الغضب و دوره التدميري في حياة الانسان
الغضب حالة جنونية ، يغيب فيها العقل ، و تحلّ الغريزة مكانه ،
لماذا يغضب الإنسان ، و متى يحدث ذلك ؟ ، سؤال قد نطرحه على انفسنا بعد أن تهدأ فورة الغضب ، و يعود الانسان الى رشده ، نعم فحالة الغضب لاتنتمي الى الحكمة و العقل المتوازن ، بل هي على العكس من ذلك ، حالة أقرب الى الجنون و فقدان السيطرة على الاعصاب ، و بالتالي فهي حالة من الانفلات او الهياج الذي غالبا ما يؤدي بالانسان الى حالة الندم ، و في تعريفه لهذه الحالة يرى احد الكتاب ، بأن الغضب هو ثورة الأعصاب ، و هو حالة من الإنسياق الجارف مع الموقف الانفعالي ، الذي يسرق زمام النفس من ( العقل ) و ( الإرادة ) المتحكّمة ، ليُسلمه بيد ( الغريزة ) ، و الغريزة عوراء ، لاترى إلاّ بعين واحدة .
فالعقل و الإرادة و الرويّة و الصبر و التريّث و التماسك ، كلّ هذه الأجهزة تتعطّل ـ كوساطات حميدة ـ أثناء اشتعال الغضب و اندلاع نيرانه ، فلايكون لها أيّ دور في إيقاف هذه الحالة الثورانية ـ من هياج الثور ـ المكتسحة المدمّرة ، أي انّها تترك ـ مجبرةً ـ الحبل على الغارب للغريزة ، التي استجاشت ، و استشاطت إثر وخزة ، أو إثارة خارجية ، أو احتقان داخلي ، ولم يردّها إلى رشدها أيّة دعوة للانضباط و التماسك و السيطرة على جماحها .
في تعريف حالة الغضب يرى احد الكتاب ، بأن الغضب هو ثورة الأعصاب ، و هو حالة من الإنسياق الجارف مع الموقف الانفعالي ، الذي يسرق زمام النفس من ( العقل ) و ( الإرادة ) المتحكّمة ، ليُسلمه بيد ( الغريزة ) ، و الغريزة عوراء ، لاترى إلاّ بعين واحدة .
لذلك فإن الانسان الغاضب غالباً ، ما يكون فاقداً للسيطرة على نفسه ، و لعل الخطر يكم في حالة اعتياد الانسان لهذه الحالة ، فهي قد تصبح نوعاً من السلوك الملازم لحياة الانسان سواء في المحيط العائلي او العملي الخارجي ، و هنا ستكون خسائر مثل هذا الانسان المعتاد على الغضب جسيمة و كبير سواء على المستوى الشخصي او العائلي او حتى على المستوى الجمعي ، فمثل هؤلاء الناس غالباً ما تؤثر هذه الحالة على وضعهم الصحي ، و تفاقم من معاناتهم في الحياة الخاصة و العامة ، ثم هناك العائلة ، التي تتضرر كثيراً من غضب الانسان ، لاسيما اذا كان المسؤول الاول على العائلة ، حيث يتحول الجو العائلي الى جو متشنج و مخيف على نحو دائم ، ناهيك عن تحاشي المجتمع عن التعامل مع فرد ، كهذا يغضب من ابسط الحالات ، حتى يصبح الغضب علامته الدالة.
إنّ الغاضب ، و هو تحت سورة الغضب ، لايرى بعينيه بل بعيني غضبه ، و الغضب ـ بحسب طبيعته ـ أعمى ، لايرى إلاّ التدمير ، و هو كالجوعان الذي عضّه الجوع ، لايتردد في أكل أي شيء ، فهذه غريزة و تلك غريزة ، ولكنّ الغضب حالة جنونية ، يغيب فيها العقل ، و تحلّ الغريزة مكانه ،
و هناك من يرى من المختصين بأن ثمة نوعين من الغضب ، الأول ايجابي و الآخر سلبي ، و يُقال عن الغضب الايجابي هو من النوع الذي يندفع اليه الانسان تحت مبرر مقبول ، مثل المس بالقيم و المقدسات ، و ما شابه حيث يكون هنالك عذر لمن يغضب في هذه الحالة ، و يدافع عن قيمه و مقدساته و غيرها ، في حين ان النوع الثاني من الغضب ، و هو ما يُطلق عليه بالغضب السلبي ، عادة ما يحدث تحت أتفه و أبسط المبررات ، حتى يُصبح حالة دائمة و ملازمة لسلوك الانسان ، و هو نوع من الغضب الهائج الذي غالباً ما يعود على صاحبه بالخسائر الجسيمة و الندم الكبير ، و لعل اخطر ما يميز الغضب السلبي انه دائم الحدوث ، و لايستطيع الانسان ( المريض به ) ، أن يسيطر على نفسه ، و لايعرف متى يغضب او متى يهدأ ، و كأنه ( قنبلة موقوتة ) قد تنفجر في أية لحظة.
إنّ الغاضب ، و هو تحت سورة الغضب ، لايرى بعينيه بل بعيني غضبه ، و الغضب ـ بحسب طبيعته ـ أعمى ، لايرى إلاّ التدمير ، و هو كالجوعان الذي عضّه الجوع ، لايتردد في أكل أي شيء ،
و قد يسأل سائل هل هناك إمكانية لعلاج مثل هذا النوع من الغضب ، و لعل لب الجواب يتمحور ، و يدور حول طريقة واحدة يمكن للانسان ان يتجنب فيها غضبه ، حتى العلم النفسي الحديث أكد عليها و هي قضية الايمان ، بمعنى ان على الانسان الذي يعاني من فورات الغضب السلبية المفاجئة ، ان يلجأ الى الايمان اولاً ، و ان يتبحر في هذا المجال ، و ان يروّض نفسه باللجوء الى الله سبحانه ، و قرآنه الكريم ، و الاحاديث النبوية الشريفة ، و أدعية الأئمة الاطهار و أولياء الله الصالحين ، فكلما تعمّ الانسان في بحر الايمان ، كلما كان اكثر سيطرة على نفسه و اعصابه و قلبه و لسانه ، و بالتالي سيتخلص شيئاً فشيئاً من هذا المرض الخطير ، الذي ينغّص حياته الفردية و العائلية ، و يدمر علاقاته في المحيط الخارجي العملي او غيره.
إذن على الانسان ، ان يمرن نفسه على الصبر و التقوى و الهدوء و الحكمة ، و أن يؤمن بأن الحياة لن تسير في الاتجاه الصحيح بقوة الغضب ، بل ستنحرف نحو الجادة الخطأ بتأثير الغضب السلبي ذاته ، و أن يتعلم الانسان من خلال الايمان كيف يتحكم بغرائزه ، و يقود نفسه لاان تقوده هي الى اهداف و مسالك خاطئة ، و كل ذلك في متناول اليد ، لكن المطلوب هو العمل الجاد و السعي الحثيث للسيطرة على النفس ، و ترويضها ، و تدريبها ، و تعويدها على السبل الصحيحة و الصالحة في خوض معترك الحياة.
المصدر: شبکة النبا
هل الكسوف دليل علي غضب الله؟
المزج بين الغضب و الرأفة
لا تغضب .. هل تستطيع؟
10 نصائح لتقليل غضب الامهات