• عدد المراجعات :
  • 1024
  • 11/24/2007
  • تاريخ :

الحجّ في الأدب العربي
الحجّ

 

مختارات شعريّة

 

أنشد الإمام علي بن الحسين(عليه السلام) وقد كان متعلّقاً بأستار الكعبة:

 

يا من يجيب دعاء المضطر في الظلم
يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت قاطبة
وأنت وحدك يا قيّوم لم تنم
أدعوك ربّ دعاءً قد أمرت به
فارحم بكائي بحق البيت والحرم
ان كان عفوك لا يرجوه ذو سرف
فمن يجود على العاصين بالنّعم

 

ومع ميمية ابن القيم وهو يصور رؤية البيت :

 

ولمَّا رَأَتْ أبصارُهُم بيتَهُ الذي
قُلوبُ الورى شوقاً إليه تَضرَّمُ
كأنَّهُمُ لم يَنْصَبُوا قَطُّ قَبْلَهُ
لاَنَّ شَقَاهُمْ قد تَرَحَلَّ عَنْهُمُ
فلِلهِ كَمْ مِنْ عَبْرَة مُهْرَاقة
وأُخرى عَلَى أثارِها لا تَقَدَّمُ
وقد شَرِقت عينُ المحبِ بِدَمْعِهَا
فينظُرُ مِنْ بَيْنِ الدُّمُوعِ ويُسجمُ
إذَا عَايَنَتْهُ العينُ زَالَ ظَلاَمُهَا
وَزالَ عَن القلبِ الكئيبِ التألمُ
ولا يَعْرِفُ الطَّرْفُ المُعَاينُ حُسْنَهُ
إلَى أن يعودَ الطرفُ والشوقُ أعظمُ
ولا عَجَبٌ مِنْ ذَا فَحِينَ أضافَه
إلِى نفسِه الرحمنُ فهو المُعَظَّمُ
كساهُ من الإجلالِ أعظَمَ حُلَّة
عليها طِرَازٌ بالملاَحَةِ مُعْلَمُ
فَمِنْ أَجْلِ ذَا كُلُّ القلوبِ تُحِبُّهُ
وتَخضَعُ إجلالا لَهُ وتُعَظِّمُ

 

ولابن القيم أيضاً تصوير آخر لموقف الحجّ :

 

وراحوا إلى التعريف يرجون رحمة
ومغفرة ممن يجود ويكرم
فلله ذاك الموقف الأعظم الذي
كموقف يوم العرض بل ذاك أعظم
ويدنو به الجبار جلّ جلاله
يباهي بهم أملاكه فهو أكرم
يقول عبادي قد أتوني محبة
وإني بهم بر أجود وأرحم
فأشهدكم أني غفرت ذنوبهم
وأعطيْتهم ما أملوه وأنعم
فبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي
به يغفر الله الذنوب ويرحم
فكم من عتيق فيه كمل عتقه
وآخر يستسعي وربك أرحم
وما رؤي الشيطان أغيظ في الورى
وأحقر منه عندها وهو ألأم
وذاك الأمر قد رأه فغاظه
فأقبل يحثو الترب غيظاً ويلطم
وما عاينت عيناه من رحمة أتت
ومغفرة من عند ذي العرش تقسم
بنى ما بنى حتى إذا ظن أنه
تمكن من بنيانه فهو محكم
أتى الله بنياناً له من أساسه
فخر عليه ساقطاً يتهدم
وكم قدر ما يعلو البناء وينتهي
إذا كان يبنيه وذو العرش يهدم

 

من شعر أبو زكريا الصرصري :

 

وأحرموا ثمّ لبَّوْا خاشعين لذي الـ
ـجلال كلٌّ إلى مولاه مبتهلُ
وساوت السوقةُ الأملاكَ تحسبهم
إلى الحساب من الأجداث قد نَسَلُوا
وشارفوا عرفات فاستبان لهم
أن الحجيج إلى ما حاولوا وصلوا
فيا له موقفاً فيه لوافده
جوائز الفضل والرضوان تُبتذلُ
وفاض بالمشعر الإحسان فوقهم
وبالمُنى في منى من ربهم حصلوا
ثم استقلوا إلى البطحاء حين قضوا
رَمْيَ الجمار وقد نالوا الذي أملوا
طافوا بذات الستور ازداد معلمها
جلالة وبهاءً ليس ينفصل
وأحسنوا السعي بين المروتين وفي
المقام بعد الطواف وانتقلوا
شفوا بزمزم داء الصدر واعتمروا
وما بدا لهم من صالح عملوا
وودعوا البيت والأحشاء واجفة
وفي القلوب لآلام النوى شُغُلُ

 

 

للشيخ محمد علي كمونة ، في وقت كان السفر على ظهور الإبل :

 

