القائد : الانتخابات الرئاسية الاخيرة ، جسدت ثقة الشعب بالنظام
امتلات اجواء طهران اليوم ، و في ظل صلاة الجمعة الحماسية ، التي اقيمت بامامة قائد الثورة الاسلامية ، و مشاركة كافة شرائح الشعب ، كانت بعطر المعنوية و ذكر امام العصر و الزمان ارواحنا لتراب مقدمه الفداء .
و اعتبر قائد الثورة الاسلامية ، سماحة اية الله العظمى السيد على الخامنئي في صلاة الجمعة التاريخية ، التي اقيمت اليوم في طهران ، اعتبر في تصريحات مهمة ، ان ذكر الله و الوثوق بمسعدة الله و زيادة السكينة و الهدوء ، هي من اهم عناصر خروج الشعب الايراني المؤمن مرفوع الراس من العواصف و الاحداث ، التي شهدها خلال الاعوام الثلاثاين الماضية مستعرضا بشكل صريح و شفاف الابعاد المختلفة للمنافسة الانتخابية و القضايا التى استتبعتها ، مؤكدا بالقول : ( ان الحضور غير المسبوق و الحماسي للشعب في ال22 من خرداد / 12 يونيو حزيران / كانت عرضا عظيما للثقة و الامل و الحيوية الوطنية ، و زلزال سياسي للاعداء ، و عرس تاريخي لاصدقاء ايران و الثورة و جميع الناخبين الحماسيين و الواعين ، الذين قدروا باربعين مليون ، و شاركوا في هذه الانتخابات ، انما صوتوا للامام و الثورة و الشهداء و المرشحين الاربعة ايضا، هم من النظام الاسلامي ، و لذلك على الجميع متابعة قضاياهم في اطار القوانين الشفافة .
و استعرض قائد الثورة الاسلامية في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة ، التي شهدت كرارا اطلاق هتافات التكبير و التعبير عن الاحاسيس في معرض تبيينه و تفصيله للقضايا المختلفة المتعلقة بالانتخابات ، موضوعات مختلفة توجه بها الى الشعب ، و مرشحي الانتخابات الرئاسية ، و النخبة ، و الناشطين السياسيين ، و كذلك قائد بعض دول الغرب الاستكبارية .
و اشاد سماحته بالشعب الايراني الواعي و المؤمن و حضور اكثر من اربعين مليون ناخب نبيل في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ، معتبرا ذلك بانه عرض عظيم للشعور بالمسؤولية و روح المشاركة ، و اضاف : ( ان الحماسة و المحلمة التي سطرها الشعب على صعيد الاعلان عن تضامنه و تناغمه مع النظام الاسلامي ، و المشاركة غير المسبوقة لحوالي 85 بالمائة من الشعب في الانتخابات ، مؤشر على الرحمة الله و تفضله و العناية الخاصة لامام العصر و الزمان ، حيال الشعب الايراني و نظام الجمهورية الاسلامية ) .
و اعتبر اية الله الخامنئي ان الحضور الحماسي المشفوع بالوعي للشباب في كافة انحاء البلاد في الانتخابات ، الرئاسية العاشرة ، بانه تجسيد لاستمرار الالتزام السياسي و الشعور بالمسؤولية للجيل الاول للثورة في الجيل الصاعد ،
و اضاف : ( انني اعرب عن امتناني و تواضعي امام عظمة الشعب الايراني و شبابنا ).
و اشار قائد الثورة الاسلامية الى اختلاف ازواق الشعب و تصويتهم لمرشحين مختلفين في الانتخابات الرئاسية ، و اضاف : ( ان الاحساس بالمسؤولية ، و الالتزام الجماعي لصيانة البلاد ، و النظام واضحة بشكل جلي من الاراء المختلفة للجماهير الى درجة ، ان حضور النساء و الرجال و الشيبة و الشبان و القوميات و المذاهب الدينية المختلفة و المدنيين و القرويين سكر محلمة ، لا يمكن نسيانها ، شكلت زلزالا سياسيا لاعداء ايران و الثورة ، و عرس حقيقيا و تاريخيا لاصدقاء الشعب الايراني في كافة انحاء العالم .
