• عدد المراجعات :
  • 12457
  • 8/5/2009
  • تاريخ :

أعمال ليلة النصف من شعبان

الامام المهدي(عج)

فضل الليلة :

و هي ليلة بالغة الشرف ، سئل الإمام الباقر ( عليه السلام ) عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقال ( عليه السلام ) : ( هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، و يغفر لهم بمنّه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فإنّها ليلة آلى الله عز و جل على نفسه ، أن لا يردّ سائلاً فيها ، ما لم يسأل المعصية ، و إنّها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت ، بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) ، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى ، و الثناء عليه ... ) .

أعمال الليلة :

 نذكر منها ما يلي :

الغسل ، فإنّه يوجب تخفيف الذنوب .

2ـ إحياؤها بالصلاة و الدعاء و الاستغفار ، كما كان يصنع الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) ، و في الحديث : ( من أحيا هذه الليلة ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) .

 3ـ زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، و هي أفضل أعمال هذه الليلة ، و توجب غفران الذنوب ، و من أراد أن يصافحه أرواح مائة و أربعة وعشرين ألف نبي ، فليزره ( عليه السلام ) في هذه الليلة . و أقل ما يزار به ( عليه السلام ) أن يصعد الزائر سطحاً ، فينظر يمنة و يسرة ، ثمّ يرفع رأسه إلى السماء ، فيزوره ( عليه السلام ) بهذه الكلمات : ( السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكاتُهُ ) ، و يرجى لمن زار الإمام الحسين ( عليه السلام ) حيثما كان بهذه الزيارة ، يكتب له أجر حجّة و عمرة .

4ـ أن يدعو بهذا الدعاء ، و هو بمثابة زيارة للإمام الغائب ( عليه السلام ) : ( اللّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَ مَوْلُودِها وَ حُجَّتِكَ وَ مَوْعُودِها الَّتِي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدقا وَ عَدلاً ، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ وَ لا مُعَقِّبَ لآياتِكَ نُورُكَ المُتَأَلِّقُ وَ ضِياؤُكَ المُشْرِقُ وَ العَلَمُ النُّورُ فِي طَخْياء الدَيْجُورِ ، الغائِبُ المَستُورُ جَلَّ مَولِدُهُ وَ كَرُمَ مَحتِدُهُ وَ المَلائِكَةُ شُهَّدُهُ وَ اللّهُ ناصِرُهُ وَ مُؤَيِّدُهُ إذا آنَ مِيعادُهُ وَ المَلائِكَةُ أَمْدادُهُ ، سَيْفُ اللهِ الَّذِي لايَنْبُو وَ نُورُهُ الَّذِي لا يَخْبُو  وَ ذُو الحِلْمِ الَّذِي لا يَصبُو مَدارُ الدَّهرِ وَ نَوامِيسُ العَصرِ وَ وُلاةُ الأمْرِ وَ المُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ فِي لَيلَةَ القَدرِ وَ أَصحابُ الحَشْرِ وَ النَشْرِ تَراجِمَةُ وَ حْيِهِ وَ وُلاةُ أَمْرِهِ وَ نَهْيِهِ .

اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَ قائِمِهِمْ المَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ ، اللّهُمَّ وَ أدْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَ ظُهُورَهُ وَ قِيامَهُ وَ اجْعَلْنا مِنْ أنْصارِهِ وَ اقْرِنْ ثَأْرَنا بِثَأْرِهِ وَا كْتُبْنا فِي أَعْوانِهِ وَ خُلَصائِهِ وَ أحْيِنا فِي دَوْلَتِهِ ناعِمِينَ وَ بِصُحْبَتِهِ غانِمِينَ وَ بِحَقِّهِ قائِمِينَ وَ مِنَ السُّوء سالِمِينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ الحَمْدُ للّهِ رَبِّ العالَمِينَ وَ صَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّيِنَ وَ المُرْسَلِينَ وَ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَ عِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ ، وَ العَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ وَا حْكُمْ بَيْنَنا  وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ ) .