نرى ظعناً يبغي (منىً) فا (لمحصّبا)
فادنى إليه اليعملات وقرّبا
 وقوّض من بعد الإقامة راحلا
يلفّ الربى بالبيد والبيد بالربى
وجشمها شرق البلاد وغربها
إذ جاز منها سبسباً أمّ سبسبا
ليقضي عليها من (منىً) غاية المنى
فقد شاقه من (شعبه) ما تشعبا
وقد جنحت (للخيف) حتى كأنما
قوائمها نيطت بأجنحة الصّبا
وأرسلها وخداً إلى ذلك الحمى
ومنه الجناب الرحب حيّا ورحبا
وعرّس كيما يستريح ركابه
بأعطافها مما عراها وأتعبا
ولما حدا الحادي وهاج اهاجها
رواقص للادلاج هجنَ تطرّبا
ووجّه تلقاء (المعرّف) وجهه
ليقضي به فرض (الوقوف) تقرّبا
ولما قضى (التعريف) والشمس آذنت
 وقد أزف الترحال ـ أن تتحجّبا
وحيث (أفاض) الناس أرخى ركابه
وألوى به (للمشعرَين) ونكّبا
وقد رقصت عند (المحسّر) من (منى)
به وعلى أكوارها ماس مطربا
وضجّ فضجّ الناس كلّ مؤدّياً
من (الذكر) ما نصّ الإله وأوجبا
ومال الى جمع (الجمار) و(رميها)
ولما رماها ساق (هدياً) وقرّبا
وطاف (ببيت الله) سبعاً إنابةً
إليه وصلّى في (المقام) وعقّبا
وقد أوسع (الأركان) عند (استلامها)
دموعاً فخيل السيل قد بلغ الزبى
وأكثر عند (المستجار) تنصّلا
إلى ربّه مما أسَاءَ وأذنبا
وساغ إليه الورد من ماء (زمزم)
وأعذِبْ بماء ورده ساغ مشربا
و(للسعي) بين (المروتين) مهرولا
سعى وبجلباب الخضوع تجلببا
وسارع (للتقصير) غير مقصّر
وشرّق (للتشريق) ينحو (المحصّبا)
ولما قضى نسكاً (مناسك) حجّه
نحا (يثربا) لا أبعد الله يثربا

 

من شعر وليد الأعجمي :

 