و اعتبر سماحته ، ان مشاكرة 40 مليون ناخب في الانتخابات الرئاسية الاخيرة بانه انتفاضة شعبية عامة للتعبير عن الولاء للامام و الثورة و الشهداء ، و اضاف : ( بهذه الانتفاضة العظيمة استعاد النظام الاسلامي انفاسه ، ليواصل مسيرة التقدم و الرفعة ، و جسد المعنى الحقيقي لسيادة الشعب الدينية امام انظار المعادين للنظام ) .
و اعتبر قائد الثورة الاشلامية ، ان الحضور المشفوع بالثقة و الحرية و الامل و الحيوية الوطنية في الانتخابات الرئاسية ، كان جواب الشعب الايراني للاعلام المسموم لوسائل اعلام الاستكبار منوها بالقول : ( ان ثقة الشعب بالنظام ، تجسدت مرة اخرى في الانتخابات الاخيرة ، باعتبارها اكبر رصيد للجمهورية الاسلامية الايرانية ، و اعداء الاسلام و ايران ، يحاولون النيل من هذه الثقة الوطنية عبر التشكيك في نتائج الانتخابات ، و اثارة تساؤلات حول شرعية النظام من خلال التقليل من المشاركة الشعبية ، و اذا ما تحقق هذا الهدف ، فانه لا يمكن قياسه مع اي ضرر او خسارة اخرى ) .
و المح سماحته الى الاعلام المسموم لوسائل الاعلام الاستكبارية خلال الاشهر الاخيرة حول التزوير في نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية ، و اضاف : ( لقد نصحت اخوتنا الاعزاء خلال الخطاب ، الذي القيته لمناسبة السنة الايرانية الجديدة ، بان لا يكرروا كلام العدو حول التزوير ، لان الاجانب يريدون التشكيك في الثقة ، التي حصل عليها النظام من خلال مسؤوليه و ادائه خلال الاعوام الثلاثين الماضية ).
و نوه قائد الثورة الاسلامية الى المنافسة الحرة و الجادة للمرشحين خلال فترة الحملة الانتخابية ، و منها المناظرات التلفزيونية الشفافة و الصريحة ، و قال : ( ان المنافسة الحادة بين المرشحين الاربعة للانتخابات الرئاسية ، كانت بمثابة المافسة بين التيارات العائدة للنظام الاسلامي ، ولكن وسائل الاعلام الصهيونية الخبيثة ، و من خلال اكاذيبها ، سعت الى اظهار هذا التنافس ، على انه تنافس بين الموالاة و المعارضة ).
و اشار اية الله الخامنئي الى معرفته عن كثب للمرشحين الاربعة ، و اضاف : ( احد هؤلاء المرشحين ، هو الرئيس الخدوم و المثابر و المجد و الموثوق ، و الاخر كان رئيسا للوزارء على مدى ثماني سنوات خلال فترة رئاستي ، و المرشح الاخر كان قائد قوات حرس الثورة ، و احد القادة الاساسيين خلال فترة الدفاع المقدس ، و المرشح الاخر ايضا ، تولى رئاسة مجلس الشورى الاسلامي لدورتين ، و لذلك فان جميع هؤلاء السادة هم من عناصر النظام ، و يعودون للنظام ، و التنافس بين هؤلاء خلافا للاعلام الصهيوامريكي و البريطاني الخبيث ، هو تنافس داخل النظام .
و المح قائد الثورة الاسلامية الى اختلاف الرؤى و التوجهات السياسية و برامج المرشحين الاربعة ، و قال : ( ان اختلاف الرؤى هذه ، هي في داخل اطر النظام و البته انا ارى ، ان بعض الاشخاص هم انسب الى ادارة البلاد ، ولكنني لم انقل رايي او تشخيصي الى عامة الشعب ، و لم يكن لزاما على الشعب ، ان يعملوا وفقا لهذا التشخيص لان الانتخابات ، هي للشعب ، و نتائجها تترجم وفقا لتشخيص الشعب ) .
و وصف المناظرات التلفزيونية بانها ابداع مهم و لافت ، مضيفا القول : ( ان المناظرات الشفافة و الجادة و الصريحة احبطت الاعلام الاجنبي ، الذي كان يعتبر المنافسة الانتخابية غير حقيقية ) .
