محاولات اغتيال المدرس
محاولات اغتيال… و نفي
بالاضافة إلى عمليات التشويه السياسي والإعلامي والتضييق، التي كان يتعرض لها السيد المدرس، كانت هناك محاولات جادة لتصفيته جسدياً، أو جرحه ونفيه، تعرض لها خلال عمره الشريف المليء بالمواقف الخالدة؛ فقد تعرض السيد حسن المدرس إلى محاولتي اغتيال، كانت الأولى في اصفهان على يد مرتزقة الملك القاجاري المستبد "محمد علي شاه"، الذي عارض الحركة الدستورية، وهاجم المجلس بالمدافع سنة (1908م)، وأعدام وسجن ونفى الثوار، وقد نجا السيد المدرس من تلك المحاولة ولم يصب بسوء.
أما المحاولة الفاشلة الثانية، فكانت على أيدي مرتزقة "رضا خان"، الذي كان رئيساً للوزاراء آنذاك ــ سنة (1923م)، حيث هاجمه عشرة من المسلحين في صحن مدرسة "سبهسالار" وانهمر عليه الرصاص كالمطر، وقد نجا من هذه المحاولة أيضاً، إلا أنه أصيب بأربع رصاصات في ذراعه الأيسر وكتفه.. وعندها قال كلمته المشهورة في جوابه على برقية الدكتاتور "رضا خان"، التي بعثها إليه وهو في المستشفى: "المدرس لا يزال حياً، رغم أنوف الأعداء"!
وكذلك تعرض السيد المدرس مرتين للاعتداء بالضرب؛ الأولى عندما اشتد الجدل في المجلس الوطني بينه وبين "محمد تدين"، الذي كان من المتحمسين لفكرة الجمهورية، ومن مرتزقة "رضا خان" في المجلس، فأحرجه السيد بكشفه عن تاريخ عمالته لبريطانيا، وانه كان ممن يريد ربط إيران بالاستعمار البريطاني بشكل كامل، من خلال معاهدة 1919م المعروفة بمعاهدة "وثوق الدولة"، والتي وقف إزاءها السيد المدرس على رأس الكتلة الوطنية، وقاد الحملة الشعبية، وحرّض العلماء في إيران والنجف على الضغط لإلغائها وعدم إقرارها في المجلس. وبعد ذلك الجدل الحاد وفي فترة الاستراحة اعتدى (حسين بهرامي) الملقب بــ"إحياء السلطنة" ــ وهو من أتباع "محمد تدين" ــ على السيد المدرس بضربة وجهها إليه مما أدى إلى استياء شديد في المجلس، وانتفاضة علمائية شعبية، أدت إلى أن يتخلى "رضا خان" عن دعواه لاقامة الجمهورية.
والثانية كانت سنة (1923م) عندما أعلن "رضا خان" الأحكام العرفية، وأقام حصاراً شديداً على الأقلية في المجلس التي يرأسها السيد المدرس، وصارت البلاد سجناً لا يطاق، حتى انه اعتقل جميع أصحاب صحف الأقلية وأصحاب الصحف المستقلة، وأغلق دور النشر التي تصدرها، وقد مُنعت الأقلية تحت وطأة هذه الممارسات الدكتاتورية من التحدث في المجلس؛ فقدمت الأقلية طلب استيضاح الحكومة، وكان "رضا خان" يخاف ويتضايق من كلمة استيضاح، على الرغم من أن الأكثرية في المجلس هم من مرتزقته، أو ممن يخافونه؛ فقامت مجموعة من مرتزقته بالاعتداء على ثلاثة من قادة الأقلية، وهم السيد المدرس، والشاعر المعروف بــ"ملك الشعراء"، والسيد حائري زاده اليزدي، وهم خارجون من المجلس، وذلك قبل يوم من موعد الاستيضاح، ونتيجة للمشادة والضرب والصياح، سمع الناس بالحادث، فهرعوا للمكان، وهجموا على المرتزقة، وخلصوا الثلاثة من أيديهم، وقد جرح السيد المدرس والسيد حائري زاده اثر ذلك.
كما ان السيد المدرس نفي مرتين، الأولى عندما قام "رضا خان" و"السيد ضياء الدين الطباطبائي" بانقلاب عام (1920م) الأسود والذي أمسك خلاله رضا خان بزمام السلطة بمساعدة السفارة البريطانية وعملائها، فقامت حكومة ضياء الدين المعروفة بــ(الحكومة السوداء) باعتقال ونفي الكثير من الشخصيات الوطنية والمعادية للانجليز، وكان من جملتهم السيد المدرس، حيث اعتقل، ثم نفي إلى مدينة قزوين، وبقي هناك أحد عشر شهراً حتى سقطت الحكومة السوداء، وفرّ ضياء الدين خارج البلاد، فعاد السيد إلى طهران من جديد.
والمرة الثانية التي اعتقل وأبعد فيها عندما أصبح "رضا خان" ملك إيران المتوّج، فاعتقل السيد المدرس سنة (1928م) ثم أبعد إلى شرقي إيران، جنوب محافظة خراسان وهناك كان استشهاده.
المصدر : دار الولاية للثقافه و الاعلام _مع التصرف
مدرس مثالا للزهد والقناعة
مدرس ...أنموزج الشجاعة
المدرس و موقفه من الانتفاضات و الحركات المحلية
السيد حسن المدرس في راي العلماء