القرآن يتجلى في نعمة البحار و أسرارها
قال تعالى : ( الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفُلك فيه بأمره و لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) ، ( الجاثية/ 12) .
و قال تعالى : ( ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ) ، ( لقمان/ 31) .
نعم الله لاتُعد و لاتُحصى ، و من نعمه سبحانه أن خلق البحار على الحالة التي هي عليها ، من العمق و الملوحة ، و ملأها بالأسماك التي هي من أعظم الأغذية للإنسان ، و خلق فيها كثيراً من الحيوانات المفيدة له. و جعلها سبحانه أيضاً قابلة لملاحة السفن التي تسير فيها من بلد إلى بلد ، للتواصل و التجارة.
فلولا هذا السطح العظيم من الماء الذي يغمر ثلثي الكرة الأرضية ، لما تمت عملية التبخر ، و لما تمت عملية المطر الدورية ، التي هي قوام الحياة على الأرض.
ولو جعل ماء البحار عذباً ، لدبّ فيه الفساد ، بما فيه من الحيوانات ، و بما يصب فيه من سواقط اليابسة. ولو جعل في ناحية منعزلة من الكرة الأرضية ، غير مفرق بين القارات ، لتعطلت دورة المياه العجيبة ، في صعوده من البحر بالتبخر ، و عودته إليه من طريق الأنهار و الأمطار ، ولعادت اليابسة مستنقعاً لمياه الأنهار.
و قد ذكر سبحانه في آيات كتابه المجيد نعمة جريان السفن في البحر ، ( و فيه إشارة خفية إلى قانون ( أرخميدس ) ، الذي تُبنى على أساسه الفلك ).
فهل كان هذا الناموس المحكم المتزن الدقيق ، الذي يجعل كل جسم غاطس في الماء يتلقى من الأسفل إلى الأعلى دفعاً عمودياً قائماً مساوياً لوزن الماء المعادل لحجمه.
فإذا فاق وزن الجسم وزن الماء غرق ، و إن نقص عنه طفا!.
هذا الناموس الذي بسره تسبح الأسماك ، و يستطيع الإنسان أن يبني سفناً كالأعلام ، ضخامة ، و إتساعا ً، و وزناً.
و يجعلها لو شاء من حديد ، و يحمل في جوفها ما شاء من الأثقال ، و يضمن بالحساب الدقيق أن يلقيها في البحر فلا تغرق ! .
القرآن يتجلى في تكوين المياه
القرآن يظهر معجزات النمل
من عجائب الاستخارة
علاج الغضب بالقرآن و السنة النبوية