و اعتبر اية الله الخامنئي ان الجدية و الصراحة و الارغام على الدفاع و الرد على الانتقادات الكثيرة و شفافية مواقف الشخصيات و التكتلات ، بانها من النقاط الايجابية للمناظرات ، و اضاف : ( لقد الناس من خلال مشاهدة هذه المناظرات و سائر البرامج الاعلامية الاخرى الحصول على قدرة الحكم و التشخيص ، و ادركوا ان النظام الاسلامي ليس لديه شيء باسم داخل النظام و خارجه ، و انه لا يعتبر الناس من الغرباء ، و انه يعترف حقيقة بحق الشعب في مجال التصويت الواعي ) .
و راى سماحته ان حرية التعبير و تربية الاذهان و النهوض بمستوى قوة انتخاب الشعب ، بانها من الاثار الايجابية الاخرى للمناظرات ، مشيرا الى انسحاب مطالب المرحشين في المناظرات الى الشوارع و البيوت ، مؤكدا بالقول : ( لا شك ان احدى اسباب زيادة اصوات الناخبين بمقدار عشرة ملايين قياسا بالانتخابات السابقة ، هي المشاركة الذهنية و الفكرية للمواطنين في الانتخابات ، الامر الذي ادى الى ان ينزل الشعب الى الساحة ، و لذلك فان هذه المناظرات و التوجهات امر جيد ) .
و راى اية الله الخامنئي ، ان استمرار المناظرات على مستوى الادارة امر جيد و ضروري ، و اضاف : ( علينا من خلال تصحيح العيوب و النقاط السلبية للمناظرات استمرارها ، لكي يجد كافة الاشخاص و المسؤولين انفسهم امام النقد و الانتقادات و ضرورة الرد عليها ) .
و في معرض تبيينه للنقاط السلبية للمناظرات ، اشار قائد الثورة الاسلامية الى اثارة الضغائن و الاحقاد و التركيز على الشائعات و ضعف الجانب المنطقي للبحث و اثارة مشاعر و عصبية المتناظرين ، معربا عن استيائه لهذه العيوب ، و اضاف : ( مع الاسف فان المناظرات في بعض الاحيان ، اتسمت بطابع تخريبي بالنسبة للحكومة الفعلية و الحكومات السابقة ، ما اثار قلق و مشاعر انصار المرشحين ) .
و حمل قائد الثورة الاسلامية طرفي المناظرة المسؤولية ، و اضاف : ( ان احد الاطراف ، قال الى رئيس الجمورية الشرعي للبلاد اهانات و اتهامات صريحة و مخجلة و من خلال نشره لاحصائيات ملفقة للحكومة ، كان يصف رئيس الجمهورية الذي يحظى برصيد اصوات الشعب بانه كاذب و خرافاتي و عراف ، و بذلك كان ينتهك الاخلاق و القانون و الانصاف و الجانب الاخر ايضا من خلال خطوات مماثلة ، كان يحاول التقليل من شان الماضي المشرق للثورة الاسلامية خلال الاعوام الثلاثين الماضية ، و يثير تساؤلات حول شخصيات ، كرست حياتها من اجل النظام ، و يبين اتهامات لم تثبت في المراجع القانونية المخولة البت فيها ) .
و انتقد قائد الثورة الاسلامية طرح موضوعات حول الفساد المالي لاقارب الشيخين هاشمي رفسنجاني و ناطق نوري ، و اضاف : ( البته لم يتهم اي احد هاتين الشخصيتين بالفساد المالي ، ولكن كل من لديه مزاعم حول اقارب هاتين الشخصيتين ايضا ، فان عليه عدم التطرق اليها في وسائل الاعلام قبل اثباتها في المراجع و القنوات القانونية ، لان مثل هذه الاجراءات ، تؤدي الى اثارة مناخ سيئ في المجتمع و اذهان الشباب ) .
و اشار الى معرفته للشيخ هاشمي رفسنجاني منذ خمسين عاما و الخدمات ، التي قدمها للثورة و النظام ، و اضاف : ( ان الشيخ رفسنجاني ، كان من الشخصيات الاساسية و المهمة خلال فترة النظام ضد النظام الشاهنشاهي و بعد الثورة ايضا ، كان من اكثر الشخصيات تاثيرا ، التي رافقت الامام الراحل /ره/ ، و وصل الى حدود الشهادة عدة مرات هذا فضلا عن انه ، كان الى جانب القيادة منذ رحيل الامام ) .
و تابع قائد الثورة الاسلامية قائلا : ( ان الشيخ رفسنجاني صرف امواله قبل الثورة في سبيل النضال ، و خلال الاعوام الثلاثين الماضية ايضا من خلال تصديه لمسؤوليات كثيرة في اكثر مراحل الثورة و النظام حساسية ، و لم يكسب من جنب الثورة اي اموال لنفسه ، و على الناس ، ان يعرفوا هذه الحقائق ، و يهتموا بها ) .
