزيد احتياط وتحر ، سيما إنْ نسب إلى مسلم ما يقتضي كفره وردته وضلالته وإهدار دمه ، فإنْ صح عنه مكفر أو مبدع يعامله الله بعدله وإلا يغفر لنا وله . (5)

ويقول أيضاً : وإياك تصغي إلى ما في كتب ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية وغيرهما ممن اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ، فمن يهديه من بعد الله ، وكيف تجاوز هؤلاء الملحدون الحدود ، وتعدوا الرسوم وخرقوا سياج الشريعة والحقيقة ، فظنوا بذلك أنهم على هدى من ربهم وليسوا كذلك بل هم على أسوأ الضـلال وأقبـح الخصـال ، وأبلـغ المقـت والخسـران ، وأنهى الكذب والبهتان ، فخذل الله متبعهم ، وطهر الأرض من أمثالهم . (6)

المصادر:

(1) وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات منها طبعة مكتبة زهران بالقاهرة سنة 1993 م .

(2) الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيتمي ص 114 ط. دار المعرفة / بيروت .

(3) هذا كلام الشخص الذي كتب إلى ابن تيمية سنة خمس وسبعمائة حسب نقل ابن حجر في الفتاوى الحديثية . .

(4) الفتاوى الحديثية ص 115 ، 116 .

(5) الفتاوى الحديثية ص 117 .

(6) الفتاوى الحديثية ص 203 ، 204 .


مصادر الفكر الوهابي

الوهابيون و صفات الله

الوهابيه وتعريفهم الايمان بالقدر

الشيعة و المنتظروالصحابة في منهاج السنّة لابن تيميه والرد عليه

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)