طاف «بالبيت» فاستهلَت جُفونُهْ
عَبرات فاضتْ بهنَّ شؤونُهْ
واحتواه من الجلالةِ شوقٌ
وبأعماقه استفاق دَفِينُه
شاعر عاشق له سُبُحاتٌ
بهوى المكَّتين باد حنينُهْ
هائم قلبُهُ، وفي كل واد
عند «أُمّ القرى» تَهيج شجونُهْ
يَتَمَلَّى من الجمال فنوناً
وجمالُ الإِيمان شتَّى فنونُهْ
ويداري هواه بالشعر نحوي
فيباريه بالنشيد أنينُهْ
وانثنى ضارعاً وللدمع سَمْطٌ
لؤلؤىٌّ منثَّرٌ مَكنونُهْ
يشتكي باللوى لواعجَ شوق
وبِسَلْع وساكنيه سكونُهْ
بثَّ شكواه بالقريضِ حزيناً
ومن الشعر ما يُريحُ حزينُهْ
وتمنى وهو الذي قد تساوتْ
عنده أُمنياتُهُ ومَنُونُهْ
هيبة «البيت» علَّمته بياناً
بالهوى زاد والتقى تبينُهْ
رقَّ باللفظِ شعره، والمعاني
حين راقت يَزينُها وتَزينُهْ
كلُّ أنشودة له حين تُتلى
تُنِعشُ القلبَ رقةً وتُلينُهْ
كالغواني الحسانِ مِسنَ دلالا
وجنى الروض قد تَدَلَّتْ غصونُهْ
أيها الشاعر المُشوق تمهّل
«كعبة الله» هذه و «يَمينُهْ »
يَجِفُ القلبُ خاشعاً في حِمَاهَا
و «بأركانها » يطيب ركونُهْ
و «مقامُ الخليل » فيضٌ ونورٌ
للبرايا مكانُهُ ومكينُهْ
وصلاةٌ «بالبيتِ» تَعدلُ عُمْراً
بالضلالاتِ قد تَقَضَّتْ سنونُهْ
عَرَفَ الأنسَ شاعرٌ أرهَقتْهُ
بالخطايا ذنوبُهُ وديونُهْ
ملأ الحبُّ قَلبه والحنايا
ألَقاً من سناه ضاءَتْ دجُونُهْ
واستنارت له سبيل هُداه
فَتلاَشَتْ أوهامُهُ وظنونُهْ
وتسامى بالروح حيث استقرَّتْ
جَبْهَتاه على «الحصى » وجَبِينُهْ
مطمئنَّ الضَّمير طَلَقَ الُمحيا
رَضِيَتْ نفسُهُ وقَرَّتْ عيونُهْ
وله في النهار سَبْحٌ طويلٌ
تَتوخّاه في الحياة شؤونُهْ
ويعاني بناشئَات الليالي
وَطْأةً، ربُّه عليها يُعِينُهْ
ويناجي الإِلهَ بسرٍّ خفيٍّ
عن سوى الخالقِ العظيم يصونُهْ
حَسْبُهُ وقفةٌ بِجُنْح الدياجي
والخلّيون هُجَّعٌ ومجُونُهْ
حَسْبُهُ سجدةٌ ستغدو كتاباً
تَتَلقَّاه بالحسابِ يَمينُهْ
ورحيقٌ من نبعِ «زمزم» يروي
كلَّ صاد تَسنيمُهُ ومَعِينُهُ
فَجَّرَتْها عناية الله عيناً
أيْنَ منها أنهارُهُ وعيونُهْ
ثَرَّة بالعطاءِ وبالخيراتِ ثَجَّـ
ـاجُها طعام طُعْم سمينُه
وشفاءٌ من كلِّ سُقم وداء
يتلوّى مبطونُهُ وطعينُهْ
يغمرُ القلبَ بالَمسَرَّاتِ واد
آهلاتٌ منه الصفا وحجُونُهْ
وهدير الدعاء لله حولَ الـ
ـبيت طَابتْ أنغامُهُ ولحُونُهْ
واختلاف الألوانِ في الحج
والألسن آيات بهنَّ يَقْوى يَقينه
قصدوا موطنَ الرجاءِ وفودًا
وسحابُ الِرِّضْوَانِ سحَّ هُتونُهْ
يبتغون الرِّضا ويَرجُونَ ربَّاً
مانحاً فضلهُ لمنْ يَستَعينهْ
وعَجِلنا إليك ربِّ لترضى
يومَ لا ينفع القرينَ قرينُهْ
وبحوم المضمار لن يتساوى
أعوجيٌّ مُجَرّدٌ وهَجينُهْ
ومضَى ركبُهُ إلى «عرفات»
وبوادي نُعْمان حَطَّتْ ظُعُونُه
ومِنَ الدَّمْعِ هَلَّ بالسَّفْحِ سَفْحٌ
فوقَ خديهِ يَسْتَدِرُّ سَخِينُهْ
جذوة الوجد بين جَنْبيهِ شَبَّتْ
كشبا السَّيفِ أرهفتْه قُيونُهْ
كلَّما حاولَ اصطباراً عليه
يَهتِكُ الدَّمعُ صَبرَهُ ويخُونُهْ
وطيوب «الخيام» فاحَتْ فقلنا
عَطَّر الرَّوضَ عابقاً نسرينُهْ
ورياحُ البشرى وبين يَديها
تتهادى بِيضُ السَّحابِ وجُونُهْ
والغماماتُ ظُلَّةٌ تتنزّى
بالرَّبابِ الرَّطيب إذ حان حِينُهْ
بردهُ يطفىءُ الأوامَ كريماً
ويُنقي الفؤادَ مَما يَرينُهْ
وترى أوْجُه العبادِ وِضاءً
زانهَا نَضرْةُ النَّعيمِ ولِينُه
نَاضِرَات لِرَبِّها نَاظِرَات
أزْلِفَتْ حُورُهُ إليهم وَعِينُهْ
وضجيجُ الحجيج يَعلو وَيحلو
بالمناجاةِ وَقْعُهُ ورَنينُهْ

رَبَّنا هَبْ لنا من الأمر رُشداً
وسبيلا إلى العُلا نَستَبينُهْ
نَجِدُ الأمْنَ والسعادة فيه
فَلَقدْ عَزَّ من سبيل أمينه
ولقد ذَلَّت الرِجَال ودانَتْ
لِلذي كان قبلَ ذاكَ تُدِينُهْ
نَقَضَتْ عهدها وخانَتْ فَهانتْ
واعتراها ذُلُّ الفسادِ وهونُهْ
ورأينا بأعين العَجز مَنَّا
هَجْعَةَ الَّليثِ حين دِيسَ عَرينُهْ
عزمةٌ منك تبعث العزم فينا
صارماً حَدُّه وَرَيّاً كمينُهْ
أملا يملأ النفوس فيمضي
يَحْطِمُ القيدَ بالإِباءِ رَهينُهْ
كالربيعِ الضَّحوكِ يَطْفَحُ بِشراً
بأزاهيره زَهَا تلوينُهْ
وعلى سَجْعِ طيرهِ وغِناهُ
رَفَّ زَيتُونُهُ وَرفْرَفَ تِينُهْ
أجدَر النّاس بالكرامةِ عبدٌ
تَلِفَت نَفْسُه لِيَسْلَمَ دِينُهْ

 

 


نبذة تاريخيّة عن القبلة في المسجد النّبويّ الشّريف

يومُ الحجِّ الأكبر

أسماء مكّة

أسواق مكّة و المدينة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)