و في نفس الوقت اشار اية الله الخامنئي الى اختلافه الطبيعي مع الشيخ رفسنجاني حول عدد من القضايا ، و اضاف : ( ان هذا الاختلاف طبيعي ، و على الناس الا يتوهموا امورا اخرى ) .
و تابع سماحته قائلا : ( هناك اختلاف منذ الدورة الاولى للرئاسة في وجهات النظر بين الشيخ رفسنجاني ، و رئيس الجمهورية حول العديد من القضايا الخارجية ، و كيفية تطبيق العدالة الاجتماعية ، و بعض القضايا الثقافية ، و اراء رئيس الجمهورية ، هي اقرب الى ارائي ) .
و وصف قائد الثورة الاسلامية الشيخ ناطق نوري ، بانه من الشخصيات الخدومة للثورة ، و اضاف : ( لا ريب في علاقة الشيخ ناطق نوري حيال النظام و الثورة ) .
و جدد اية الله الخامنئي تاكيده على ضرورة تلافي اضرار المناظرات ، و قال : ( لقد اخطرت رئيس الجمهورية في تلك الايام بعد المناظرة ، لانني كنت اعرف انه سيرتب الاثر ) .
و عاود التاكيد على موقف النظام الجاد من مكافحة الفساد المالي و متابعته ، و اضاف : ان لم يكن هناك فساد مالي في اقتصاد البلاد لما وجهت قبل عدة اعوام رسالتي المشهورة الى رؤساء السلطات الثلاث . لا ريب ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ، هي من اكثر الانظمة السياسية و الاجتماعية نزاهة في العالم ، و ينبغي الا نتهم البلاد بالفساد استنادا الى مراكز و مراجع صهيونية او اثارة تساؤلات حول الشخصيات و المسؤولين في مجال الفساد المالي ) .
و في معرض تلخيصه لهذا الجانب من توجيهاته نوه قائد الثورة الاسلامية بالقول : ( ان الشعب الايراني النبيل سطر ملحمة تاريخية و عالمية في الثاني و العشرين من خرداد / 12 يونيو حزيران / ، ولكن الاعداء يحاولون تنكيد هذا النصر الوطني ، و من خلال التشكيك في نتائج الانتخابات الحيلولة دون تسجيل رقم قياسي عالمي باسم هذا الشعب ، ولكن لا يمكن تغيير هذه الحقيقة ) .
و في جانب اخر من توجيهاته خاطب اية الله الخامنئي الشعب بالقول : ( ان جميع الذين صوتوا لاحد المرشحين الاربعة المحترمين ، هم من جبهة الثورة و النظام ، و ان شاء الله سيثابون ، و لهذا السبب يجب القول ، ان نهج الثورة حصل على 40 مليون صوت ، و ليس اربعة و عشرين مليون و نصف المليون صوت ، التي حصل عليها رئيس الجمهورية ) .
و اكد قائد الثورة الاسلامية ، ان الشعب واثقون ، ولكن على بعض مؤيدي و انصار المرشحين ، ان يثقوا بان نظام الجمهوية الاسلامية ، لن يخون اصوات الشعب و الاليات القانونية الموجودة في البلاد لن تسمح بالتزوير متسائلا ، كيف يمكن الغش بفارق 11 مليون صوت ) .
و تابع اية الله الخامنئي قائلا : ( في نفس الوقت اؤكد لمجلس صيانة الدستور ، ان يبت بدقة في الوثائق ، التي يقدمها الذين لديهم شبهات ، و ان دعت الضرورة الى اعادة فرز بعض صناديق الاقتراع ، فان عليه ان يقوم بها بحضور ممثلي المرشحين ) .
و راى سماحته ، ان القنوات القانونية ، هي السبيل الوحيد للبت في الشبهات المطروحة ، مؤكدا بالقول : ( لن ارضخ لاي بدعة غير قانونية ، لان في كل انتخابات هناك خاسر ، و ان تم اليوم انتهاك الاطر القانونية ، فاننا سنفقد الثقة بجميع الانتخابات المقبلة ، و لن تكون هناك حصانة لاي منها ) .