5ـ قال إسماعيل بن فضل الهاشمي : علّمني الإمام الصادق ( عليه السلام ) هذا الدعاء لأدعو به ليلة النصف من شعبان : ( اللّهُمَّ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الخالِقُ الرَّازِقُ المُحْيِي المُمِيْتُ البَدِيُ البَدِيعُ ، لَكَ الجَلالُ وَلَكَ الفَضْلُ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَنُّ وَلَكَ الجُودُ وَلَكَ الكَرَمُ وَلَكَ الأمْرُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، يا واِحُد يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ ؛ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَاقْضِ دَيْنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي ، فَإِنَّكَ فِي هذِهِ الليلة كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ تُفَرِّقُ وَمَنْ تَشأُ مِنْ خَلْقِكَ تَرْزُقُ فَارْزُقْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَأَنْتَ خَيْرُ القائِلِينَ النَّاِطِقينَ : وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ وَإِيَّاكَ قَصَدْتُ وَابْنَ نَبِيِّكَ اعْتَمَدْتُ وَلَكَ رَجَوْتُ فَارْحَمْنِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ) .

6ـ ادع بهذا الدعاء الذي كان يدعو به النبي ( صلى الله عليه وآله ) في هذه الليلة : ( اللّهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ ما يحَوُلُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ وَمِنَ اليَّقِينِ ما يَهُونُ عَلَيْنا بِهِ مُصِيباتُ الدُّنْيا ، اللّهُمَّ أَمْتِعْنا بِأَسْماعِنا وَأَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما أَحْيَيْتَنا وَاجْعَلْهُ الوارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثأْرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا وَانْصُرْنا عَلى مَنْ عادانا وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا فِي دِينِنا وَلا تَجْعَلْ الدُّنْيا أَكْبَر هَمِّنا وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ) .

7ـ أن يقرأ الصلوات التي يدعى بها عند الزوال في كل يوم .

8ـ أن يدعو بدعاء كميل .

9ـ أن يذكر الله بكل من هذه الأذكار مائة مرّة : ( سُبْحانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ ، وَلا إِلهَ إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ) ، ليغفر الله له ما سلف من معاصيه و يقضي له حوائج الدنيا و الآخرة .

10ـ يقال في هذه الليلة : ( إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ القاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ وَلَكَ فِي هذا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشأُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ ، وَها أَنا ذا عُبَيْدُكَ الفَقِيرُ إِلَيْكَ المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ ، فَإِنْ كُنْتَ يا مَوْلاي تَفَضَّلْتَ فِي هذِهِ الليلة عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ واَّلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيما ، إِنَ اللهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لاتُخْلِفُ المِيعادَ ) ، و هذا دعاء يدعى به في الأسحار عقيب صلاة الشفع .

11ـ أن يسجد السجدات ، و يدعو بالدعوات المأثورة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، منها : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( كان ليلة النصف من شعبان و كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند عائشة ، فلمّا انتصف الليل قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن فراشه ، فلما انتبهت وجدت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قام عن فراشها ، فداخلها ما يدخل النساء ـ أي الغيرة ـ و ظنّت أنّه قد قام إلى بعض نسائه ، فقامت تلفّفت بشملتها ، و أيم الله ما كانت قزّاً و لاكتّاناً و لاقطناً ولكن سداهُ شعراً و لحمتُه أوبار الإبل ، فقامت تطلب رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) في حجر نسائه حجرة حجرة ، فبينا هي كذلك إذ نظرت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ساجداً كثوب متلبّد بوجه الأرض ، فدنت منه قريباً فسمعته يقول في سجوده :

( سَجَدَ لَكَ سَوادِي وَخَيالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤادِي هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسِي يا عَظِيمُ تُرْجى لُكُلِّ عَظيمٍ اغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلاّ الرَبُّ العَظِيمُ ) .

ثم رفع رأسه وأهوى ثانياً إلى السجود ، و سمعته عائشة يقول : ( أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضأَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الأَوّلِينَ وَالآخِرِينَ مِنْ فُجأَةِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ ، اللّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْبا تَقِيّا نَقِيّا وَمِنَ الشِّرْكِ بَرِيئا لا كافِرا وَلا شَقِيّا ) .

ثم عفّر خديه في التراب ، و قال : ( عَفَّرْتُ وَجْهِي فِي التُّرابِ وَحُقَّ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ ) .

فلّما همَّ رسول الله بالانصراف هرولت إلى فراشها ، و أتى النبي إلى الفراش ، و سمعها تتنفس أنفاساً عالية ! ، فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما هذا النفس العالي ؟ ، تعلمين أيّ ليلة هذه ؟ ، ليلة النصف من شعبان ، فيها تقسم الأرزاق ، و فيها تكتب الآجال ، و فيها يكتب وفد الحاج ، و إنّ الله تعالى ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من شعر معزى قبيلة كلب ، و ينزل الله ملائكته من السماء إلى الأرض بمكّة ) .

تقبل الله أعمالكم ون سألكم الدعاء .

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)