الفكر الأصيل_ الحكومَة الإسلاميّة (3)
1- حَول الحكومَة الإسلاميّة
والمسألة الأخرى هي أن العادة قد جرت بتشكيل حكومات مزيفة بدلاً من الحكومة الإسلامية الحقيقية. فكثير من الذين حكموا باسم الإسلام لحد اليوم، إنما كان وجودهم بمثابة تهمة موجهة الى الإسلام.
فعلى العالم الإسلامي - اليوم - أن يعرف ما هي الحكومة الإسلامية؟ وما لم يعرف ذلك، فمن المحتمل أن تتركالإدعاءات الباطلة لأعداء الإسلام تأثيرها في هذا المجال.
عندما تكون هناك في زاوية من العالم دولة غنية مثل إيران، تسلَّط عليها الإستكبار العالمي وخاصة أميركا لفترة طويلة، وكان يعتبرها معقلاً قوياً لحفظ مصالحه، وتحدث فيها ثورة على أساس الإسلام، وترحب الجماهير بالحكومة الإسلامية، وتحكّم القرآن في جميع أمورها، فإن هذا الأمر يشكل خطراً علىالإستكبار العالمي. ثم إنالإستكبار العالمي لن يتمكن - والحال هذه - من أن يدّعي بأن الدين هو أفيون الشعوب.
لقد كان هذا الإدعاء قائماً لعشرات السنين، حتى أن البعض قد آمن به. ولكن أي شخص يستطيع - اليوم - أن يعتقد بأن الدين هو أفيون الشعوب؟ وعندما تقوم أكثر الأفكار الإستكبارية والرأسمالية رجعية بمهاجمة الجمهورية الإسلامية بأحدث الأسلحة، فكيف يمكن اتهام نظامنا بالرجعية؟ وهل يمكن للنظام الذي يدعو الناس الى الإستقلال والحرية، أن يكون رجعياً؟ وهل يمكن للنظام الذي يدعو الناس الىالإستقلال والحرية أن يكون رجعياً؟ وهل يمكن لأعدائنا أن يدّعوا بأن نظام الجمهورية الإسلامية الذي يقف على رأسه إنسان زاهد، إنسان متّقٍ، يجسد حياة الأنبياء، نظام طاغوتي وملكي؟ وهل يمكن لمثل هذا النظام أن يتبع الأهواء والشهوات الدنيوية؟
كيف يريد أعداء الإسلام أن يتحدَّوا نظاماً يدعمه الشعب بكل ما يملكه من طاقات؟
قد يستطيع هؤلاء - عبر أحابيلهم - أن يوجدوا أنظمة مشابهة، ولكنها تظل مزيفة.
إن خطر تشكيل أنظمة إسلامية مزيفة في العالم الإسلامي اليوم بات كبيراً، وعلى المسلمين أن يأخذوا هذا الأمر بنظرالإعتبار. ومن هنا فإننا نعتقد بوجوب تحديد مفهوم الحاكمية في الدين.
آية الله العظمى السيد علي الخامنئي
الفكر الأصيل
الفكر الأصيل _الحكومَة الإسلاميّة (2)
دور العقل و الاجماع في تبيين المعارف الإسلامية
القيادة الدينية وقوى الضغط