و اشار القائد الخامنئي الى شمولية قانون ، البت في الطعون الانتخابية ، مضيفا القول : ( ان القانون و كما يعطي للمرشحين حق المراقبة و تقديم الطعون ، يحدد طريقة البت في الطعون ايضا ، و لذلك يجب معالجة كافة الامور من خلال اعتماد المسار القانوني الصحيح ) .
وخاطب سماحته الساسة و المرشحين و مسؤولو الاحزاب و التيارات السياسية مصرحا بالقول : ( ان البلاد تمر اليوم بمرحلة تاريخية حساسة ، و ان النظر الى اوضاع العالم و الشرق الاوسط و دول الجوار ، و كذلك الاوضاع الاقتصادية بالعالم ، يثبت لنا باننا واقفون في نقطة تاريخية ، و لذلك علينا جميعا ان نتحلى باليقظة و الدقة في هذه الفترة التاريخية الحساسة ، و الا نرتكب اي خطأ ) .
و شدد قائد الثورة الاسلامية على ان ابناء الشعب الايراني و خلال الانتخابات الاخيرة ، قاموا بواجبهم على افضل وجه متابعا القول: ( ينبغي للساسة ، و الذين يمثلون جانبا من الراي العام ، بان يكونوا متيقظين و واعين حيال تصرفاتهم و اقوالهم اذ انه اذا ارادوا ابداء التشدد ولو بشكل جزئي ، فان نطاق التشدد في صفوف الناس ، سيصل الى مرحلة حساسة و خطيرة بين الناس لدرجة لا يمكن بامكانهم السيطرة على ابعاده ) .
و اوضح قائد الثورة الاسلامية ، ان اي خطوة مشوبة بالتشدد، ستؤدي الى بروز التشدد لدى الاخرين مبينا : ( اذا ارادت النخب السياسية تجاهل القانون ، فان مسؤولية الدماء و اعمال العنف و الشغب و الفوضى ، ستكون على عاتقهم شاءت أم أبت ) .
و صرح سماحته : ( انني انصح كل الاصدقاء القدامى و الاخوة التحلي بضبط النفس و شرح الصدر ، و ان يكونوا حذرين حيال دسائس الاعداء و الذئاب الجائعة و المترصدة ، التي تكشف اليوم عن لثامها الدبلوماسي تدريجيا و الا يغفلوا عنها ) .
و اكد اية الله الخامنئي ان هؤلاء السادة ، يجب ان يفكروا بالمسؤولية التي يتحملونها امام الله سبحانه و تعالى ، مضيفا : ( ان الاخوة يجب ان يتذكروا اخر وصايا الامام الخميني العظيم (ره) ، و التي اكد فيها " يجب على الجميع ، ان ينظر للقانون باعتباره فصل الخطاب ") .
و اعتبر قائد الثورة الاسلامية ، ان حسم كافة الخلافات لدى صناديق الاقتراع ، هو فلسفة اجراء الانتخابات متابعا القول: ( ان اجراء الانتخابات ، يهدف الى ان كشف مطالب ابناء الشعب من خلال الحضور لدى صناديق الاقتراع لا بنزولهم الى الشوارع ) .
و تساءل القائد الخامنئي ، اذا ارادت الجهة الخاسرة و انصارها ، ان تنزل الى الشوارع بعد اجراء اي انتخابات في البلاد ، و في المقابل ، اراد الفائزون انزال انصارهم الى الشوارع ، فلماذا تجري الانتخابات اصلا ، و ما الهدف من ورائها؟ ، فضلا عن انه ما هو ذنب المواطن الذي يتوقف عن العمل و المعاش نتيجة اعمال الشغب و الفوضى؟ ) .
و اشار سماحته الى ان التجمعات في الشوارع ، تشكل افضل ساحة و ستار للارهابيين المتغلغلين و الضربات الارهابية موضحا : ( اذا ما نفدت عمليات ارهابية من خلال هذه التجمعات ، فمن هو المسؤول عن ذلك ؟ ، من هو المسؤول تجاه الاشخاص العاديين و التعبويين ، الذين لقوا مصرعهم خلال الايام الماضية ؟ ، من هو المسؤول ازاء ردود الفعل الاحساسية حيال الاغتيالات ؟) .
و انتقد قائد الثورة الاسلامية بشدة بعض الاحداث ، التي حدثت في الحي الجامعي لجامعة طهران مضيفا : ( ان تعرض الشاب و الجامعي المؤمن والمتدين في الحي الجامعي للضرب و الهجوم ، و ذلك تحت اطلاق شعارات القيادة، امر يحز في النفوس ) .
و اشار القائد الخامنئي الى ان الاحتكام الى الشارع عقب الانتخابات ، يعد في الحقيقة تحديا لاصل الانتخابات و السيادة الشعبية ، مؤكدا انني اريد من الجميع انهاء هذه الاساليب الخاطئة ، و اذا ينهوا هذه الاعمال فان المسؤولية الناجمة عنها ستقع على عاتقهم ، و اضاف: ( ليعلم البعض انه ليس بامكانهم ايجاد اداة ضغط للنظام الاسلامي من خلال الاحتكام الى الشارع و اثارة الشغب ، كما لا يمكنهم ارغام المسؤولين على ان يستسلموا لمطالبهم تحت عنوان المصلحة ، اذ ان الخضوع للمطالب غير الشرعية تحت الضغط ، يعتبر بداية لنوع من الديكتاتورية) .
و اوضح سماحته ، ان مثل هذه التصورات و المحاسبات ، خاطئة و اذا ما اتت هذه التصورات الخاطئة بتداعيات ، فان المسؤولية عن ذلك ، ستقع مباشرة على عاتق الجهات ، التي اختفت وراءها ، و التي سيتعرف عليها المواطنون في الوقت المناسب اذا اقتضت الضرورة . و دعا قائد الثورة الاسلامية كافة الاصداقاء و الاخوة الى مراعاة القانون و التمسك بالاخوة و التفاهم متابعا القول : ( ان طريق القانون و المحبة و الصميمة مفتوح ، و آمل بان يتحرك الجميع في هذا المسار و ان يقوموا بتكريم الانتصار ، الذي تحقق من خلال مشاركة 40 ميليون ناخب لدى صناديق الاقتراع ، والا يسمحوا للاعداء بان يشوهوا هذا النصر العظيم ) .
و حذر سماحته في الوقت ذاته من انه اذا اراد اشخاص اختيار منهج آخر ، فانني سأخرج مرة اخرى ، و سأتحدث الى ابناء الشعب بصراحة اكثر .
و اشار قائد الثورة الاسلامية الى مواقف بعض الدول الاوروبية و الاميركية حيال الانتخابات الاخيرة في ايران ، و قال: ( قبيل اجراء الانتخابات ، ركزت بعض وسائل الاعلام الغربية و الحكومات الغربية محاولاتها على اثارة الشكوك حول الانتخابات ، و التمهيد لمشاركة شعبية ضئيلة فيها ، لكن الحضور الملحمي و الواسع لـ 40 ميليونا من الشعب الايراني لدى صناديق الاقتراع ، صدم وسائل الاعلام الغربية و مسؤوليها ، و كشف لهم عن حقيقه مفادها ، انه لا مجال امامهم سوى الركوع امام محلمة جديدة جرى سطرها في القضايا المرتبطة بالجمهورية الاسلامية الايرانية ) .
و لفت القائد الخامنئي الى بعض الاحتجاجات و الاحداث ، التي وقعت عقب اجراء الانتخابات في البلاد ، و قال : ان بعض القادة الاوروبيين اغتنموا الفرصة في هذه الاثناء للركوب على امواج الحادثة ، حيث غيروا لهجتهم ، و رأينا انه تم الكشف عن الاقنعة ) .
و اردف قائد الثورة الاسلامية قائلا : ( ان عددا من قادة و وزراء خارجية الدول الغربية ، ابدوا مواقفهم حيال الانتخابات منذ مطلع هذا الاسبوع ، و اظهروا عداءهم للنظام الاسلامي و من بينها الحكومة البريطانية كانت اكثر خباثة ) .
و اشار سماحته الى تصريحات بعض المسؤولين الاميركيين ، الذين قالوا اننا كنا بانتظار مثل هذه الايام ، التي يخرج فيها الناس الى الشوارع ، مضيفا: ( ان تصرحات هولاء القادة ، تاتي في الوقت الذي يقومون فيه بتوجيه الرسائل الى ايران و يعلنون رغبتهم باقامة علاقات معنا فاي هاتين الحالتين نصدق ؟ ) .
و صرح قائد الثورة الاسلامية بالقول : ( تزامنا مع هذه الخطوات ، فان عملاء هذه العناصر الاجنبية ، بداوا نشاطاتهم في داخل البلاد ايضا ، حيث بدأت اعمال الشغب و اشعال الحرائق في الشوارع و الممتلكات العامة ، و سلب الامن ، ولكن هذه الممارسات غير مدبرة من قبل اللناس او انصار المرشحين ، بل يدبرها الضامرون السوء للشعب الايراني و عملاء اجهزة الاستخبارات الصهيونية و الغربية ) .
و اوضح سماحته ، ان هذا الوضع زاد من اطماع الاعداء ، حيث تصوروا ان بامكانهم القيام بثورة مخملية في ايران بعشرات ملايين دولار من اموال عميل صهيوني على غرار بعض الدول الصغيرة ، لكن المشكلة الرئيسة لهؤلاء الاعداء الجهلاء ، هي انهم لم يعرفوا الشعب الايراني بعد ، و اضاف : ( ان ما كان اكثر قباحة في هذا الاثناء ، هو ابداء المسؤولين الاميركيين الشفقة للشعب الايراني و حقوق الانسان ، لكننا نقول ان الجهات ، التي ارتكبت جرائم كبرى في العراق و افغانستان ، و تقدم دعمها المادي و السياسي للكيان الصهيوني الظالم ، فكيف تتشدق بحقوق انسان ؟) .
و اشار آية الله الخامنئي الى الخطوة ، التي قامت بها حكومة الديمقراطي ، بيل کلينتون ، في قمع و حرق اكثر من 80 شخصا من اتباع فرقة "داوديان" مضيفا : ( كيف تفهمون حقوق الانسان في حين تضرمون النار على اكثر من 80 شخصا من النساء و الرجال والاطفال ، و تحرقونهم احياء في النار؟! ) .
واكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ، التي تحمل راية حقوق الانسان و الدفاع عن المظلومين ، ليست بحاجة لنصيحة الغرب ، موضحا ان على قادة و ساسة اوروبا و اميركا ، ان يتحلوا بقدر من الحياء و ان يتجنبوا مثل هذه المبادرات .
و قال سماحته في ختام خطبته الثانية متوجها الى امام العصر و الزمان (عج) : ( يا سيدنا و مولانا، اننا عملنا بما كان لازما علينا ، و قلنا ، و سنقول بما هو ضروري ، اننا وضعنا ارواحنا ، و ماء وجهنا في اكفنا ، و سنضحي بها في سبيل الثورة و الاسلام ، اننا سنواصل هذا الدرب بقوة ، و نسالك الدعاء ، انت الذي تعتبر المالك الحقيقي لهذه الثورة و لهذا البلد ) .
و اشار اية الله الخامنئي في الخطبة الاولى من الصلاة الى دور ذكر الله و الايمان الاهل في مجال السكينة الروحية للمؤمنين و الاستقرار : ( اننا و في مقابل الاحداث المختلفة ، التي تثير هواجسنا علينا اللجوء الى الله من خلال ذكره ، و ان نثق بوعده ، الذي قال انه سينزل سكينته على المؤمنين ، و يثبت قلوبهم ) .
و نوه قائد الثورة الاسلامية الاحداث المختلفة ، التي شهدتها الثورة الاسلامية منذ انتصارها ، متابعا القول : ( كان بامكان كل من هذه الاحداث و العواصف ، ان تقتلع اي شعب او نظام ، لكن هذه السفينة الراسخة المرتكزة على الاميان و الارادة الراسخة للجماهير المؤمنة ، التي لم تضطرب في العواصف ، و هذا الامر مؤشر على رحمة الله و فضله ).
و راى اية الله الخامنئي ان الغرور و الغفلة عن الله ، تؤديان الى فقدان الرحمة الالهية ، و اضاف : ( ينبغي علينا التحلي بالدقة ، لكي لا تؤدي التجاذبات السياسية و المناقشات ، التي تعد امرا طبيعيا في اي بلد حر ، لا تؤدي الى غفلتنا عن الله ، و هدفنا الرئيسي) .
و نوه قائد الثورة الاسلامية الى الايمان والمعنوية ، التي يحظى بها الشباب الاعزاء ناصحا الجميع ، لاسيما الشباب بالاستفادة المثلى من الفرص المعنوية المتاحة ، و اضاف : ( ان ايام شهر رجب قريبة ، و يجب اغتنام ادعية هذا الشهر التي تعد بحرا من المعنويات ).
المصدر:IRIB